في سابقة تاريخية هي الاولى من نوعها في العالم، شهدت العاصمة اليمنيةصنعاء صباح اليوم غقامة مراسيم وداع أسطورية للرئيس علي عبد الله صالح، الذي أعده قادة العالم والهيئات الدولية أحد أعظم القادة الحكماء بتنازله عن الأشهر المتبقية من حكمه، وتجنيب اليمن وشعبها حرب أهلية سعى خصومه إلى تفجيرها بكلل الوسائل. مراسيم الوداع التي أقيمت في دار رئاسة الجمهورية، حضرها مبعوث الأممالمتحدة "جمال بن عمر"، ورئيس الجامعة العربية "نبيل العربي"، ورئيس مجلس تعاون دول الخليج العربي "عبد اللطيف الزياني"، ورئيس بعثة الاتحاد الأوروبي، وسفراء الولاياتالمتحدة والدول الاوروبية والعربية ، وعدد كبير من رؤساء وممثلي البعثات والمنظمات الدولية العاملة في اليمن، وقادة المجتمع المدني اليمني، وكبار الشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية. كما أن أكثر من مائة وكالة إخبارية ومحطة فضائية عالمية قامت بتغطية الحدث، بجانب وسائل الاعلام المحلية.. فيما غاص دار الرئاسة بالحشود التي توافدت لتشهد هذا الحدث التاريخي الفريد الذي لم يسبق لدولة عربية أن شهدت له مثيلاً، كما لم يسبق لي زعيم في العالم أن حضي بتوديع دولي على هذا المستوى الرفيع من المشاركة الذي تصدرته الأممالمتحدة. وخلال المراسيم ألقى الرئيس السابق علي عبد الله صالح والرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي كلمتين مقتضبتين، نورد نصهما بالفيديو:
وكان الرئيس صالح الذي عاد فجر السبت من رحلة علاجية قصيرة في الولاياتالمتحدة، قد فتح أبواب منزله في حدة أمس الأحد لاستقبال كبار الشخصيات السياسية والاجتماعية والمدنية التي قدمت لتهنئته بسلامة العودة والاطمئنان على سلامته، وهو الأمر الذي تواصل اليوم الاثنين أيضاً عقب الانتهاء من مراتسيم تسليم السلطة في دار الرئاسة. ويعتبر الرئيس علي عبد الله صالح أول زعيم يمني منذ اكثر من قرن يسلم الحكم لخليفته سلمياً، حيث جرت العادة في اليمن أن يتم التغيير أما باغتيالات سياسية أو انقلابات، غير أن ما يتمتع به الرئيس صالح من كاريزما قوية وحنكة سياسية ثاقبة وشعبية واسعة منحته كفاءة عالية في ادارة الازمة السياسية التي فجرتها أحزاب اللقاء المشترك مطلع العام 2011م في محاولة لتقليد بلدان أخرة، سرعان ما فشلت وعادت جميع الاطراف المعارضة لتمتثل لنصوص مبادرة الرئيس صالح التي أعلنها في يناير 2011م ثم تبنتها دول مجلس التعاون الخليجي ودعمها المجتمع الدولي وأقرها مجلس الامن الدولي بقراره رقم 2014 كوثيقة ملزمة للجميع من أجل أمن واستقرار اليمن. وخلافاً لكل مخرجات الفوضى التي شهدتها عدة دول عربية أخرى أطاحت بزعمائها، فإن الأزمة في اليمن أفضت إلى تكريم الرئيس صالح ونظامه وحزبه، ليس فقط بالحصانة القانونية، وغنما أيضاً بترشيح أمين عام حزبه كرئيس توافقي وحيد منحه المعتصمون المعارضون وحدهم نحو (24) ألف صوت، كما شكل وزراء حزب الرئيس نصف عدد وزراء حكومة التوافق الوطني، وأقرت المبادرة تحريم عزل أي مدير عام وما فوق من الكوادر المعينة من قبل الرئيس صالح وحكومته طوال الفترة الانتقالية المحددة بعامين. الرئيس صالح هو أول زعيم يمنحه مجلس الامن الدولي شهادة دولية بأن ما شهدته بلاده من فوضى مسيرات واعتصامات هي "أزمة سياسية" وليست "ثورة" وإن خصومه الذين دبروا تفجير جامع دار الرئاسة لاغتياله وأركان نظامه وأسرته هم "ارهابيون" وفعلهم "جريمة ارهابية"- طبقاً لقرار مجلس الامن الدولي 2014. المراسيم الاسطورية التي رعاها المجتمع الدولي باكبر هيئاته لوداع الرئيس صالح هي بمثابة رسالة يتم توجيهها لكل الانظمة في العالم بأن بامكانهم أن يحضوا بنفس الحفاوة التي حضي بها الرئيس صالح إذا ما تمسكوا بالخيارات الديمقراطية وصنعوا أمن وسلام شعوبهم واستقرار بلدانهم بنفس روح التفاني التي تعامل بها الرئيس صالح خلال الأزمة السياسية.