استمر تقدم الجيش اليمني في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين مطبقا سيطرته على الجزئين الجنوبي والشرقي من المدينة وتقدم لتطهير المناطق المتبقية من عناصر تنظيم القاعدة, وأعلن مصدر عسكري يمني أن معظم القيادات البارزة والتقليدية الكبيرة للتنظيم في المحافظة لقيت مصرعها خلال المواجهات الأخيرة وتكبد القاعدة خسائر باهضة, في وقت لجأت جماعة "أنصار الشريعة"- ذراع القاعدة في اليمن- إلى استخدام الورقة الأخيرة طمعا في وقف تقدم الجيش وتأخيره عن حسم المعركة لصالحه مهددة بإعدام الجنود الأسرى لديها عبر منشورات ملأت شوارع مدينة جعار شمال زنجبار. تطورات وحصيلة وأكدت وزارة الدفاع اليمنية عزم قوات الجيش توسيع عملياتها العسكرية إلى مدينة جعار لتطهيرها من فلول “القاعدة”، وضمان إعادة النازحين إليهما وتعزيز الأمن والاستقرار في المحافظة بشكل عام، وتعهدت “عدم التهاون مع العناصر الإجرامية والتصدي لها بكل حزم وقوة” . وكانت الوزارة أكدت أن حصيلة يومين من الغارات التي شنتها مقاتلات من سلاح الجو اليمني على معاقل “القاعدة” في مدينة لودر ارتفعت إلى 32 قتيلاً، مشيرة إلى أن 17 من هؤلاء قتلوا في غارات استهدفت معاقل لهم بمنطقة المثلث في الضواحي الجنوبية الشرقية لمدينة لودر وإحداها استهدفت منزلاً لقيادي في التنظيم يدعى “المقدمة” كان بداخله مع عدد غير محدود من معاونيه . وأفادت الوزارة أن أكثر القياديين القدامى في تنظيم “القاعدة” قتلوا في المواجهات الدائرة بين قوات الجيش ومسلحي “القاعدة” في مدينة زنجبار ومديرية لودر ومدينة جعار بمحافظة أبين خلال الفترة الماضية، مشيرة إلى أن “عدداً محدوداً من قادة التنظيم لا يزال موجوداً في بعض مناطق أبين ومدينة عزان بمحافظة شبوة، بعدما سلمت القيادة إلى قادة من الصف الثاني لإدارة العمليات الإرهابية في أبين ومناطق أخرى” . وأمر الرئيس عبدربه منصور هادي، قيادة الجيش بإرسال قوة عسكرية ضاربة إلى محافظة أبين لحسم المواجهات مع مسلحي تنظيم “القاعدة” وللإشراف على خطة لعودة السكان النازحين وسط معارضة واسعة من البرلمان الذي رفض مشاركة الطائرات الأميركية في العمليات العسكرية، فيما اعتبره نواب انتهاكاً للسيادة الوطنية . وأكد مسؤول محلي في مدينة لودر، أن عشرات الجثث لا تزال ملقاة في مناطق متفرقة بمدينة لودر والتي شهدت في الأيام الماضية قتالاً بين الجيش ومقاتلي اللجان الشعبية من جهة ومسلحي “القاعدة” من جهة ثانية بعد فشل جهود الوساطة التي قادها وجهاء بإعلان هدنة محدودة تتيح لأطراف القتال انتشال جثث ضحاياهم وسط مخاوف من انتشار أمراض وبائية في هذه المناطق نتيجة تحلل كثير من الجثث . التهديد بإعدام الأسرى إلى ذلك قال سكان محليون ببلدة جعار الواقعة إلى الشمال من مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين والتي باتت عناصر جماعات مسلحة تطلق على نفسها "أنصار الشريعة تسيطر عليها ان عناصر هذه الجماعات طافت شوارع المدينة وهي نعلن عبر مكبرات صوت بأنها تنتوي إعدام جنود من الجيش تحتجزهم منذ أسابيع . وجاء في منشور وزعه تنظيم القاعدة: "نظرا لعدم تجاوب الحكومة اليمنية بشان الأسرى الجنود والضباط ونظرا لتخيير الشرع في شان الأسير المحارب في أربع حالات اما القتل او الاسترقاق او المن او الفداء وقد رفضت حكومتهم أي تجاوبا ولم تعرهم أي اهتمام وانه بمشيئة الله سيتم إقامة حكم القتل عليهم ابتداء من يوم الاثنين القادم 8 جمادي الثاني الموافق 30 -04- 2012" .