أعلنت وزارة الدفاع اليمنية، أمس الأحد، مقتل معظم قيادات تنظيم "القاعدة" في محافظة أبين بجنوب البلاد. ونقلت الوزارة عبر موقعها الإلكتروني عن مصدر عسكري قوله "إن معظم القياديين القدامى في تنظيم القاعدة لقوا مصرعهم بمحافظة أبين"، مشيراً إلى أن "عدداً محدوداً من تلك القيادات لايزال موجوداً في بعض مناطق أبين ومدينة عزان بمحافظة شبوة" .
وقال المصدر "إن قيادات جديدة من الصف الثاني هي من تدير حالياً العمليات الإرهابية في أبين ومناطق أخرى" .
إلى ذلك استمرت المواجهات بين الجيش وجماعة "أنصار الشريعة"،الذراع اليمنية لتنظيم "القاعدة" في ضواحي مدينة زنجبار ووسطها، حاصدة معها المزيد من القتلى والجرحى.
ونقلت " الخليج الإماراتية " عن مصادر عسكرية تأكيدها، أن قوات الجيش سيطرت أمس الأحد على الجزء الجنوبي والشرقي لمدينة زنجبار، بالتوازي مع عمليات تمشيط وتطهير لمنطقة باجدار التي كان الجيش سيطر عليها قبل أيام .
وقال مسؤول عسكري ل "الخليج" إن وحدات من الجيش دخلت مؤخراً إلى وسط مدينة زنجبار كبرى مدن محافظة أبين، وطهرت العديد من الأحياء الخاضعة لسيطرة التنظيم بعد شن مقاتلات من سلاح الجو اليمني غارات استهدفت عدداً من مواقع المسلحين في منطقة العرقوب.
وأكدت وزارة الدفاع اليمنية عزم قوات الجيش توسيع عملياتها العسكرية إلى مدينة جعار المجاورة لتطهيرها من فلول "القاعدة"، وضمان إعادة النازحين إليهما وتعزيز الأمن والاستقرار في المحافظة بشكل عام، وتعهدت "عدم التهاون مع العناصر الإجرامية والتصدي لها بكل حزم وقوة" .
وكانت الوزارة أكدت أن حصيلة يومين من الغارات التي شنتها مقاتلات من سلاح الجو اليمني على معاقل "القاعدة" في مدينة لودر ارتفعت إلى 32 قتيلاً، مشيرة إلى أن 17 من هؤلاء قتلوا في غارات استهدفت معاقل لهم بمنطقة المثلث في الضواحي الجنوبية الشرقية لمدينة لودر وإحداها استهدفت منزلاً لقيادي في التنظيم يدعى "المقدمة" كان بداخله مع عدد غير محدود من معاونيه .
وأفادت الوزارة أن أكثر القياديين القدامى في تنظيم "القاعدة" قتلوا في المواجهات الدائرة بين قوات الجيش ومسلحي "القاعدة" في مدينة زنجبار ومديرية لودر ومدينة جعار بمحافظة أبين خلال الفترة الماضية، مشيرة إلى أن "عدداً محدوداً من قادة التنظيم لا يزال موجوداً في بعض مناطق أبين ومدينة عزان بمحافظة شبوة، بعدما سلمت القيادة إلى قادة من الصف الثاني لإدارة العمليات الإرهابية في أبين ومناطق أخرى" .
وأبلغت مصادر عسكرية "الخليج" أن الرئيس عبدربه منصور هادي، أمر قيادة الجيش بإرسال قوة عسكرية ضاربة إلى محافظة أبين لحسم المواجهات مع مسلحي تنظيم "القاعدة" وللإشراف على خطة لعودة السكان النازحين وسط معارضة واسعة من البرلمان الذي رفض مشاركة الطائرات الأميركية في العمليات العسكرية، فيما اعتبره نواب انتهاكاً للسيادة الوطنية.
وأكد مسؤول محلي في مدينة لودر، أن عشرات الجثث لا تزال ملقاة في مناطق متفرقة بمدينة لودر والتي شهدت في الأيام الماضية قتالاً بين الجيش ومقاتلي اللجان الشعبية من جهة ومسلحي "القاعدة" من جهة ثانية بعد فشل جهود الوساطة التي قادها وجهاء بإعلان هدنة محدودة تتيح لأطراف القتال انتشال جثث ضحاياهم وسط مخاوف من انتشار أمراض وبائية في هذه المناطق نتيجة تحلل كثير من الجثث.