لقد غزت بعض القنوات العربية في الآونة الأخيرة مسلسلات تركية، أمثال: «مسلسل سنوات الضياع ومسلسل نور ووادي الذئاب..... إلخ» حاملة معها الفكر التركي بمميزاته الإيجابية والسلبية، وكذلك التقاليد التركية والمعتقدات والممارسات لذلك المجتمع… ومؤثرة بها كافه المجتمعات في الحضر والريف وهنا يختلف مستوى التأثر بالمسلسلات التركيه بين الحضر والريف , فقد يكون تأثيرها على الحضر اقل من الريف كلاهما يعتمدان على الوعي والارتقاء يالتفكير والايمان بالواقع. نحن نعلم جيدا ان الوعي في الريف ضئيل مما يجعلة عرضه للتأثير الخاطأ والتصديق للخيال والميل له بعيد عن تفعيل دور العقل , فكلما كان الوعي كبير كلما كان الواقع هو الفاصل ...فما فاجأني هو اني عندما ذهبت الى قرية "الشغادرة " تتبع محافظة حجة وجدت معظم نسائها كما يمكن ان اصفهن " زنجبيل بغبارة" عندما اكتشفت بأنهن يقمن بمبادره غريبة من نوعها " الصيام لمدة خمسة ايام والدعاء المستمر" اتعرفون لمن هذا الدعاء ونية الصيام؟ انه ل"مراد علمدار "!! لكي ينصره الله على اعدائه ويقضي على الشر, هذا ان دل يدل على ان التخلف السائد في الريف مستمرا الى الان , او كما نسمع في معظم المجتمعات عن قصص وروايات عن أزواج تطلّقوا بسبب هذه المسلسلات، أو علاقات حبّ تهدمت بفعلها، أو حتى عن امتناع فتيات عن الزواج قبل أن يجدن من يجسّد صورة أمير الأحلام الجديد بنظرهن، مهنّد أو سواه.كما نسمع قصص عن أمهات رفضن تحضير الطعام لأولادهن أو الاهتمام بهن قبل انتهاء حلقة المسلسل. صحيح أن هذه الأمور تبقى استثناءات إلا أنه إن كان الرجل سيطلق امرأته لأنها لا تشبه فاطمة، وإن كانت المرأة لن تقبل بزوج ما لم يكن أرستقراطيًا ووسيمًا، وإن كانت المرأة ستنشغل عن بيتها وأولادها بمسلسل فكل هذه إشارات تدعو للعجب والاستغراب!. هنا اين يكمن دور الاعلام في الريف خاصة وفي الحضر عامة, فالمعتقدات المتخلفة لدى الريف يدل على ضعف دور الاعلام في عمل الدورات والندوات والفلاشات التي توعي الناس والتي تكسبها ارتقاء في التفكير والتصديق بالواقع والخروج عن الخيال المصور وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة , لذلك سيضل الريف يعاني من مشكلة التخلف التي لم تسعى الدولة بشكل كبير للتطويرها لكي نرتقي بيمن الحكمة والايمان .