ليس خافياً على أحد، أن إسرائيل هي طفلة أمريكا المدللة، إلا أن هذا التشبيه لم يكن في يوم بالوضوح الذي هو عليه الآن، فإسرائيل المدللة تعيث في الأرض فساداً وتلعب (بجلافة) دون رادع أو مانع، وأمها أمريكا تنظر إليها بحب وتستلطف ما تفعله. ليس هذا بخافٍ على أحد بالتأكيد، لكن ما خفي على كثير من الناس أن من الحب ما قتل، وحب أمريكا لربيبتها إسرائيل لا شك قاتلها، خاصة أن تأييد أمريكا لإسرائيل في كل ما تفعله سلبنا نحن العرب ما يمكن أن نخسره، فهذا التأييد الأعمى، يزيد من حدة التوتر بين الطرفين، وهذا الإنحياز التام لإسرائيل يجعلنا نحن العرب نستميت في إثبات حقنا. إن الحب الحقيقي من قبل أمريكا لإسرائيل، يحتم عليها لو كانت تعقل، أن تكون متوازنة، وأقول هنا متوازنة وليس عادلة، فيجب عليها أحياناً أن (تمثل) دور الحازم مع إسرائيل ولو من باب (رفع العتب)، حتى تخلق نوعاً من التوازن يجنب المنطقة الإنفجار. وما مثلنا هنا إلا كمثل (طنجرة الضغط)، التي تنفجر بالتأكيد ما لم يتم تنفيسها قليلاً! ولا أتمنى هنا إلا أن يعمي الله قلب أمريكا، فتزيد من دعمها المتهور لطفلتها المدللة، حتى ينفجر الوضع، و(يا علينا يا عليهم)، ومن الحب ما قتل.