تقاطرت أفواج النساء والأطفال صباح الأحد نحو "خيمة المقاومة" لتفجر منها يوماً تضامنياً حافلاً امتزج فيه حماس الموقف الشعبي بهبات الذهب والمال، والتعبير، وشدو الأطفال، ودموع حرّى لم تقاومها جفون النسوة وهي تسترجع أوجاع النزيف العربي في فلسطينولبنان والعراق، وتلك الوحشية المستبدة للصهيونية العالمية إذ تقتل بلا رحمة، وتقصف بلا هوادة، وتدمر بلا حساب، وتتفرج على مجازرها بزهو المنتصر في عالم متخاذل. يوم الأسرة اليمنية في خيمة المقاومة، والذي نظمته عدد من النخب النسوية اليمنية، تتصدرهن الدكتورة نجيبة حداد، وكيل وزارة الثقافة، والأستاذة نور باعباد- وكيل وزارة الشئون الاجتماعية، والدكتورة رؤوفه حسن- رئيسة مؤسسة برامج التنمية الثقافية، والدكتورة وهيبة فارع – رئيسة جامعة الملكة أروى، ، بالإضافة إلى جمعية نساء فلسطين، وبمشاركة جمعية أمان لرعاية الكفيفات، وعدد آخر من مؤسسات المجتمع المدني اليمني والشخصيات الثقافية والاجتماعية.. وكرس فعالياته لغرس ثقافة المقاومة، ومن أجل حشد الموقف والدعم الشعبي لضحايا العدوان الصهيو- أمريكي على الأمة العربية والإسلامية. وقد افتتحت فعالياته الطفلتان (دارين، وروان ماجد معروف) بكلمة الطفولة التي قالت فيها الطفلة دارين:" أنا زهرة من فلسطين وجئت الى هنا لأناشدكم لتدعموا أخوتي في فلسطينولبنان والعراق"، فيما قالت أختها روان:"تحية أنقلها من كل أطفال لبنانوفلسطين ، الأطفال الذين حرمهم الصهاينة من عيش طفولتهم.. أهديها الى قائدكم فارس العرب علي عبد الله صالح.. أنا جئت الى هنا لأضم صوتي الى صوتكم من أجل أطفالنا في لبنانوفلسطين ونسأل الله أن ننصرهم". كما ألقيت كلمة باسم نساء فلسطين وقفت فيها المتحدثة على قيم الجهاد التي غرسها الأولون من أهل الجهاد والرباط الذين علموا الأمة بان الأرض لا تحفظ إلاّ بالجهاد، ولا تصان إلاّ بالشهادة، وحيت أهل اليمن مخاطبة إياهم يا أحفاد صحابة رسول الله أسامة بن زيد وشرحبيل بن حسنة هنيئا لكم أول راية رفعت في رحاب الشام رفعها جدكم أسامة فانتم اليوم تنصرون إخوانكم المحاصرين يا من قال فيكم رسول الله : الله أكبر جاء الفتح وجاء نصر الله وجاء أهل اليمن نقية قلوبهم لينة أفئدتهم ، الإيمان يمان والحكمة يمانية، مشيدة بالدعم الذي يقدمه اليمنيون لأبناء الشعب الفلسطينيواللبناني. ووصفت المرحلة الراهنة بأنها مرحلة الجرح الدامي التي حرك فيها الشيطان كل جيوشه ليذبح الكبار والصغار ولا يرحمهم أحد ولا يترك فتاة شريفة إلا ودنسوا عرضها، فلم يبق إلا أن نفتح أبواب الجهاد، فالكلمة الآن للمجاهدين وليس من كلام غير عزف الرصاص. ووصفت أمريكا بأنها زعيمة العالم الكفري تزداد حقداً ووحشية وتزداد إظهارا للحقد والكراهية كلما رأت أن هناك نصر أو صورة من نصر يحققها المسلمون هنا أو هناك ، داعية الى نصرة المجاهدين بالمال والسلاح والدعاء، منوهة الى أن من لم يتحرك اليوم رغم كل ما يحدث فأي شيء سيحركه. كما ألقت الدكتورة نجيبة حداد – وكيل وزارة الثقافة- كلمة استعرضت في مطلعها بعض ما تداولته الأخبار من أحداث ومواقف وتطورات بشأن الساحة اللبنانية لتعرج بعد ذلك على موقف الرئيس علي عبد الله صالح بتبرعه بما جمع لحملته الانتخابية لصالح فلسطينولبنان، مشيدة بذلك الموقف ومثنية على كل المواقف القومية التي يترجمها الرئيس. وقالت السيدة حداد انه ليس بالجديد على اسرائيل أن تقف هذه المواقف العدوانية من الأمة العربية والإسلامية، فنحن على علم باستعداداتها من قنابل ودبابات وذخائر موجهة بالليزر والأقمار الصناعية والطيران الإسرائيلي الذي تقوم بتزويدها لها الولايات المتحد وهي طائرة (إف/22)والتي تعتبر المقاتلة الأولى في العالم وتعرف بالخفية. وأكدت أن اسرائيل خاسرة وأن العدو يتكبد خسائر فادحة ولن يصل أهدافه، واصفة الحرب على لبنان بأنها عدوان إرهابي يجب توقيفه ، ولا بد من سلام عادل في فلسطينولبنان. ودعت الى المطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار وإرسال قوات عربية لحفظ السلام . وفي كلمة ثالثة أدانت مؤسسة برامج التنمية الثقافية ، وسكرتارية "تحالف وطن" لزيادة مشاركة النساء في الانتخابات، العدوان الإسرائيلي العسكري على المدنيين في لبنانوفلسطين، معتبرة إياه اعتداء مباشر على اتفاقية جنيف الرابعة التي تمنع الاعتداء على المدنيين والبنى التحتية، مطالبة المجتمع الدولي بإدانة هذا العدوان وتصنيفه "إرهاب دولة"، مؤكدة أن استهداف المدنيين والخلق المتعمد لحالة الرعب هو الإرهاب بعينه. ودعت الدكتورة رؤوفة حسن – رئيسة المؤسسة- في نداء وجهته إلى كل المجتمعات الدولية والإقليمية واليمنية لوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان:المجتمع الدولي إلى تقديم تأكيد واضح وواسع بأن حياة الإنسان هي أكثر قيمة من أي معيار للجنسية أو الدين، منوهة إلى أن "حق الحياة والأمان يجب أن يكون فوق كل اعتبار". كما دعت من موقع مؤسستها في المكتب التنفيذي لحملة الأولويات الكونية المجتمع العربي والدولي إلى التدخل السريع وإنهاء العدوان على لبنان، معربة عن مشاركتها الموقف لرئيس الوزراء اللبناني في مطالبته بالوقف الفوري لإطلاق النار تحت إشراف ودعم قوي لقوات السلام من الأممالمتحدة. وأعربت عن قلقها من ازدياد الموقف سوءً مع تزايد الهجوم الإسرائيلي الجوي الذي لا يتوقف، وبينت أن العدوان على لبنان يذهب بعيداً عن رد فعل خاص باختطاف جنود إسرائيليين ، فهذا الاختطاف ليس إلا ذريعة لهجوم واعتداء من قبل إسرائيل على أحلام وتطلعات الشعب اللبناني، مثلما هو حادث مع الشعب الفلسطيني بالعدوان المستمر على غزة . وقالت أن ضرب الجيش الإسرائيلي للمدنيين والمنشآت المدنية هو بمثابة عقاب جماعي لكل الشعب اللبناني، يسعى لمحاصرة الشعب اللبناني وتمزيق الروابط بين القرى والمدن إلى مناطق معزولة عن بعضها البعض. يوم الأسرة اليمنية في خيمة المقاومة لم يكن يوماً اعتيادياً إذ شهد مجموعة من الأناشيد التي شارك فيها أطفال فلسطين، وعرض مسرحي درامي حول مقاومة الاحتلال الصهيوني، وعرض درامي شعري آخر قدمته اثنان من الشاعرات اليمنيات الشابات.. وتخلل ذلك كله عدد من القصائد الشعرية التي ألهبت حماس الحضور الكبير الذي لم تتسعه الخيمة الرحبة التي ظلت صباح مساء تفتح أبوابها لكل المحبين لفلسطينولبنان والعراق وكل شبر تتلى عليه صلاة ويرفع فوقه أذان. كما شهد يوم الأسرة اليمنية إقبالاً واسعاً للتبرع توافدت خلاله النساء على اللجنة الخاصة بالتبرع لتقدم البعض منهن حليهن، أو بعض المال، فيما كان الأطفال يتقافزون وهم يحملون القليل من المال الى اللجنة ويعلنوا بصوت كله زهو وفخر: هذا للمقاومة.. هذا لإخواننا في فلسطينولبنان.. هذا من أجل إنقاذ أرواح إخواننا المسلمين..!