اكد الرئيس علي عبد الله صالح أن اليمن ليست دولة عدوانية وإنما دولة دفاعية عن المكاسب والانجازات "براً وبحراً وجواً" ، معتبراً أن مهمة الأكاديميات العليا ليس فقط البحث العلمي العسكري والاقتصادي والسياسي والاجتماعي ، "ولكن دفاعي استراتيجي، ولإعداد الوطن وإعداد الدولة وإعداد الأجهزة لكل الاحتمالات". جاء ذلك خلال الحفل الذي إقامته الأكاديمية العسكرية العليا اليوم بمناسبة تخرج الدورة الأولي (حرب عليا)، والتي ألقى خلالها الرئيس علي عبد الله صالح كلمة قال فيها: " نحن بدأنا بكلية القيادة والأركان وأنشأنا كلية الحرب العليا وأيضاً أنشأنا الآن كلية الدفاع الوطني وكلية الهندسة العسكرية.. وهذه تشكل أكاديمية عسكرية أي جامعة للمؤسسة العسكرية". وأضاف " إن العصر عصر المعلومات والمعارف العسكرية فتهانينا للمؤسسة العسكرية بهؤلاء الخريجين من كلية الحرب العليا، وهي أول باكورة وإن شاء الله تليها دفعات جديدة".. ونحن حريصون كل الحرص على أن يكون العمل نوعي، وأن نهتم بالكيف قبل الكم.. فعدد الخريجين /21/ خريجاً سوف يتولون مناصباً قيادية حساسة في المؤسسة العسكرية". وخاطب الرئيس الخريجين قائلاً: إن بحوثكم العلمية كانت ناجحة ورائعة كما فهمت من رئيس الأكاديمية، وتعتبر كلمة رئيس الأكاديمية قرارا بمنحه رئاسة الأكاديمية العليا، بعد ان كان قائماً بأعمال رئيس الأكاديمية بحيث أصبح من اليوم رئيساً للأكاديمية فلديه الخبرة والمقدرة على أداء هذه الرسالة الهامة داخل المؤسسة العسكرية، وكان قبلها قائداً لكلية القيادة والأركان، والآن رئيساً للأكاديمية، ونحن الآن بصدد إنجاز كلية الدفاع الوطني. و اضاف: كلية الدفاع الوطني مهمة واستراتيجية حيث ستقوم بتخريج القادة الاستراتيجيين الذين يتولون أعلى المناصب في المؤسسة العسكرية وفي أجهزة الدولة المختلفة.. مؤكداً على أهمية أن تكون البحوث عسكرية ودفاعية أو هجومية ، ولكن بحوث علمية من أجل إعداد الدولة وإعداد الوطن للدفاع. وقال فخامته :نحن لسنا دولة عدوانية وإنما دولة دفاعية ندافع عن مكاسبنا وإنجازاتنا وسياساتنا براً وبحراً وجواً فهذه مهمة الأكاديميات العليا وهي البحث العلمي العسكري والاقتصادي والسياسي والاجتماعي حتى لا يفهم بأن إنشاء هذه الكليات بأنها للبحث العسكري فقط، ولكن دفاعي استراتيجي، ولإعداد الوطن وإعداد الدولة وإعداد الأجهزة لكل الاحتمالات. وقال: هنيئاً لوطننا المعطاء بكل هذه الكوادر الجديدة التي تتخرج من هذه المعاهد ومن هذه الكليات مثل كلية الحرب وكلية القيادة والأركان ومعهد الثلايا وعدد من المعاهد التخصصية فجيشنا اليوم غير جيشنا في السبعينات والثمانينات . وتابع قائلا :" الآن المؤسسة العسكرية مؤهلة وأستطيع أقول أنها وصلت إلى مرحلة متقدمة مثل بقية الجيوش العربية، فالمعنويات عالية لدى المؤسسة العسكرية والكفاءات واضحة والقيادة اختلفت تماماً جملة وتفصيلا من حيث الأداء سواء في دوائر وزارة الدفاع أو في الميدان أوفي المناطق والقوى العسكرية".. مشيراً إلى أن الأداء اصبح اداءاً علمياً مبنياً على معلومات وحداثة متطورة ووعي رائع . وقال الرئيس :" قبل أن نهنئ هؤلاء الخريجين والمؤسسة العسكرية نهنئ الوطن بأبنائه هؤلاء المخلصين والمستوى المتطور الذي وصلت إليه المؤسسة العسكرية لما لها من دور فاعل في الدفاع عن الوطن وتخدم إيجاد نهضة تنموية في ظل الأمن والاستقرار حيث لا يمكن أن توجد تنمية ولا يمكن أن تتطور الثقافة ولا يمكن أن يبنى أي شيء ما لم تكن هناك مؤسسة عسكرية قوية تدافع عن الوطن ومكاسبه وتعزز الأمن والاستقرار بما يوفر الأجواء المناسبة للتنمية والاستثمار، ويستطيع السائح ان يوصل إلى أرض الوطن بأمان وإطمئنان ..منوهاً إلى أنه بدون آمن واستقرار داخل الوطن لا يمكن تحقيق تنمية وتطور وازدهار . وأضاف :" فالفضل كل الفضل بعد الله سبحانه وتعالى لهؤلاء الأبطال الذين ضحوا من أجل الثورة وقدموا قوافل من الشهداء خلال 44 سنة دفاعاً عن الثورة وقدموا نهراً من الدماء دفاعاً عن الوحدة". وخاطب منتسبي المؤسسة العسكرية قائلا :" شعبنا يحييكم ويهنئكم , وأنا نيابة عن الشعب أهنئ هذه المؤسسة البطلة التي ستظل تعطي لهذا الوطن كل ما لديها من قوة للحفاظ على الأمن والاستقرار والطمأنينة والتنمية ". وحيا الرئيس قيادة كلية الحرب العليا وأساتذتها وكذا قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة على كل ما يبذلونه من جهود لتأهيل كوادر في مختلف التخصصات العسكرية بما يواكب تطورات العلوم العسكرية الحديثة.
هذا وكان العميد ركن عبد ربه القشبي مدير كلية الحرب العليا القائم بأعمال مدير الأكاديمية العسكرية قد القي كلمة رحب في مستهلها بتشريف الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية - القائد الأعلى للقوات المسلحة لحضور حفل تخرج نخبة من كبار ضباط قواتنا المسلحة وممن أكملوا أعلى الدراسات في علم الحرب ، وهم دارسو الدورة الأولى كلية الحرب العليا بعد ان أمضوا فترة سنة دراسية في هذه الاكاديمية اكتسبو خلالها المعارف والخبرات النظرية والتطبيقية على المستويين التعبوي والاستراتيجي ضمن اطار فكري علمي قيادي وتخصصي لاستخدام جميع القوى والتخصصات بما يؤهلهم لاستلام مناصب قيادة وأركان عليا في القوات المسلحة . وخاطب القائم باعمال مدير الاكاديمية العسكرية الخريجين قائلا ": إن ما حصلتم عليه خلال فترة دراستكم ما هو الا قطرة في بحر المعرفة والعلم العسكري ولا يتصور أحدكم انه بانتهاء الدراسة في هذه الدورة قد وصل الى النهاية ، فالنجاح لا يكتب الا لمن يسعى لتطوير نفسه كما أحثكم جميعا على التعامل الجاد مع المشكلات والمعضلات التي ستواجهونها في التخطيط أو في التطبيق واكتساب المهارات العلمية العامة والتخصصية لتقديم اداء متميز في أعمالكم ". وأستعرض العميد ركن عبد ربه القشبي في كلمته التطورات التي شهدتها كلية الحرب العليا لوضع أسس وآليات عمل متطورة في الكلية بالإستعانة وعلى غرار المنهج في أكاديمية ناصر العسكرية العليا بجمهورية مصر العربية الشقيقة . وأعرب عن شكره لرئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة لدعمه اللا محدود والمتواصل وتوجيهاته القيمة والسديدة بتأمين أحدث وسائل التدريب لهذا الصرح العلمي الكبير منذ ان وضع اللبنة الأولى لانشائه . كما القى العميد الركن / أحمد عباس العماد / كلمة باسم الخريجين كلمة عبر فيها عن الشكر والتقدير للرئيس على رعايته الكريمة لحفل تخرج الدورة الاولى من كلية الحرب العليا .. معتبرا منتسبي الدورة هم الباكورة الاولى من الثمار الطيبة لهذا الصرح العسكري الاكاديمي الشامخ بعد ان أمضوا عاما دراسيا كاملا تلقوا خلاله العديد من المعلومات والمعارف العسكرية على المستويين الاستراتيجي والتعبوي في مختلف التخصصات التعليمية العسكرية .. مشيرا إلى أن الخريجين بذلوا جهودا كبيرة بغية الاستفادة القصوى من محاضرات ومنهج الدورة المعد على اعلى المستويات وبخبرات أكاديمية إضافة إلى قيامهم بتنفيذ العديد من الانشطة العلمية المرافقة لمنهج الدورة وكذا الزيارات الميدانية ودراسة الارض على الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة والزيارات الخارجية .. مبينا أن تلك الجهود توجت بالبحوث العلمية العسكرية المقدمة لنيل درجة زمالة كلية الحرب العليا ..إلى جانب تنفيذ أول مباراة حربية على المستوى التعبوي . وقال :" ان الحديث حول بناء وتطور القوات المسلحة لا يتسع المجال هنا لاستعراضه تفصيلا ولكني اود الاشارة جازما القول ان كل منتسبوا القوات المسلحة مدينون للزعيم الوطني المخلص فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة على كل تلك الجهود الجبارة التي بذلها في سبيل بلوغ قواتنا المسلحة الباسلة هذا المستوى الرفيع تدريبا وتسليحا وتنظيما وبمعنويات عالية وارادة جبارة وعزم لا يلين مستلهمة قوتها من فكر قائدها وتوجيهاته الحكيمة والصائبة وسلوكه القويم الذي غدا مثلها الاعلى في الحياة". وجدد التعهد باسمه وجميع زملائه الخريجين بان يكونوا عند حسن الظن جنودا بواسل خداما لهذا الوطن محافظين عليه في حدقات اعينهم منفذين كل توجيهات قيادته ورهن إشارتها غير آبهين بتقديم التضحيات بدمائهم إذا ما استدعى الأمر ذلك وعزمهم على العمل بكل شرف وإخلاص وتفاني في أي ميدان من ميادين الشرف والبطولة. وقدم في ختام الكلمة الشكر الجزيل لقيادة كلية الحرب العليا ممثلة بالعميد الركن عبد ربه أحمد القشيبي مدير الكلية وطاقم إدارته على كل تلك الجهود التي بذلت في سبيل إنجاح هذه الدورة، وكذلك الشكر والعرفان لأساتذة الكلية الأجلاء بما فيهم الأشقاء من أبناء جمهورية مصر العرببة. تلى ذلك أعلان النتيجة حيث قام الرئيس بتوزيع الشهادات والجوائز التقديرية على أوائل الخريجين ، بالاضافة إلى تكريم أعضاء هيئة التدريس بالاكاديمية . وتلي بعد ذلك قرار المجلس الاعلى للاكاديمية العسكرية العليا رقم (1) بمنح فخامة الرئيس/علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة درجة زمالة كلية الحرب العليا ..عرفانا بحنكته القيادية المميزة ورؤيته الثاقبة على كافة المستويات وفي بناء القوات المسلحة والامن بناءا علميا متطورا يواكب الجديد ويستوعب ويلبي حاجات الاقتدار الوطني ومقتضيات الامن القومي لبلادنا وتقديرا لقراره التاريخي بانشاء الاكاديمية العسكرية العليا . كما قدمت الاكاديمية العسكرية العليا وخريجي الدورة الاولى حرب عليا هدايا تذكارية لرئيس الجمهورية . بعد ذلك قام الرئيس بزيارة المعرض العلمي للدورة الأولى حرب عليا.. حيث أطلع على البحوث العلمية والعسكرية التي أعدها خريجوا الدورة الاولى حرب عليا والتي تناولت مجالات عدة في مجال البحث والعلوم العسكرية. وقد سجل الرئيس كلمة في سجل زيارات المعرض عبر فيها عن أعجابه بما شاهده من بحوث قيمة أعدها الخريجون والتي سيتم الاستفادة منها في مجال البناء العسكري وتعزيز القدرات الدفاعية .. منوهاً بما قطعته مسيرة البناء والتحديث في قواتنا المسلحة من أشواط وما تمثله هذه الصروح العلمية العسكرية التي يتم انشاؤها من روافد كبيرة في مجال البناء النوعي في قواتنا المسلحة تعزيزاً للقدرة الدفاعية لبلادنا.. متمنياً للجميع التوفيق والنجاح ولما فيه خدمة الوطن.