حذرت دراسة علمية حديثة من أن المنتجات الصناعية المشتقة من محصول الذرة تحوي مواد مسرطنة تؤثر على من يتناولونها وخاصة الأطفال الذين يقبلون عليها أكثر من غيرهم. وأكدت الدراسة أن الأغذية بشكل عام تتعرض للكثير من أنواع السموم والملوثات (خاصة مع تزايد التلوث البيئي وإكثار المزارعين من استخدام المبيدات المستخدمة على مختلف المحاصيل الزراعية بشكل عشوائي غير مدروس لا يراعي مستوى الخطورة والأمان لكل صنف منها في ظل غياب تنظيم تداولها والأشراف عليها من الجهات المختصة ). وتناولت الدراسة- التي قام بها الباحث اليمني قيس عبد الله نجيم المدرس بكلية الزراعة - جامعة إب والذي يحضر الدكتوراه حاليا في تخصص سموم وملوثات الغذاء في كلية الزراعة بجامعة المنوفية- تناولت أنواع الفطريات والسموم التي تصيب محصول الذرة سواء في الحقل أو عند تخزينها، حيث تبين أنها تنمو بفعل الحرارة والرطوبة الملائمة. وتوصلت الدراسة إلى أن هذه الفطريات تنتج مواد سامة خطيرة هي السموم الفطرية "المايكوتوكسين" واشهرها "الافلاتوكسين" و "الاوكراتوكسين" و "الزيرالينون" إضافة إلى الكثير من الأنواع الأخرى التي تصل لحدود المائة نوع ومعظمها مواد مسرطنة خطيرة وتؤثر بشكل خاص على الكبد والكلى. وقد تمت دراسة هذه السموم في محصول الذرة الصفراء والمنتجات الغذائية المصنعة منه سواء منزليا مثل "العصيدة اليمنية" أو"الفشار" أو منتجات مصانع أغذية الأطفال مثل "الاسناكس" و "الكورن فليكس"، وبحثت الدراسة في مدى وجود السموم في هذه الأغذية الحساسة لأفراد المجتمع والتي تستهلك على مدى واسع في المجتمع اليمني وتصل تأثيراتها إلى درجة خطيرة وخاصة على فئة الأطفال وهو الأكثر عرضة لمخاطر وتأثيرات تلك السموم وفقا لإحصاءات أولية عن الإصابة بحالات السرطان المرتفعة لدى فئة الأطفال . وقدم الباحث مجموعة من التوصيات العملية الهامة للتعامل مع هذه المخاطر أبرزها ضرورة قيام الجهات المختصة بوزارة الزراعة في اليمن بأجراء مسح علمي شامل لكل المبيدات المستخدمة في المحاصيل الزراعية وحظر استيراد وتداول الأنواع الخطيرة منها. وحث الباحث قيس نجيم الآباء والتربويين والمختصين بالرقابة على جودة وسلامة الأغذية ضرورة التحري من تجنب تناول الجميع والأطفال على وجه الخصوص المنتجات الغذائية المصنعة من الذرة نتيجة ارتفاع المخاطر الصحية التي تتسبب بها.