كشف مصدر في وزارة الزراعة ل"نبأ نيوز" أن بكتريا مجهولة، وشديدة السمية آخذة بالتفشي في مزارع الخضروات على نحو مثير للريبة، نظراً لتأثيراتها القاتلة على أجهزة الكائن البشري بعد اصابتها الكبد، أو التسبب بالسرطان. وقال المصدر: أن البحوث المخبرية التي أجراها مختصون في وزارة الزراعة أكدت وجود المادة السمية في عدد من المحاصيل الزراعية بينها الذرة، والطماطم، والبصل، والى حد ما البطاط ، مشيراً إلى أن الباحثين يتجهون للاعتقاد بأن هذه المواد السمية "المسرطنة" ناتجة عن أنواع غير معروفة من البكتريا، تتكون بفعل المبيدات المستخدمة في الزراعة. وقال: أن معظم السموم التي تم كشفها هي من نوع"الافلاتوكسين"، وهي تتكون بفعل أما استخدام مبيدات محظورة، أو سوء استخدام المبيدات نتيجة لقلة وعي المزارعين، وضعف الرقابة الحكومية، وتجاهل الجهات المختصة تنفيذ برامج توعية وإرشاد زراعي في الأرياف للتعريف بخطورة الإفراط باستخدام هذه المبيدات، منوهاً إلى أن هناك تكتماً كبيراً من قبل الجهات الرسمية بشأن نتائج البحوث التي تم تنفيذها مؤخراً. وتأتي هذه التصريحات تأكيداً لما نشرته "نبأ نيوز" في أغسطس الماضي بشأن ما توصلت إليه دراسة الباحث اليمني قيس عبد الله نجيم أستاذ كلية الزراعة بجامعة إب، والذي يحضر الدكتوراه حاليا في كلية زراعة جامعة المنوفية بجمهورية مصر العربية، ضمن تخصص "سموم وملوثات الغذاء". فقد أكدت دراسة الباحث قيس نجيم أن الأغذية بشكل عام تتعرض للكثير من أنواع السموم والملوثات (خاصة مع تزايد التلوث البيئي وإكثار المزارعين من استخدام المبيدات المستخدمة على مختلف المحاصيل الزراعية بشكل عشوائي غير مدروس لا يراعي مستوى الخطورة والأمان لكل صنف منها في ظل غياب تنظيم تداولها والأشراف عليها من الجهات المختصة ). وتوصل في بحوثه إلى أن هذه الفطريات تنتج مواداً سامة خطيرة، هي السموم الفطرية ((المايكوتوكسين)) والتي من أشهرها (الافلاتوكسين) و(الاوكراتوكسين) و(الزيرالينون)، إضافة إلى الكثير من الأنواع الأخرى والتي تصل لحدود المائة نوع ومعظمها مواد مسرطنة خطيرة وتؤثر بشكل خاص على الكبد والكلى. وقد تمت دراسة هذه السموم في محصول الذرة الصفراء والمنتجات الغذائية المصنعة منه سواء منزليا مثل "العصيدة اليمنية" أو"الفشار" أو منتجات مصانع أغذية الأطفال مثل "الاسناكس" و "الكورن فليكس"، وكشفت أن تأثيراتها إلى درجة خطيرة وخاصة على فئة الأطفال وهو الأكثر عرضة لمخاطر وتأثيرات تلك السموم وفقا لإحصاءات أولية عن الإصابة بحالات السرطان المرتفعة لدى فئة الأطفال.... (( تفاصيل )) وكانت وزارة التجارة والصناعة بالمملكة العربية السعودية أصدرت في 5 مايو 2006م قراراً بمنع استيراد (الفلفل) اليمني بجميع أنواعه، في أعقاب تلقيها خطاباً من وزارة الزراعة، يتضمن فرض حظر مؤقت عليه بسبب تكرار النتائج الإيجابية لبكتيريا القولون البرازية في هذا المحصول. وسبق هذا القرار بنحو سبعة أشهر قراراً مماثلاً يحظر استيراد (الباميا) من اليمن، لتلوثها بجراثيم المجموعة القولونية البرازية، وعدم صلاحيتها للاستهلاك الآدمي. وقد أتت هذه القرارات بعد فترة من إعلانها في منتصف كانون الثاني (يناير) 2004 رسمياً، عن رفع الحظر عن المنتجات الزراعية اليمنية، بناءً على توصيات الفريق الفني السعودي الذي زار اليمن، وتوجيهات الأمير سلطان بن عبد العزيز، برفع الحظر على استيراد المنتجات الزراعية اليمنية إلى السعودية، والتي جاءت في أعقاب قيام السلطات بمنع (20) قاطرة تحمل (600) طن من البصل والبطيخ والبطاطس من دخول الأسواق السعودية، قدرت كلفتها بأكثر من (30) مليون ريال يمني. هذا وكانت دراسة طبية حديثة كشفت أن (10) آلاف مواطن يمني يموتون سنوياً نتيجة لإصابتهم بمرض السرطان رغم ما تبذله الحكومة من جهود للحد من انتشار مرض السرطان إلى جانب العناية التي توليها لمرضى السرطان من خلال التوسع في مراكز معالجة الأورام السرطانية وتخصيص مبالغ هائلة لتكاليف علاج المرضى بالخارج. وأرجعت الدراسة أسباب انتشار مرض السرطان في اليمن إلى غياب الوعي لدى المواطنين بمسببات المرض وعدم الوقاية منها مؤكدة أن الإفراط في الاستخدام العشوائي للمبيدات الكيماوية في زراعة الفواكه والخضروات والقات تعد أحد الأسباب الرئيسة في الإصابة بالسرطان إلى جانب انعدام الرقابة على مواصفات المواد الحافظة للمواد الغذائية المعلبة..
