قالت مصادر إخبارية في العاصمة الروسية موسكو أن اليمن بصدد التفاوض لشراء (32) طائرة حربية مقاتلة نوع (ميج- 29) تصل قيمتها إلى حوالي (1.3) بليون دولار. وأشارت إلى أن الشركة المصنعة لطائرات (ميج) تتوقع إبرام عقد صفقة الطائرات خلال الربع الأول من العام القادم 2007م. يشار إلى أن التسليح الروسي لليمن بدأ في مطلع العهد الجمهوري 1962م، إلاّ أنه اتخذ أول بداية حقيقية في مطلع عهد الرئيس علي عبد الله صالح الذي أبرم أكبر صفقة سلاح مع روسيا بحوالي (600) مليون دولار، ليوازن بذلك علاقة التسليح مع الولاياتالمتحدة، ضمن تكتيك سياسي أنعش المؤسسة العسكرية اليمنية لاحقاً بحصولها على سرب طائرات (إف- 5 تايغر) مؤلف من (12) طائرة عام 1979م، إلاّ أن اليمن لم تستفد من هذه الطائرات إطلاقاً لعدم خوضها حروب تستدعي مشاركتها. وفي الحرب الوحيدة التي خاضتها في صيف 1994م كانت الولاياتالمتحدة قد قطعت قطع الغيار عنها بسبب موقف اليمن أبان حرب الخليح، الأمر الذي أحال دون مشاركتها أيضاً.. وفي مطلع الألفية الثالثة تعاقدت اليمن مع روسيا على سرب طائرات (ميج)، ثم (سوخوي) أثناء زيارة الرئيس صالح لمصنع الطائرات خلال زيارته لروسيا.. وخلال العام الماضي 2005م أعلنت روسيا أن اليمن سددت جميع الديون التي كانت بذمتها لمؤسسات التسليح الروسي.. وهو الأمر الذي يبدو مشجعاً لليمن للتفكير بتحديث سلاحها الجوي خاصة في ظل تفاقم التحديات والتوترات في منطقة الشرق الأوسط الذي يمثل الكيان الصهيوني فيه اكبر مصادر التهديد. هذا وتعد اليمن من بين دول قليلة تجمع في مؤسساتها العسكرية بين المدرستين الأمريكية والروسية، وهي آخذة في الوقت الحاضر على الانفتاح - وإن كان ببطء - على أوروبا التي تمثل تجربتها خلاصة المدرستين السابقتين، فالسياسة اليمنية بشكل عام قائمة على تعدد وتنويع مصادر التجهيز تفادياً للوقوع في أزمات سياسات الدول الاحتكارية.