في أمسية شعرية عربية كبرى، كانت الأجرأ في تعرية الأنظمة العربية المتخاذلة، والاروع إبداعاً وفناً شعرياً، والأطول زمناً في أمسيات مؤسسة الإبداع الثقافي بصنعاء، وقفت كوكبة من أعلام الشعر العربي مبهورة بمساحة الحريات والديمقراطية التي تتمتع بها اليمن. فقد أكد أعلام الشعر العربي هارون هاشم رشيد- من فلسطين، والورداني ناصف- من مصر، إيمان بكري- من مصر، خديجة مكحلي ، في الأمسية التي تولى إدارتها الدكتور فارس السقاف – رئيس الهيئة العامة للكتاب: أنهم لولا الثراء الإبداعي والشعري اليمني لما قدموا الى اليمن، وهم من خلال وجودهم فيها استطاعوا تنفس الصعداء بإلقاء قصائد كثيرة كان من المستحيل لهم إلقائها في بلدانهم نظراً للقيود السياسية التي تفرضها الكثير من الأنظمة العربية تجاه الكلمة والإبداع، معربين عن دهشتهم لمساحة الحرية والديمقراطية التي تتمتع بها اليمن. وخلال الأمسية- التي استمرت حتى العاشرة من مساء الأحد- ألقى الشعراء عدداً من القصائد التي ألهبت حماس الجمهور من خلال ما ترجموه في مكنون أبياتها من معاني حب ووفاء وعشق لليمن وحاضرتها صنعاء، واصفين مشاركتهم في الأمسية الشعرية بأنها جاءت برغبة منهم لزيارة اليمن، مشيدين بالدور الريادي الذي لعبته السيدتين أروى ، وبلقيس خلال عقود حكمهما لليمن، وأنهم على ضوء شهرة اليمن في الحضارة والكرم والثقافة قدموا إليها لمعانقة أناتها الرحبة في السمو والجمال والحكمة والشعر والإبداع. وقد تحدث نقاد وسياسيون عن الأمسية واصفين إياها بأنها من أبرز الأمسيات العربية الجريئة ، أبطالها شعراء عرب وجدوا متنفسا للتغزل بأرض اليمن تارة، وتارة أخرى مناسبة لتعرية الأنظمة المتخاذلة تجاه القضايا العربية المصيرية من خلال القصائد التي شاركوا بها. كما تم في ختام الأمسية تكريم الشاعر الفلسطيني هارون هاشم رشيد بتذكار من معرض الكتاب الدولي الثالث ، والأستاذ بدر سيد عبد الوهاب – أمين عام المجلس الوطني للثقافة والآداب بدولة الكويت ، وكذلك الدكتور عبد الولي الشميري- سفير اليمن لدى الجامعة العربية، ورئيس مؤسسة الإبداع تقديراً لجهوده الثقافية العظيمة.