مجدداً ساومت السلطات الحكومية اليمنية مجموعة إرهابية تحترف الاختطافات على إطلاق سراح أربعة سياح فرنسيين كانت اختطفتهم في العاشر من سبتمبر الجاري في منطقة " الخبر العرم" بمحافظة شبوة، في ثاني عملية اختطاف تقوم بها نفس المجموعة، لترغم الدولة على إطلاق سراح خمسة معتقلين من أبناء القبيلة، لتثبت بذلك أن الإرهاب يحمي نفسه بالإرهاب. وبحسب مصادر أمنية فإن الإفراج عن السياح الفرنسيين الأربعة جاء في أعقاب عدة جولات من المفاوضات مع الخاطفين، كان آخرها بقيادة الشيخ عوض بن محمد الوزير، والشيخ عبد السلام زبارة، وعبد الرحمن حنش- مدير امن شبوة، وقد قامت طائرة مروحية عسكرية بنقل السياح الأربعة إلى مركز المحافظة. وبحسب مصادر محلية في شبوة فان إطلاق سراح السياح الفرنسيين تم بعد التوصل إلى تفاهم بشأن خمسة معتقلين في أبين، تعهدت السلطات اليمنية بإنهاء مشكلتهم، وكذلك بعد أن تخلى الخاطفون عن مطلبهم بأخذ رهائن من قبل السلطات المحلية لضمان تنفيذ الحكومة لوعودها. وأشارت المصادر إلى السلطات اليمنية سبقت التفاهم مساء أمس بحشد قوة عسكرية جديدة مؤلفة من عدد كبير من العربات والأطقم المسلحة باتجاه منطقة "رفض" بمديرية الصعيد محافظة شبوة للإيحاء بنية هجوم وشيكة، كنوع من الضغط النفسي على الخاطفين. وكان الرئيس علي عبد الله ذكر أمس الأحد أن "الترتيبات من اجل الإفراج عنهم جارية ولكنها سرية وان شاء الله سيتم الإفراج عنهم قريبا جدا".، موضحاً أن ذلك سيتم "في الساعات القادمة". وكانت الحكومة اليمنية ترددت في استخدام القوة العسكرية لإطلاق سراح السياح بسبب رفض الخارجية الفرنسية لأي استخدام للقوة وتفضيل الحل السلمي – طبقاً لتصريحات وزير الخارجية الفرنسي "فيليب دوست بلازي" والتي جدد تأكيده عليها في تصريحات أمس الحد التي قال فيها أن فرنسا "تتشاور يوميا مع السلطات اليمنية طالبة منها الامتناع كليا عن استخدام القوة" في حال شن عملية لتحرير الرهائن. هذا وانتقدت مصادر أمنية تأخر السلطات اليمنية في استخدام القوة لردع الخاطفين وتحرير السياح ، محذرة من هذه السياسة هي التي شجعت نفس الأشخاص من قبيلة آل عبد الله بن حده ( سالم شبيط الأسود، راجح محمد أحمد هادي، هيثنم محمد أحمد هادي، محمد سالم عبد السلام عبد الله، على سلام ناصر الأسود) على تكرار فعلهم بعد اختطافهم وزير سابق ألماني وأسرته دون أن يطولهم العقاب، ليكرروا العملية نفسها ويفلتوا من العقاب مجدداً . وحذرت المصادر أن عودة السلطات اليمنية إلى مهادنة رجال القبائل من شأنه أن يفتح الأبواب على مصراعيها أمام أطماع القبائل ومساوماتهم وابتزازهم للدولة، متوقعة أن تدفع هذه العملية الأخيرة بمزيد من حوادث الاختطاف إلى الساحة اليمنية خلال الفترة القادمة.