- إسلام أون لاين/ أحمد المتبولي - يستعد مسلمو ألمانيا خلال الأيام المقبلة لتنظيم عدة فعاليات إسلامية من أبرزها "أسبوع الإسلام" و "يوم المسجد المفتوح" والتي تهدف إلى خلق مناخ صحي للتعايش مع جيرانهم من أصحاب الديانات الأخرى من خلال التحاور لتصحيح الصور المغلوطة عن الإسلام، وتعريفهم بمبادئه السمحة. ففي مدينة كارلسروه تنظم الأقلية المسلمة "أسبوع الإسلام" في الفترة ما بين 29-9-2005 إلى 5-10-2005 تحت شعار "مد لي يدا". ويشمل الأسبوع الذي يرعاه "هاينز فينريش" عمدة المدينة عقد سلسلة من اللقاءات والندوات التي ترمي إلى تعريف الراغبين من الألمان بالدين الإسلامي، وإزالة الأحكام المسبقة ضد "الآخر"، وفقا لما ذكره الموقع الإلكتروني المخصص للأسبوع. وأضاف الموقع أن مسلمي ألمانيا - البالغ عددهم نحو 3.2 ملايين نسمة بين نحو 82 مليون نسمة هم إجمالي سكان البلاد- "يسعون لخلق مناخ صحي للتعايش مع جيرانهم من معتنقي الديانات الأخرى" من خلال مثل هذه اللقاءات. نورنبرج. أما في مدينة "نورنبرج" فيواصل المسلمون حاليا بالتعاون مع مركز التأهيل بالمدينة فعاليات "أسبوع الإسلام"، والذي بدأ منذ يوم 20-9-2005 وتستمر فعالياته حتى 3-10-2005. وتضم فعاليات هذا الأسبوع عقد لقاءات ثقافية وجلسات حوار حول حياة المسلمين بألمانيا، وإشكالية وضع تعريف للإرهاب. ويشارك بأسبوع الإسلام في نورنبرج العديد من المفكرين من بينهم الناشط حقوقي اليهودي المقيم ببرلين "إيان ليفسون"، حيث سيعرض رؤيته تجاه تصوير الغرب للمسلمين والإسلام كأعداء. وتوضح المطوية التي وزعت بمناسبة تنظيم هذا الأسبوع أنه في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولاياتالمتحدة خلع الفكر الغربي "صورة العدو" على الإسلام بعد أن كان يخص بها الشيوعية. ويهدف منظمو أسبوع الإسلام في نورنبرج إلى إيجاد منتدى للتعارف وتبادل المعلومات بين المسلمين وأصحاب الديانات الأخرى بألمانيا.
يوم المسجد المفتوح وتزامنا مع فعاليات آخر أيام "أسبوع الإسلام" بمدينة نورنبرج، ينظم المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا يوم 3-10-2005 "يوم المسجد المفتوح" في مئات المساجد التابعة له. وتحمل فعالية "يوم المسجد المفتوح" هذا العام شعار "المسلمون.. شركاء من أجل الأمن". وبدأ المجلس في تنظيم هذا اليوم سنويا منذ عام 1997 بالتعاون مع المنظمات الإسلامية بألمانيا. وذكر الموقع الإلكتروني للمجلس أن الأحداث التي حاقت بمسلمي ألمانيا خلال عام 2004 من مداهمات أمنية للمساجد تحت ذرائع أمنية جعلت من "يوم المسجد المفتوح" ضرورة ملحة لتوضيح الصورة الصحيحة للإسلام، ودور المسجد في حياة المسلم. واستدرك قائلاً: "هذا اليوم لا يكفي وحده للتفاعل مع جيراننا الراغبين في التعرف على الإسلام"، بيد أنه "يظهر أننا جميعاً كمسلمين بأنحاء ألمانيا مستعدون للانفتاح على المجتمع". تعاون مع الأمن وخلال الأسبوع الماضي اتفق المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا مع ممثلي الجهات الأمنية على تشكيل مجموعة مشتركة للحوار لمد جسور الثقة بين المسلمين والأجهزة الأمنية بالبلاد. ودعا "يورج تسيركيه" رئيس إدارة المباحث الجنائية خلال اللقاء الذي عقد يوم 22-9-2005 مسلمي ألمانيا لتعزيز الحوار مع الأجهزة الأمنية من أجل "التعامل مبكراً مع التطرف الذي يمارسه بعض المسلمين" . وتابع قائلا: "إننا لا نعرف تحديداً هل هناك خلايا داعمة للإرهاب في ألمانيا أم لا. السبيل الوحيد لاكتشاف ذلك هو الحوار المباشر بين المسلمين والأجهزة الأمنية". وعقب اللقاء الذي شارك به أيضاً رئيس الهيئة الاتحادية لحماية الدستور "هاينز فروم" صرح "د.نديم إلياس" رئيس المجلس الأعلى للمسلمين بأن النية تتجه لدى الجانب الإسلامي إلى تنظيم لقاءات داخل المساجد التابعة للمجلس يتمكن من خلالها ممثلو الأجهزة الأمنية من شرح طبيعة عملهم ونشاطاتهم للمسلمين، وبناء جسور دائمة للحوار بين الأقلية المسلمة وأجهزة الأمن. كما تحاول هيئة حماية الدستور (تشبه طبيعة عملها أجهزة مباحث أمن الدولة بالبلدان العربية) بولاية "شمال الراين" الموجود بها المجلس حث مسلمي الولاية على التعاون معها لمكافحة الإرهاب. وقد وجهت نداء على موقعها الإلكتروني باللغتين العربية والتركية ورد فيه: "نحن نحارب الإرهاب والعنف ونرجو معونتكم لتحقيق ذلك. فهناك قلّة تسيء إلى الإسلام وتهدد حياة الأبرياء. نريد الاستمرار في العيش بسلام معاً؛ لذا يحتّم على المسلمين وغير المسلمين العمل سويّةً للحفاظ على ذلك". وفي أعقاب تفجيرات لندن يومي 7و21-7-2005 حذر المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا - الذي يشرف على 19 منظمة فرعية ويتبعه مئات المساجد بالولايات الألمانية ال16 من انتهاك حقوق مسلمي ألمانيا جراء تشديد الإجراءات الأمنية بحجة الحفاظ على الأمن وإجهاض أية هجمات إرهابية.