في واحدة من أنبل قصص الحب والوفاء المأساوية التي شهدتها اليمن، لقيت سيدة – 32 عاماً- مصرعها رمياً بالرصاص على يد زوجها بمحافظة عمران، بعد أن رفضت فراقه حباً به - رغم مرضه- لتدفن في النهاية معه في قبر واحد بعد انتحار الزوج بنفس المسدس. "نبأ نيوز" التقت في قرية "الحدبة الشرقية" بعمران بنساء من جيران الضحية، وبحسب روايتهن: فأن الزوج "عبده يحيى" كان يشغل منصب مديراً للأحوال المدنية بشبوة، إلاّ أنه أصيب بمرض نفسي أقصاه عن عمله، وبدلاً من العودة إلى قريته قام بتأجير منزله واستئجار آخر في عمران ليتسنى له البحث عن فرصة عمل وإعالة أسرته. لكن الظروف لم تكن مواتية، فقد اشتد مرضه ، وكان كلما تأزمت حالته النفسية إنهال على زوجته بالضرب.. الجميع أشفق على الزوجة، ونصحوها بترك زوجها لأنه سيضرها أو ربما يقتلها؛ ومع إنها كانت ترفض لكنها جربت ذات مرة مغادرة البيت لإجباره على القبول بدخول المستشفى للعلاج.. فمكث في المستشفى سنة تقريباً حتى كتب الله له الشفاء. وفي رمضان الماضي عاوده المرض ذاته، وعاد إلى تنكيد عيشة الأسرة.. لكن الزوجة – بحسب الجيران- كانت تحبه حباً عظيماً رغم مرضه الخطير، والأذى الذي يلحقها منه، فأصرت على البقاء معه ومع أولادها، من أجل خدمته ومداراته. لكن مساء السبت الماضي جفل الجيران على صوت رصاص، فكان أن قتل الزوج زوجته رمياً بالرصاص وهو في أشد حالات انهياره النفسي؛ وفرً هارباً إلى الشارع، فلحق به ابنه الكبير – 15 عاماً- وخال الولد ، وأفراد من الشرطة حتى طوقوه وأوشكوا الإمساك به، ففاجأهم بإخراج المسدس وإطلاق الرصاص على نفسه – في الرأس- لينتحر بنفس المسدس وبنفس اليد التي قتلت الزوجة. لم يجد أهالي القرية بداً من إكرام الزوجة الوفية التي رفضت فراق زوجها رغم خطورة حالته، إلاّ أن يكرموها بدفنها وزوجها في نفس اليوم وفي قبر واحد. وتقول نساء الجيران أن هذه الزوجة هي من أوفى النساء لأزواجهن، فقد طالها ما طالها من الشقاء، والعذاب جراء مرض زوجها ورغم أن الجميع كان يضغط عليها لتفارقه إلاّ أنها كافحت لتعالجه، ثم كافحت وصبرت في البقاء معه رغم اشتداد مرضه.. ليكافأها في النهاية بالقتل.. فقد صدق من قال: (إن من الحب ما قتل)! يشار الى أن "نبأ نيوز" سبق أن أوزردت الخبر - الأحد الماضي- لكن بدون هذه التفاصيل.