أكدت دراسة بحثية أن النساء اليمنيات أكثر مشاركة في العمل التطوعي من الرجال، وأن معدلات المشاركة ترتفع كثيراً في الفئة العمرية (21-30) عاماً. وأوضحت الدراسة التي أجراها الباحث محمد سعيد السامعي – جامعة عدن- على (200) شخصية من الذكور والإناث العاملين في جمعيات ومنظمات المجتمع المدني في كل من محافظتي عدن وأمانة العاصمة أن نسبة مشاركة المرأة في العمل الطوعي مرتفعة جداً وتصل إلى (63.3) بالمائة، مبيناً أن هذه النسبة تزيد بكثير عن النسبة العامة للإناث في المجتمع اليمني، في الوقت الذي لا تتعدى نسبة المتطوعين من الرجال (36.7) بالمائة، وهي أدنى بكثير من النسبة العامة للذكور في المجتمع اليمني التي قدرها بحوالي (58%). كما كشفت الدراسة – حصلت "نبأ نيوز" على نسخة منها- أن نسبة مشاركة الفئة العمرية (21 – 30) سنة هي الأكبر، حيث بلغت (41 %) من كلا الجنسين، فيما نسبة الفئة العمرية ( 31 – 40) سنة بلغت (33.5 %)، ونسبة فئة (ما فوق 40 سنة) بلغت (25.5 %). واعتبر توزيع المتطوعين والمتطوعات على أساس الفئات العمرية (متوازناً) بالقياس إلى التصنيف العمري للمجتمع اليمني الذي وصفه ب(مجتمع فتي) يشكل فيه الشباب غالبية عظمى. كما أوضحت الدراسة أن (77 %) من المتطوعين والمتطوعات استدلوا على العمل الطوعي بتأثير الأصدقاء والأقارب، فيما لم يتجاوز التأثير الحزبي نسبة (10 %)، أما النسبة المتبقية فقد قدمت إلى العمل الطوعي إرادياً بدوافع ذاتية.. مشيرة إلى أن (الدوافع النبيلة) كانت هي الأساس في الانضمام إلى الأعمال الطوعية في الجمعيات والمنظمات غير الحكومية. وأرجعت الدراسة في استنتاجاتها أسباب تدني مشاركة الرجل في الأعمال الطوعية إلى سيادة الذكورية الاجتماعية التي تلقي على عاتق الرجل المسئولية في الإعالة الاجتماعية والإنفاق على الأسرة، وهو السبب ذاته الذي فسرت به الدراسة أيضاً سبب ارتفاع مشاركة الإناث، وكذلك ارتفاع نسبة الفئة العمرية الشبابية الواقعة بين (21 – 30) سنة. كما أسند ت الدراسة الى معدلات مشاركة المرأة في العمل الطوعي المرتفعة قياس ارتفاع معدلات الحريات الممنوحة للمرأة اليمنية، واعتبرته مؤشراً ايجابياً في نمو الوعي الثقافي للمرأة.