أكد مصدر مسئول بسفارة جمهورية ألمانيا الاتحادية بصنعاء أن المشاورات التي تجري بين اليمنوألمانيا للفترة من (4 - 8) نوفمبر الجاري تستهدف مناقشة التعاون التنموي بين حكومتي البلدين، والأهداف والاستراتيجيات المستقبلية لهذا التعاون، تمهيداً للمفاوضات الحكومية التي ستجرى بين البلدين في صنعاء في شهر مارس 2007م، والتي سيتم البت فيها بموضوع الدعم الألماني لليمن لعامي 2007- 2008م. وأوضح المصدر في تصريح ل"نبأ نيوز": أن المشاورات الجارية يرأسها من الجانب اليمني عبد الكريم الأرحبي- وزير التخطيط والتعاون الدولي، فيما يرأس الجانب الألماني السيدة "آنيته فريك" - ممثلة وزارة التعاون الاقتصادي والتنموي بجمهورية ألمانيا الاتحادية، مشيراً الى أن الدعم الألماني لليمن يتركز في مجالات المياه، والتعليم، والتنمية الاقتصادية المستدامة، والحكم الرشيد. وكشف المصدر النقاب عن وجود أكثر من (50) خبيراً ألمانياً في الجمهورية اليمنية يمثلون مختلف المؤسسات الألمانية العاملة في اليمن، حيث يعمل هؤلاء الخبراء بالتعاون من شركائهم اليمنيين لتحقيق الأهداف التنموية في المجالات المذكورة، منوهاً إلى أن ألمانيا تعد الدولة المانحة الأكبر بالنسبة لليمن. وأشار إلى أن هناك دعم ألماني متواصل في قطاع المياه، مستدركاً: إلاّ أن مواصلة الدعم في هذا المجال لا يمكن أن يتم إلا عند تعاون كافة الشركاء المعنيين، وخاصة من الجهات العاملة في مجال الزراعة، والسياحة، والصناعة وغيرها لغرض تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للمياه. ولفت إلى أنه سوف يناقش مسئولون عن المؤسسات العاملة في اليمن والدول المانحة وكذلك ممثلون رفيعو المستوى من مختلف الوزارات اليمنية الإجراءات السياسية والعملية اللازمة الواجب اتخاذها لهذا الغرض. وكان سعادة "فرانك ماركوس مان"- سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية- وصف في تصريحات سابقة علاقة بلاده باليمن بأنها "الأفضل بين علاقات ألمانيا بأصدقائها"، وأنها " فعالة "، مدللاً على ذلك بتنوع مجالات التعاون وبحجم الدعم الذي تقدمه ألمانيا لليمن، ومؤكداً: "أن ألمانيا تقدم لليمن ما يزيد عن 40 مليون يورو سنوياً كدعم يدخل في أكثر من مجال تعاوني، وهذا الرقم يوضح طبيعة ومستوى العلاقة التي يرتبط بها البلدين"- على حد تعبيره- رغم أن هذا المبلغ ارتفع خلال العام الجاري ليصل إلى نحو (50) مليون يورو- طبقاً لتقديرات مصادر في وزارة التخطيط اليمنية. وتحتفظ ألمانيا بمبادرات تعاونية تعد الأوسع من نوعها، فهي خلافاً للقطاعات الخدمية المتعلقة بمشاريع المياه والزراعة والصناعة، فإن مؤسسة (ديرمالوج Dermalog) الألمانية وبالتعاون مع السفارة الألمانية بصنعاء باشرت مطلع العام الماضي تنفيذ مشروع طبع (450) ألف بطاقة في إطار مشروع تحديث الخدمة المدنية، وفقاً لتقنيات خاصة تعتمد على البصمة الإلكترونية، كما تبنت مشروع دعم تعليم اللغة الألمانية في المدارس الحكومية بما يزيد عن 3600 يورو، كما أن السفارة الألمانية بصنعاء تنظم برنامجاً لدورات الألمانية شملت دورات صحفية لموظفي القسم الألماني بوكالة (سبأ) للأنباء، وتدريب المعلمين والمعلمات للمدارس الثانوية، فضلاً عن دورات تأهيلية بالتنسيق مع معهد (جوتة) بالقاهرة. وفي الوقت الذي يتبنى البيت الألماني أنشطة ثقافية وفنية مختلفة على مدار العام، آخرها ما يتم افتتاحه اليوم مهرجان الفيلم الأوروبي، فإن الحكومة الألمانية تقدم منح دراسية سنوية تصل إلى حوالي (16) منحة لمستويات البكالوريوس والشهادات العليا. وتحتل ألمانيا الاتحادية الريادة في مجال التنقيب عن الآثار ودراسة التاريخ اليمني ن وتعتبر البعثات الألمانية في هذا المجال من أقدم البعثات الأوروبية التي وصلت اليمن ، حيث أن موسوعة (جلاوزر) للمقتنيات الأثرية تعد المرجع الأول للباحثين في اكتشاف أسرار الحضارة اليمنية. يشار إلى أن زيارة السيد شرودر الى اليمن في مارس من العام الماضي أسهمت على نحو كبير في توسيع وشائج علاقات البلدين، من خلال سلسلة الاتفاقيات التي أبرمها مع الجانب اليمني؛ علاوة على أن الرئيس علي عبد الله صالح يقوم بزيارات سنوية إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية ضمن تقليد يمارسه منذ سنوات كان له الأثر الكبير في توسيع علاقات البلدين. وفي منتصف العام الجاري قام وفد كبير من البرلمان الأوروبي (البوندستاج) بزيارة إلى اليمن استغرقت عدة أيام في إطار الدعم الذي تقدمه جمهورية ألمانيا الاتحادية لمسيرة الديمقراطية والحريات في اليمن.