المحاكم الإسلامية في الصومال هي الأمل للصوماليين في تحقيق ما حرموا منه خلال 16 سنه من القتل والتدمير والتشريد فقد عاني المواطن الصومالي العذاب وعانت معه شعوب المنطقة الكثير والجمهورية اليمنية تحملت الكثير من عناء إخواننا وعذابهم فاحتضنت عشرات إلالآف من اللاجئين الصوماليين المنتشرين في طول اليمن وعرضها رغم شحة مواردها وقلة دخلها إلا إنها لم تبخل على أبناء الصومال بشيء،وكل يوم نسمع عن العشرات منهم يدخلون اليمن فتحتضنهم وتؤويهم وتعمل على إعادة الأمن إلى الصومال الحبيبة واليوم نشاهد ونسمع عن المحاكم الصومالية وهي تسيطر على المدن الصومالية بهدوء وبدون سفك دماء في اغلب المواقف وهذا ما اسعد الصوماليين. بالأمس فتح مطار مقديشو الدولي أمام الرحلات الجوية وبدأت الطائرات تهبط فيه بعد توقف دام {16} سنة، وكم كنا سعداء وحزينين في نفس الوقت ونحن نشاهد ذلك المواطن الصومالي الذي جثم على ركبتيه باكياً مقبلاً ارض المطار عند نزوله من سلم الطائرة رغم إن المطار شبه خرابه مهجورة إلا إن إخواننا الصوماليين كانوا في غاية من السعادة. إنه حب الوطن الذي يغمر نفوس البشر وكل مواطن في أي مكان من العالم يحلم إن يكون وطنه محطة استقرار وامن للجميع وهذا ما افتقده المواطن الصومالي طوال 16 سنه بسبب العصبية الجاهلية وتجار الحروب. لقد تناوبت القبائل الصومالية الحرب نيابة عن دولٌ كثيرة أرادت أن تصفي حساباتها على ارض الصومال وهذا ما حصل ولكن يبقى الإسلام هو الحل في زمن تكالبت فيه الأمم على المسلمين في الشرق والغرب، فهاهي المحاكم الإسلامية تثبت للعالم إن الإسلام هو مؤلف القلوب وناصر الضعفاء وليس كما يسمونه الزعماء الصهاينة أمثال بوش وغيره بأنه دين الفاشية والإرهاب. نحن نعلم إن الإرهاب هو من صنيع أمريكا والصهيونية العالمية التي أرادت إن تسيطر على العالم باسم الإرهاب الإسلامي الوهمي؛ وللأسف أنهم وجدوا من يناصرهم في وطننا العربي وينوب عنهم في ترويج هذه الفكرة الضالة التي لم ينزل الله بها من سلطان ولكنه الحقد على الإسلام والمسلمين.. انه الحقد الصليبي الصهيوني المشترك الذي تلاقت أهدافهم في عدائهم للإسلام. المفكرين والباحثين الغربيين ومنهم الأمريكيين بصفة خاصة قالوا وكتبوا في بحوثا تهم ومقالاتهم عن الإرهاب الصهيوني الأمريكي في العالم وقالوا إن 11 سبتمبر هو من صنيع الصهيونية والمخابرات الأمريكية، وان المسلمين براء من 11 سبتمبر ولكنها القوة وغلبتها وضعف وتعامل زعماء العرب وبقية الدول الإسلامية هي التي جعلتنا لا نسمع ما يقال في الغرب. إعلامنا ملتهي بهيفاء ونانسي عجرم ورقصني يا جدع.. وزعمائنا مشغولين بالبتاع ده.والبتاع ده!!! ملتهي ببنتاعه؟ وأبنائنا هناك في مذلة وأهانه. الصومال اليوم يبحث بين أنقاض الدمار وخراب البلاد عن بصيص من الأمل لعله يجد الحياة في العيش الأمن داخل وطنه وعلى ارض ترابه، فهل يا ترى ستتركه أمريكا يعيشها؟ وهل المسلمين والعرب سيقفون مع أخيهم المسلم؟ أم إن رغد العيش والأمن والأمان لا يكون إلا لإسرائيل في المنطقة؟ الشعب الأمريكي يعيش بمئات الدولارات العربية التي تمتلئ بنوك أمريكا بها وعوائد هذه الملايين تعطى إلى إسرائيل لقتل العرب والمسلمين في فلسطين ولبنان؛ وأمريكا تفعل الشيء نفسه في العراق وأفغانستان والصومال! وماذا فعل العرب بملايينهم؟ لاشيء فقد تحولت هذه الملاين وبالاً عليهم تكوى بها جنوبهم وظهورهم وتفقئ بها عيونهم وتبتر أرجلهم وأيديهم بقنابل وصواريخ أمريكا التي صنعت بأموال العرب والمسلمين، كم عندنا من معاقي الحروب؟ ومن سببها؟ بالأمس واثناء نقل خبر عودة تشغيل مطار مقديشو ظهر احد مسئولي المحاكم الإسلامية وهو يصرح للفضائيات بقوله نحن نعيد فتح المطار بمجهوداتنا الذاتية المحدودة ونتساءل أين إخواننا العرب والمسلمين، وأين ملايينهم؟ فهل سيبادرون إلى دعمنا؟ ونحن أيضا نناشد العرب بان يقفوا مع المحاكم الصومالية الإسلامية من اجل إعادة الصومال إلى سابق عهده كفى ما تحمله إخواننا الصوماليين من عذاب وشقاء وذل.ونتمنى من الأخ الرئيس الصومالي إن يضع يده بيد إخوانه في المحاكم لأجل الصومال وكفى دماء تسال على هذه الأرض العربية المسلمة الشعب الصومالي شعب طيب ولكن الزمن جار علية فمزقه كما مزق الشعب الفلسطيني وبعده الشعب العراقي الشقيق الذي تأكله اليوم نار الفرقة والمذهبية والطائفية وكل من له ثأر من إخواننا العراقيين يقوم بأخذه من غير تمييز بين الحق والباطل حتى وصل هذا الأمر إلى حد الكفر بالله تماماً كما حصل في السابق للشعب الصومالي الشقيق.. نسال الله العلي القدير إن يرحمنا برحمته وان يحفظ يمننا العظيم من كل مكروه.. [email protected]