عادت مجدداً أجواء الحرب الباردة بين كبرى قبائل اليمن – حاشد وبكيل- بعد طول وئام، متسببة بفشل انتخابات الهيئات الإدارية للمجالس المحلية بمحافظة عمران، إثر سعي حاشد إلى موازنة النفوذ البكيلي في قيادة المحافظة، ثم فشل مساعيها، الأمر الذي اضطرها للجوء إلى الرئيس علي عبد الله صالح. وأفادت مصادر وثيقة الإطلاع في عمران ل"نبأ نيوز": أن مشائخ قبيلة حاشد أحدثت تكتلاً، وألزمت ممثلي مناطقها بتزكية مرشح منهم يدعى محمود الحشار ليتولى أمانة المجلس المحلي، إلاّ أن طه هاجر- محافظ عمران- رفض إجراءات التزكية جملة وتفصيلاً ، معتبراً ذلك مخالفة دستورية سافرة تتنافى مع أصول الممارسة الديمقراطية التي يجب الاحتكام فيها إلى صناديق الاقتراع، وليس التزكية. وفي ظل الفرص الوفيرة لمرشح قبيلة بكيل – عبد الله ضبعان- ازدادت حدة التوتر بين الطرفين مما اضطر المحافظ إلى رفع الموضوع إلى صادق أمين أبو راس- وزير الإدارة المحلية، الذي قام بدوره برمي الكرة في ملعب الرئيس صالح. وأكدت المصادر ذاتها: أن مشائخ من حاشد يتقدمهم علي حميد جليدان، ومبخوت المشرقي، وجبران مجاهد أبو شوارب التقوا رئيس الجمهورية قبيل مغادرته صنعاء للمشاركة في مؤتمر المانحين بلندن، وأعربوا عن إصرارهم على موقفهم في أن يكون الأمين العام لمحلي عمران من قبيلة حاشد، مبررين بأن المحافظ، ومدير أمن عمران، ورئيس فرع المؤتمر بالمحافظة جميعهم من بكيل، ولا بد من موازنة نفوذ القبيلتين في قيادة المحافظة. وأشارت المصادر إلى أن موضوع انتخاب الأمين العام للمجلس المحلي ظل معلقاً حتى ساعة إعداد الخبر، مرجحة أن يتم حسم الخلاف بعودة الرئيس صالح، وقالت أنه سيتفهم الأمر ويعطي الأحقية لقبيلة حاشد التي ينتمي هو إليها أيضاً. يشار إلى أن محافظة عمران هي المحافظة الوحيدة في الجمهورية التي تعثر فيها انتخاب الهيئة الإدارية للمجلس المحلي بالمحافظة. جدير بالذكر أن القبيلتين من بطون "همدان" ويرجعان تاريخياً الى الأخوين "حاشد وبكيل" إبنا جشم بن حيران بن نوف بن بتع بن زيد بن عمرو بن همدان. ويقال أن الأخوين حاشد وبكيل مدفونان في منطقة "خيوان" - بحسب الهمداني- وتقع بلاد بكيل ما بين صنعاء وصعدة في الجانب الشرقي، بينما تقع حاشد في الجانب الغربي منها. وقد شهدت علاقاتهما التاريخية توتراً شديداً وحرباً باردة، اشتعلت في بعض الحقب؛ إلاّ أنهما لعبا دوراً ريادياً في صناعة معظم الأحداث اليمنية الكبرى على مر العصور، ولم تسكن العلاقة بين القبيلتين إلاّ في العقدين الماضيين من عهد الرئيس صالح. ويتزعم قبيلة حاشد في الوقت الحاضر الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر- رئيس مجلس النواب- فيما يتزعم قبيلة بكيل الشيخ سنان أبو لحوم، وكلاهما من القيادات الوطنية الثورية التي يحسب لها ألف حساب في أي معترك سياسي.