لاجئة في صفحات الوطن والنهار قد ابتلعته أفواه الدجى يموج حزيناً كجرح انفجر وتطايرت شظايا الشمس في كبد السما ولونت ما تبقى من صفحاتها بالصفر *** وأتى الليل ينهش الدموع التي نشرتها الشمس و قرحها القهر وطارت النجوم إلى مواقعها فلم يبقَ للنور ظل و لا أثر *** وجدتك سراباً يطل في الهوا وجدتك بعيد المهوى و القطر بصقتني للظلام و أرديتني دمعاً.. وكلمات تدمي و كأن دمها ..هدر *** أنسيت أني أكلت ترابك الذي قد التحم في الأمعاء و المصر؟ يا قهر قلبي الذي تجرعت دماءه يا موطني بعد أن انهمر *** لم قذفتني لبحار الغدر تنخر عظمي ثم تقول هذا القدر؟! *** يا وطن هل أعود إليك و قد وضعتني في سجلات مَن ..عبر؟ *** يا وطن.. لم تجير علي و أنت كل ما حفظ في الفؤاد و ما وقر؟ *** ما وقر في فؤادي و سمعي وفي وجداني و عقلي و في البصر *** غدوت اليوم بلا انتماء أنتظر أن يحل علي مطر... مطر يعيد لي قليلاً من ما نهشتني فيه السنون بالكدر *** حاولت تقيأ التراب الذي ترسب في أعماقي..في أمعائي و لكن.. أملي فيك دوماً.. أبقاه في القعر.. *** قدري أن أبقى دونك..لأغدو كل يوم.. بلا مفر.. *** و اليوم ..اليوم فقط..علمت.. أن من اعتدى عليك.. اعتدى علي.. ليردينا أشلاء و عظاماً.. ثم يرحل.. ولأبقى بعدها.. لاجئة فيك ..يا وطن..