ماذا ا لو حدث انفجار وراح ضحيته عشرة يهود في الأراضي المحتلة ؟ ..ماذا لو مات عدة أمريكيين بحادث عارض ؟ .. حتما سترون عشرات الكتاب باذلين أقلامهم وحروفهم للخوض في المشكلة وأسبابها وكيفية تجنبها...إلخ . هنا أعبر عن عميق أسفي وحزني ليس إلى أسر الضحايا الذين لا يجب أن نحزن عليهم كون نهايتهم كانت أفضل وأروع نهاية يتمناها أي مسلم بأن يموت شهيدا في سبيل إكمال فريضة من فرائض دين الله الخمسة ، بل الأسف والحزن يتجه نحو أولئك الكتاب العرب ومن يسمون أنفسهم ذوي الرأي والرأي الآخر، فهذا الصمت وهذه اللامبالاة نحو الحادثة بل الفاجعة تدل على أننا ما زلنا نعيش أزمة ضمير وإخلاص مع الاستثناء لبعض الشرفاء من الكتاب وحملة الأحرف والكلمات كالأستاذ القدير عبد الباري عطوان رئيس تحرير القدس العربي الذي تطرق إلى المأساة بأهم زاوية في الصحيفة :رأي القدس تحت عنوان ((مجزرة الحجاج في مكة)) . منذ حوالي عقدين من الزمن وحجيج بيت الله الحرام يتساقطون إما من الجسور المؤدية إلى مكان رمي الجمرات بمنى أو تحت أقدام المتزاحمين على رمي الجمرات . عام 1992 بلغ عدد الضحايا أكثر من ألف حاج . العام الماضي بلغ عدد الضحايا أكثر من 200 حاج ، ناهيكم عن الحرائق وسقوط الفنادق بمن عليها من ساكنين ولاحظ المراقبون أن في العشرين عاما الماضية حصول أكثر من عشر حوادث تزاحم في منطقة رمي الجمرات بمنى وسقوط عشرات ومئات الأرواح من حجيج بيت الله الحرام . الحكومة السعودية دائما وفي كل مره تذيع البيان المسجل من قبل عشر سنوات ملقية بالعذر على جهل الحجاج وعدم التزامهم بالتعليمات مترحمة عليهم وناقلة تعازي خادم الحرمين الشريفين إلى أسر وأهالي الضحايا . شهود العيان يقولون غير ما تقوله الحكومة السعودية ، حيث أكد العديد من الحجاج وزاد في ذلك حركة الإصلاح السعودية المعارضة بأن سبب الفاجعة هو تدخل قوات الأمن السعودية بإفساح الطريق لأحد الشخصيات إلهامه مما أدى إلى تساقط الحجاج وحدوث التزاحم وسقوط الضحايا الذين بلغ عددهم أكثر من 360 حاج معلن عنهم رسميا وأكثر من 700 حاج حسب المنظمات المراقبة للحدث. في هذا الحال والتكرار المتوالي لكوارث الحج بنفس السيناريو أثبتت السلطات السعودية فشلها الذريع في التنظيم المحكم لعملية الحج وأصبح المرء يفكر بأي مصير قد يلاقيه إذا ما نوى السفر إلى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج ، وبما أن الأراضي المقدسة ليست ملكا للمملكة العربية السعودية وحدها بل ملكا لكل من يشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله (ص) هنا نقترح التالي : أولا: أن يتم تشكيل لجنه تضم عضوا واحد من كل دول منظمة المؤتمر الإسلامي لفتح تحقيق مستقل للحادثة وتقديم المتسببين فيها للعدالة وفضح ذلك للرأي العام . ثانيا : أن يتم تشكيل لجنة الحج والعمرة تتبع منظمة المؤتمر الإسلامي ويكون مهامها التنظيم والاستعداد لمواسم الحج والعمرة . ثالثا: أن تقوم السلطات السعودية بتسليم الأراضي المقدسة بمكة والمدينة للجنة المذكورة أعلاه أثناء مواسم الحج. Dr. Mohammed Al-Mansob GuangZhou - CHINA