تجاوب مجلس النواب اليوم السبت مع مشروع تعديل النشيد الوطني اليمني الذي سبق أن طالب العقيد يحيى محمد عبد الله صالح –أركان حرب الأمن المركزي- بتعديل بعض مفرداته في أكتوبر من العام الماضي، والذي أخذ طريقه لاحقاً إلى أروقة مجلس النواب لتتكفل لجنة الإعلام والثقافة والسياحة بإعداد تقرير بشأنه تم استعراضه اليوم ، ومن المؤمل أن يتم المصادقة عليه في جلسة الاثنين القادم. ويتضمن مشروع تعديل القرار الجمهوري بالقانون رقم (3) لسنة 1990م بشأن السلام الجمهوري ونشيد الدولة الوطني للجمهورية اليمنية على استبدال لفظ "سرمدياً" الوارد في نص شاعر النشيد "أممياً" ليصبح " عشت أيماني وحبي أممياً" وأن تكون مدة عزف السلام الجمهوري مساوية لمدة ترديد كلمات النشيد، وتعديل النوتة الموسيقية للسلام الجمهوري على ذلك النحو. وحدد مشروع اللائحة (17) حالة ومناسبة يعزف عندها السلام الوطني منها أن يعزف السلام الجمهوري عند افتتاح الدورات البرلمانية، وفي المناسبات الوطنية في الدول العربية والأجنبية التي توجد فيها جاليات يمنية. وعند افتتاح واختتام المؤتمرات الدولية الرسمية التي تعقد في الجمهورية،وكذلك الأسابيع والمهرجانات الثقافية اليمنية في الدول العربية والأجنبية، وفي حالة إقامة مراسم استقبال جثمان أي من شهداء الجمهورية العسكريين أو المدنيين لدى وصوله من إحدى مطارات أو موانئ الجمهورية، وكان استشهاده خلال أداء الواجب الرسمي خارج الجمهورية. كما نصت المادة الثانية من مشروع اللائحة على ترديد النشيد الوطني بلحن السلام الجمهوري في (7) مناسبات وفعاليات وطنية منها: عند افتتاح المؤتمرات الرسمية، والوطنية أو الخاصة التي تعقد في الجمهورية برعاية رسمية أو بدونها، وعند حفلات التخرج الجامعية، وفي مناسبات أداء يمين الولاء لمن يكتسبون الجنسية اليمنية. وكان العقيد يحيى محمد عبد الله صالح اقترح في مطلع أكتوبر من العام الماضي 2005م بمذكرة بعثها لرئيس الجمهورية اقترح فيها بإعداد مشروع للقرار الجمهوري رقم (3) لسنة 1990م يتضمن الالتزام بترديد النشيد الوطني وبيان الأوقات، والمناسبات، والفعاليات الرسمية والشعبية التي تردد فيها كلمات النشيد بمفرده، والتي يعزف فيها لحن السلام الجمهوري بمفرده، وكذلك التي يردد فيها النشيد، والسلام الجمهوري معاً وبيان الجهات الرسمية والشعبية التي تقوم بأي منهما وأوقات ذلك. وتضمنت اقتراحات أركان حرب الأمن المركزي بإعداد مشروع تعديل لقرار بقانون رقم (3) لسنة 1990م بإلغاء لفظ "سرمديا" وإعادة لفظ "أممياً" محلها مشيراً إلى انتهاء مبرر بقاء اللفظ "سرمديا". وأوضح "تم استبدال لفظ "أممياً" الموضوعة في النشيد من قبل الشاعر بلفظ "سرمديا" لكي لا توصف الجمهورية اليمنية الوليدة آنذاك بأنها جمهورية أممية أي شيوعية. ويرى العقيد يحيى محمد عبد الله صالح أن كلمات النشيد "عشت أيماني وحبي أممياً" التي يرددها كل مواطن يمني لا تعني بأنه أصبح شوعياً أبداً لأن أيمان المواطن اليمني هو إيمان إسلامي والإسلام رسالة أممية للناس كافة. مشيراً إلى أن المقطع الأخير من النشيد يشير إلى الانتماء المكاني حيث تقول كلمات المقطع أن الإيمان والحب أممي أي عالمي باتساع الأرض، وأممها وهو ما لا يوجد في أي نشيد آخر. ويوضح "ومع ذلك فإن مسير اليمني فوق دربه هو عربي بينما ينبض قلب الإنسان اليمني في حبه الأممي العالمي، وفي دربه العربي سيبقى نبض قلبه يمنياً؛ بينما لفظ "سرمدياً" لفظ يتعلق بالزمن وليس بالإنسان أو المكان.." منوهاً أن ذلك لا يتناسب مع ما يليه من قوله عربياً ويمنياً. وأضاف في رسالته المرفوعة لرئيس الجمهورية: أن لفظ "أممياً" سيجسد ما ورد في الهدف السادس من أ هداف ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المتضمن تدعيم مبدأ التعايش السلمي بين الأمم، بمعنى أن يسود الحب والسلام بين أمم العالم؛ لتحقيق مصداقية ما ورد في النشيد من أن إيمان الإنسان اليمني وحبه هو أممي، أي لكل أمم الأرض، مؤكداً أنها ميزة في النشيد الوطني لليمن دون غيرها من الدول. يشار إلى أن النشيد الوطني "رددي أيها الدنيا نشيدي" من كلمات الشاعر عبد الله عبد الوهاب نعمان الملقب ب"الفضول". وكان أن أقيمت يوم 17 أكتوبر 2005م ندوة وطنية لإعداد مشروع لائحة السلام الجمهوري والنشيد الوطني ، أقيمت في جامعة صنعاء برعاية العقيد يحيى محمد عبد الله صالح – أركان حرب الأمن المركزي بالتعاون مع جامعة صنعاء – وشارك فيها نخبة من الأكاديميين والمثقفين، والمحامين وعدد من المسئولين في مكتب رئاسة الجمهورية، ووزارة الشئون القانونية، ووزارة الخارجية، ووزارة التربية والتعليم، والإعلام، والثقافة ودائرة التوجيه المعنوي. كما شارك في الندوة التي جاءت تتويجاً لجهود متصلة استمرت عاماً كاملاً عددٌ من ممثلي منظمات المجتمع المدني كاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ونقابة الصحفيين واتحاد نساء اليمن ومناضلي الثورة اليمنية وحرب التحرير، وعدد من المهتمين.