طفل أسطوري، يمتطي صهوة الخيل ويطلق عنانه للريح.. ويعدو في المضمار بكبرياء الأبطال، ويطير فوق الحواجز بخيله كما الصقور، متحدياً كل من قال: ( ذهب زمن الأساطير).. أوليس منافسة ابن الثامنة في سباق قفز حواجز الفروسية على ظهر خيل لا يجاري قوامه بالطول هو أسطورة!؟ أمس كان الطفل محمد خالد مطهر الرضي- 8 سنوات- أحد فرسان الناشئين في بطولة كأس رئيس الجمهورية للفروسية والهجن.. وعندما حان دوره في السباق تحول إلى مفاجأة، فوقفت له المدرجات على أقدامها تصفق وتهتف بحماس منقطع النظير لأصغر فارس عربي يشارك في بطولة! وعندما التقته "نبا نيوز" قال الفارس محمد انه يحب الخيل كثيراً لأنها "طيبة"، لذلك التحق بنادي الفروسية بصنعاء، وحضي برعاية واهتمام الشيخ حاشد الأحمر – رئيس الاتحاد اليمني للفروسية- الذي كان يشجعه، ثم تولى تدريبه الكابتن محمد القملي- مدرب النادي. ويقول محمد: أنه يستمتع بركوب "المزهرة" و"المهلل"، ويعتبرها أفضل الخيول عنده، لذلك شارك بهما في البطولة، وتوفق إلى نتائج ممتازة.. وينوه إلى أنه لم يكمل سنته الأولى في التدريب، إلاّ أن مهاراته في ركوب الخيل جيدة- حسب اعتقاده- ويشعر بالسعادة لمشاركته، لأنه يرى أن "الأهم من الفوز حالياً هو المشاركة"! الفارس محمد الرضي وجد داخل أسرته تشجيع، إذ أن لديه بين أبناء عمه شباب يمارسون رياضة الفروسية، ومداومون على التمرن في النادي اليمني للفروسية- وهو ما حفزه على تطوير موهبته. الكابتن محمد القملي وصفه ل"نبأ نيوز" بأنه موهبة رائعة. وقال أنه دخل البطولة بجرأة كبيرة، فهو لديه استعداد، ويتمتع بقوة القلب، ويشير إلى أنه لقي التشجيع من والده، وأبناء عمه، والشيخ حاشد الأحمر. ويبدي الكابتن القملي إعجابه الشديد بأداء محمد، إذ يقول: أداءه ممتاز رغم أنه ما زال طفلاً، ولا يمتلك القوة البدنية، وأرجله قصيرة قياساً لحجم الخيل وبقية الفرسان، وكذلك يداه مازالتا ضعيفتان؛ ومع هذا استطاع أن يتحكم بالخيلن ويجبرها على الانصياع له. ويضيف القملي: أن النادي لديه نظام معين يؤسس به الفارس خطوة خطوة، لا يتعلم خلالها ركوب الخيل فقط بل أيضاً أخلاقيات الفروسية، لن الفروسية تعني الشجاعة، والشهامة، والصبر، لذلك الناس تمثل البعض بأنه فارس. ويؤكد القملي أن محمد خالد الرضي هو اصغر فرسان اليمن، وكذلك أصغر الفرسان العرب ممن يشاركون في بطولات. الطفل الفارس محمد الرضي قدم نفسه لعالم الفروسية من خلال الداء المتميز الذي أداه في مضمار الكلية الحربية، فظلت العيون تتعقبه خطوة تلو الأخرى، وتناسق شهقاتها وزفيرها مع أنفاسه.. حتى إذا ما ارتفعت حوافر خيله من الأرض لتقفز، قفزوا جميعاً معها ن وهتفوا للفارس الصغير الذي كان – أحياناً- يضيع عن أعيننا بين ثنايا السرج، أو خلف رقبة خيله، في مشهد درامي قلما يجد المرء فرصة أخرى للاستمتاع بمثلها.. يشار إلى أن الشيخ حاشد عبد الله الأحمر يعتبر المؤسس الأول لرياضة الفروسية للشباب- كممارسة منظمة- كونه من أكثر الناس حباً للخيول، واهتماماً بها، واستطاع من خلال نادي الفروسية استقطاب الكثير من الشباب إلى هذه الرياضة، علاوة على أنه فتح طريق الفروسية للإناث، حيث التحقت العديد من الفتيات بالنادي، وبدا مظهر ركوب الفتاة للخيل مألوفا جداً.. وهو اليوم لا يكتفي في حماية الخيول اليمنية الأصيلة من التهجين أو الانقراض، بل أيضاً يؤسس لثقافة فروسية حقيقية مبنية على معرفة وتاريخ وبحوث لا تتوقف عن الاستزادة علماً بعالم الخيول، وأسراره العجيبة..!