كشفت دراسات اقتصادية يمنية أن إجمالي عدد الجزر اليمنية يصل إلى (182) جزيرة، منها (150) جزيرة في البحر الأحمر، و(21) جزيرة في خليج عدن، و(11) جزيرة في البحر العربي، إلاّ أن هذه الجزر جميعها غير مأهولة بالسكان باستثناء (6) جزر فقط هي: سقطرى، وعبد الكوري، وميون، وجزيرة، كمران، والفشت، وبكلان؛ رغم تتردد مجموعات بشرية موسمياً على عدد من الجزر الباقية مثل جزيرة ظهرة بكلان، وأرخبيل زقر وحنيش. وتقدر الدراسات الديموغرافية اليمنية عدد السكان الذين يقطنون الجزر بحوالي (140.000) نسمة، منهم نسبة(85.7%) في أرخبيل سقطرى- أي حوالي (120.000) نسمة، فيما تقدر نسبة سكان الجزر الواقعة ضمن منطقة البحر الأحمر ب(12.2%) – بما يعادل (17.000) نسمة، أما نسبة سكان الجزر الواقعة في خليج عدن فتقدر ب(2.1%)- بما يعادل (3.000) نسمة. ويعود سبب انعدام الحياة البشرية على الكثير من الجزر إلى صغر بعضها، وعدم توفر متطلبات الحياة في بعضها الآخر. وتعتبر الدراسات أن واحدة من أهم الأسباب التي جعلت من الجزر اليمنية من بين أفضل الجزر التي تحتفظ بمقومات استثمارية في العالم هو تنوع تضاريسها الجغرافية ، ثم القدم التاريخي لبعضها – خاصة الواقعة في شمال البحر الأحمر التي يقدر عمرها ما بين (32 – 39) مليون نسمة؛ حيث أدت رواسب المتبخرات إلى تكوين القباب المحلية، التي تعد إحدى المكونات الرئيسية لتركيب هذه الجزر، فيما تشكلت جزر البحر العربي، وخليج عدن نتيجة للأنشطة البركانية. المقومات السياحية للجزر اليمنية وتتصدر جزر البحر الأحمر الأهمية الاستثمارية نظراً لكون البحر الأحمر يعد من أغنى مناطق الصيد في العالم، حيث أن هناك ما يزيد عن (1200) نوعاً من الأسماك، وأغلبها صالحة للاستعمال البشري والحيواني. إذ أن الجزر الواقعة في البحر الأحمر لوحدها تحتوي على أكثر من (700) نوعاً من أسماك القرش الكبيرة، و(485) نوعاً من الطحالب البحرية. كما يتواجد فيها نحو (3000) نوعاً من الشعاب المرجانية المختلفة والتي تتعدد مسمياتها بين قطع مرجانية، وشعاب مرجانية هامشية؛ وشعاب مرجانية قاعية. علاوة على أن الجزر اليمنية تشتهر بمستنقعات أشجار "المانجروف" التي يصل طولها بين (2- 5) متراً، وكذلك بالسلاحف البحرية، والطيور، والاسفنجيات، وأشجار الزينة، في نفس الوقت الذي تمتد الشواطيء الرملية، والمواقع الأثرية على سواحل العديد منها. وتنفرد الجزر اليمنية بأكثر من (363) نوعاً من الطيور التي تمثل (18) رتبة، و(61) عائلة، و(77) صنفاً لتحتل بذلك صدارة الشرق الأوسط في الطيور وتمتاز الجزر اليمنية بإنائها بالنسبة لأنواع الطيور؛ حيث تعتبر الجزر اليمنية من أغنى جزر الشرق الأوسط؛ إذ تشتهر هذه الجزر بأنواع نادرة من الطيور مثل: الطائر الاستوائي أحمر المنقار، والأطيش المقنع، الأطيش البني، والخرشنة البيضاء، والنورس السويدي. وفي الفترة الأخيرة – خاصة العام الماضي 2006م- سرقت الجزر اليمنية أضواء المستثمرين في القطاع السياحي بعد أن نشرت شركات عالمية دراسات متخصصة عن الجزر اليمنية، وكشفت عن حجم التنوع البيئي الذي تمتاز به، وامتدادات الشواطيء الرملية، وأهليتها لرياضة الغطس، فضلاً عما تحتويه من معالم أثرية خلت عليها القرون؛ وهو الأمر الذي دفع بالعديد من كبريات الشركات العالمية إلى التقدم للحكومة اليمنية بمشاريع استثمارية مختلفة، لتستفيد بذلك أيضاً من الإمتيازات الحكومية الممنوحة للمستثمرين غير اليمنيين.