تنظم الجمهورية اليمنية اول مؤتمر دولي للترويج للاستثمار في الجزر اليمنية التي تعد بكرا وتمتلك الكثير من المقومات الاستثمارية في مختلف المجالات سيما المجال السياحي. حيث تبدأ الثلاثاء القادم، فعاليات المؤتمر الدولي الاول حول موائل وفرص الاستثمار في الجزر اليمنية والمعرض الخاص بالجزر المصاحب للمؤتمر،والذي تنظمه الهيئة العامة لتنمية وتطوير الجزر اليمنية، على مدى خمسة ايام. وقال الاخ يحيى الكينعي مدير عام الهيئة لوكالة الانباء اليمنية /سبأ/ إن المؤتمر يشكل منعطفا هاما في التعامل مع متطلبات التنمية في الجزر وتأهيلها، حيث سيعلن خلال المؤتمر عن ميزات خاصة وتسهيلات للمستثمرين في الجزر اليمنية، الى جانب التسهيلات الاستثمارية التي يمنحها قانون الاستثمار. ونوه إلى أن المؤتمر يهدف للتعريف بالجزر اليمنية من حيث الموقع والمساحة والمميزات الطبعية والاقتصادية والتنوع البيئي والمكنون التراثي لسكان الجزر والترويج السياحي فيها، وتعريف المستثمرين بفرص الاستثمار المتاحة والممكنة في الجزر اليمنية وجذب الاستثمارات واصحاب رؤوس الاموال المحلية والعربية والدولية إليها. كما يهدف الى حشد الجهود لتوفير الامكانيات والخبرات لمعرفة وتنظيم استغلال واستثمار الموارد الطبيعية المتنوعة المكنونة في الجزر اليمنية و تحديد احتياجات تطوير بنيتها التحتية، والمساهمة في ايجاد منظومة متكاملة للرقابة والتفتيش البحري ، وتحقيق التنمية المستدامة للجزر بالشراكة مع الدول الشقيقة والصديقة والهيئات الدولية المانحة والمهتمة بتنمية الجزر وحماية البيئة البرية والبحرية. واشار الكينعي الى ان المؤتمر سيناقش نحو 40 بحثا وورقة عمل مقدمة من متخصصين واكاديميين محليين وعرب واجانب تتوزع على ثلاثة محاور محلية وعربية ودولية، حيث يتناول المحور المحلي الخصائص الاجتماعية والاقتصادية والبيئة التشريعية ومكونات وعناصر الترويج والاستثمار في الجزر اليمنية وابراز الجهود المبذولة لتعزيز مقومات عناصرالتنمية المستدامةبشقيها البيئي والتنموي. وأضاف مدير عام الهيئة العامة لتنمية الجزر اليمنية أن المحور يفرد زاوية خاصة للبيئة تتعلق بادارة المناطق الساحلية لحوض البحر الاحمر وخليج عدن، والتعريف بمفهوم تقييم الاثر البيئي وارتباطه بالاستثمارات ،كونه احد مكونات الحماية اللازمة لاستمرار المشاريع الاستثمارية الكبرى. وأفاد مدير عام الهيئة أن المحور العربي في المؤتمر سيستعرض آليات وطرائق التنسيق والتكامل العربي والدولي لتنمية الموارد الطبيعية والبشرية وتوجيهه لخدمة التنمية المستدامة في الجزر العربية . مشيراً إلى أن المحور الثالث للمؤتمر سيستعرض كافة الدراسات والبحوث العلمية والتشريعات والنظم الدولية السائدة، وسيتطرق الى اهم التجارب العربية والدولية ذات الصلة بالاستثمارات وادراة الموائل الطبيعية وتوفيرمحفزات التنمية المستدامة في الجزر. يشار إلى أن الجمهورية اليمنية تمتلك نحو 183 جزيرة موزعة على البحر الاحمر وخليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي، وقد تم توزيعها الى أربعة ارخبيلات، يشمل الارخبيل الاول جزر البحر الاحمر ويضم 151 جزيرة، فيما يضم الارخبيل الثاني جزر خليج عدن وعددها20 جزيرة، اما ارخبيل جزر البحر العربي فيضم خمس جزر فقط. فيما يضم أرخبيل سقطرى 7 جزر في المحيط الهندي. وتختلف مناخات الجزر باختلاف مواقعها الاستراتيجية وتضاريسها الطبيعية من حيث المساحة والطبعية الجغرافية والتشكيلات الجبلية، حيث توجد جزر سهلية رملية منبسطة كجزيرة العاشق الصغير، وغراب وظهرة يكلان، ومنها ما هي ذات مرتفعات ومنخفضات كجزيرتي غراب والطواق،ومن الجزر ما تمتاز بطبيعتها الجبلية ذات التعرجات والاشكال غير المنظمة كجزيرة كمران وبكلان والطير، وجبل عزيز. وأغلب هذه الجزر مهجورة غير مسكونة لكن هناك جزر يمنية مأهولة السكان كجزر كمران وميون وبكلان والفشت وسقطرى وعبد الكوري وسمحة وحنيش، ويمارس سكانها العديد من الانشطة الاقتصادية، وتحتضن هذه الجزر العديد من المواقع الاثرية. وقد كشفت الدراسات الميدانية للجزر اليمنية التي اجراها خبراء واكاديميون، ثراء بيولوجي وتنوع حيوي فريد يمتاز بالندرة والفرادة ، حيث تمتلك الجزر اليمنية اكثر من 2400 نوع من الشعاب المرجانية ، و700 نوع من اسماك الزينة، ، الى جانب 500 نوع من الرخويات و200 نوع من الاسماك. وتحتضن الجزر اليمنية نحو 113 نوعا من النباتات البحرية، و292 نوع من النباتات البرية ، و48 كم مربع من اشجار المانجروف ( الشورى)، ويستوطن هذه الجزر نحو363 نوع من الطيور المستوطنة تشمل 18 رتبة و61 عائلة و77 صنفا من اصناف الطيور. وبحسب الدراسات فان الجزر اليمنية تمتلك الكثير من المميزات المشوقة لسياحة الغوص والصيد والرحلات ومراقبة الطيور والسلاحف ، وتشمل 130 موقعا يمتد من شمال جزيرة زقر حتى نقطة الالتقاء بين البحر الاحمر وخليج عدن في جزيرة ميون بباب المندب. بالاضافة الى تميزها بمناخ استوائي ملائم وبيئة رملية ذهبية خلابة ذات درجة عالية من الجمال والصفاء، تجعل من شواطئها اجمل مناطق للاستجمام والاصطياف والاستمتاع والسياحة البيئية. وتقترح العديد من الدراسات البيئية إعلان العديد من المحميات الطبيعية في هذه الجزر اهمها محمية كمران الشمالية(غابات الشورى) والغزلان، ومحمية كمران البحرية تحت المياه وتشمل الشعاب المرجانية، ومحمية ميدي ، ومحمية خور اللحية، والمحمية العلمية المقترحة وتشمل محمية بين الظهائر على مقربة من جزيرة بكلان والفشت ، ومحمية حنيش ومناطق تعشيش السلاحف في جزيرة جبل عزيز وعقبان الكبرى، الى جانب اقتراح محميات الطيور ومحميات الصخاء والتي تشمل بعض انواع الاسماك. وتسعى الهيئة العامة لتنمية الجزر اليمنية الى ابراز فرض الاستثمار السياحي في الجزر باستغلال وتوظيف الموائل الطبعية المتاحة، والتوظيف النوعي لمجمل مشاريع البنى التحتية فضلا عن استثمار العنصر البشري كموئل لاينضب. وحددت الهيئة اهم خيارات الاستثمارات السياحية في الجزر اليمنية بالسياحة الشاطئية واقامة المنشئات اللازمة لها، والرياضة البحرية اهمها رياضة الغوص وركوب الأمواج وسباق القوارب والسباحة، الى جانب الاستثمارات في السياحة البيئية والبحث العلمي بالاعتماد على ما تمتلكة بيئتنا البحرية والبرية من مكنونات تتصف بالندرة كمراقبة الطيور والسلاحف، الى جانب الاستثمارات الثقافية والاستثمارات العابرة التي تعتمد على اجتذاب الافواج السياحية اعتمادا على وقوع بعض الجزر اليمنية على مقربة من خط الملاحة الدولي. سبا