تواصل الفنانة "فيفي عبده" حملتها القومية الهادفة إلى الحفاظ على خصوصيات ومميزات وطقوس "الرقص الشرقي" من الدخلاء عليه من قبل بعض الوافدات من جمهوريات آسيا الوسطى ودول أوروبا الشرقية.. "فيفي" ومنذ أوائل العقد الأخير من القرن الماضي وهي تخوض معركة في مواجهة الدخيلات على مهنة الرقص الشرقي خاصة بعد نمو اتساع المعاهد والمراكز التي تدرب هذا الفن الشرقي «الرقص» في دورات لاتستغرق أكثر من أسبوعين وبمقابل «2.000 دولار» فقط تحصل المتدربة بعدها على شهادة بالرقص من المعهد أو المركز تمكنها من العمل في «الملاهي والفنادق». وقد أجازت السلطات المختصة في «مصر» عمل الراقصات الوافدات شريطة أن تحصل الراقصة على شهادة من أحد المراكز أو المعاهد التي انتشرت بطول مصر وعرضها..! الأمر الذي دفع الفنانة الراقصة "فيفي عبده" إلى خوض معركة في مواجهة الدخيلات على "المهنة" وابتدأت المعركة بطلب لإنشاء نقابة الرقص الشرقي تنضوي في نطاقها الراقصات العربيات المتخصصات في هذه المهنة، على أن يكون لهذه "النقابة" لاحقاً الحق في استصدار التصاريح للعاملات في هذه المهنة، وقد نالت الفنانة فيفي دعم وموافقة نقابة الفنانين التي ارتأت هذا الحق ووافقت على فكرة الفنانة العربية الشهيرة حفاظاً على المهنة العربية الأصيلة من الاختراق..!! وهي خطوة كانت بمثابة الصفعة الأولى التي وجهتها الفنانة العربية "لنظام العولمة" وقيمها وثقافتها المشاعية. وأعترف أنني ومنذ سنوات خلت لم أتابع نشاط النجمة العربية وفارسة الرقص الشرقي ربما لانشغالي باهتمامات أخرى كنت أرى أنها أكثر جدية لكني أدركت أخيراً أن الأهم يكون حيث الفعل المعبر عن إيمان الفاعل وقناعته، وما أقدمت عليه الفنانة فيفي وإن كان في نطاقها ونطاق مهنة الرقص.. غير أن غيرتها في الدفاع عن مهنتها فاقت غيرة جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي في قضايا العرب والمسلمين، وفاقت غيرة "الأممالمتحدة" على الشرعية الدولية والميثاق الدولي..! هذه الغيرة على الفن أو على "الرقص الشرقي" لم تأت من وزارة ثقافة عربية أو من جهات عربية ذات دور أو صفة سيادية، ولكنها جاءت من «راقصة» تسعى وتحاول في ظل هذه المناخات السائدة أن تدافع عن مهنة تعمل فيها فيما هناك أطياف متعددة في وطننا العربي لم تكلف نفسها الدفاع لا عن مهنة ولاعن قيم ولاعن وجود.. فلا العرب المعنيون بالوجود العربي دافعوا عن هذا الوجود، ولا المسلمون المعنيون بالوجود الإسلامي دافعوا عن هذا الوجود.. وكما نلاحظ الانهيارات والأحداث والتداعيات تعصف بالوطن العربي والعالم الإسلامي، دون أن نجد بالمقابل رد فعل يتوازى مع كل هذه الأحداث والتداعيات. في هذا السياق ومن باب رد الفعل على لقاء/ أجراه تلفزيون المستقبل اللبناني مع الفنانة "فيفي" وفيه تحفظت الفنانة على أداء الفنانة «هيفاء وهبي» خاصة حركاتها الراقصة التي قالت «فيفي» إنها جزء من ثقافة هابطة تأخذ بها «هيفاء» وأمثالها وتسيء من خلالها للفن والرقص وأصولهما، ليأتي بعد هذا رد «هيفاء» واتهامها الراقصة «فيفي عبده» بأنها تحاول أن تحقق الشهرة ولفت الأنظار من خلال احتكار «مهنة الرقص» وعدم الاعتراف بقدرات الآخر وحقوقه..؟! المثير في هذه المجادلة أو الردح «الشرقي» أنه يأخذ ذات الطابع الذي تأخذ به الأطياف السياسية والثقافية مع الاختلاف في التفاصيل التي في السياسة تدخل بها «الشياطين» وفي «الرقص والهز» يدخل بها السياسيون وصناع القرار انطلاقاً من مبدأ أن لكل «خصر سيادته» وحتى نصل إلى الاستنتاج المنطقي في ازمة «فيفي.. وهيفاء» فإن علينا متابعة أخبار روتانا وأخواتها وبرنامج «ميشو» و«خليك في البيت» أو في الفن والرقص.. فالأمر سيان؟! والشاطر من يحسم أمره وينحاز مع الواحدة والنص.. ورقصني ياجدع؟! وبهما أو معهما الربح مضمون لمن يدرك من أين تؤكل «الأفخاذ» وليس «الأكتاف»..؟!! "الجمهورية"