في واحدة من المكاشفات الجريئة، اعترف مدير إدارة الأنشطة السياحية بوزارة السياحة اليمنية بوجود قصور في الوقت الحاضر ، وغياب التكامل والتنسيق بين الجهات المختصة بصناعة السياحة. وأكد عبد الجبار عبد الله سعيد – في محاضرة ألقاها أمس الثلاثاء في مؤسسة العفيف- عدم وجود كوادر يمنية متخصصة سياحياً في مجال الإرشاد السياحي، مشيراً إلى أن الكوادر الحالية لا يمتلكون معرفة بتاريخ وحضارة اليمن، خاصة وأن معظمهم من الأشقاء والأصدقاء العرب والأجانب، أو الدارسين في الخارج من الكوادر اليمنية ، والذين يمتلكون اللغة فقط. وفي الوقت الذي أكد فيه أن استقلال السياحة عن الثقافة سيشكل رافداً قوياً لتطوير القطاع السياحي في اليمن؛ انتقد مدير إدارة الأنشطة السياحية بشدة وزارة الثقافة ، وإدارتها، مشيراً إلى أنها عملت في الماضي على قتل السياحة .. ووصف موظفي وزارة الثقافة بأنهم "بلا عمل ولا يقدمون شيئاً يذكر"، وقال أنها لا تقوم بالترويج الحقيقي للثقافة والتراث اليمني، وترميم المعالم والقلاع التاريخية، مؤكداً بان الكثير من المرافق السياحية تفتقد لأبسط المواصفات السياحية العالمية. وفي مداخلة للزميل الكاتب عادل العامري، اتفق العامري مع ما طرحه عبد الجبار سعيد بشأن وزارة الثقافة، ودورها في العمل على المشاركة بالترويج السياحي من خلال المشاركة في المحافل والأسابيع الثقافية العربية والعالمية لنقل تراث وثقافة اليمن، مستشهداً بالوفد الثقافي العائد وبنفس اليوم من دولة الجزائر والذي قادها الوزير المبدع خالد الرويشان للتعريف بالثقافة والتراث اليمني. وانتقد العامري وزارة السياحة على قيامها بمهام وزارات أخرى ، مستشهداً بصيف صنعاء السياحي الذي أقيم في العام الماضي ن وتم خلاله تقديم عروضاً فنية ومعارض والتي هي من صميم أعمال وزارة الثقافة وليست وزارة السياحة التي تهمل الكثير من المهام التي يفترض أن تقوم بها ، وتدعمها ، وأهمها الرقابة على المنشآت السياحية التي تتبعها. وأشار إلى أنه لا يجب أن يقتصر دور وزارة السياحة فقط على جباية الرسوم والجبايات المالية التي عادة لا تقررها بنفسها وغنما تقررها وتحددها إدارات الفروع وبدون سندات رسمية. وقد عقب عليه عبد الجبار سعيد بقصد التوضيح أكثر لمقاصده السابقة. هذا وكان مدير إدارة المنشآت السياحية استعرض في ورقته الموسومة ( ) المعوقات السياحية التي تواجهها صناعة السياحة في اليمن ، والتي كان من أبرزها أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، وبروز ظاهرة اختطاف السياح ، والعراقيل التي توضع أمام الاستثمار والمستثمرين. كما قدم شرحاً وافياً عن جداول الحركة السياحية في اليمن، ونسب الدول التي زار مواطنوها اليمن خلال الأعوام الماضية؛ وحدد الموارد المالية من العملة الصعبة التي عادت بها السياحة على اليمن، معرجاً على المقومات السياحية التي تتمتع بها اليمن.