أكد عبد القادر باجمال – رئيس الوزراء- على شمولية المفاهيم الإسلامية لحقوق وحريات المرأة، مشيراً إلى أن التشوه الذي حصل هو بفعل "فلسفة الحريم التي حدثت في عصر الانحلال ، وأصبح يُنظر إلى المرأة كمجال للمتعة لا أكثر ولا أقل". وأضاف: "لقد حولوها المتطرفين إلى سلعة ، وأصبحت في نظريتهم فقط مصدراً للمتعة"، منوهاً إلى أن هذا التفكير قد غرس في ذهن المرأة نفسها ، وأصبح هناك هيمنة وصراع داخل المرأة نفسها في إطار الحريات. جاء ذلك في كلمة ألقاها في الحفل الذي أقامه صباح اليوم الخميس الاتحاد العام لنساء اليمن بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، والذي شاركت فيه السيدة بريجيت جيراردان – وزيرة التنمية الفرنسية، ووزيرتي الشئون الاجتماعية وحقوق الإنسان، ووزير الخدمة المدنية، ووزير الدولة أمين العاصمة، ووكيل وزارة الإعلام، وعدد كبير جداًً من السفراء والقناصلة العرب والأجانب، وممثلي المنظمات المحلية والدولية، ومشاركون ومشاركات غاصت بهم قاعة كلية الشرطة بصنعاء. وقال رئيس الوزراء في كلمته: إن أهمية هذا اليوم لا تكمن في انطلاقته من "شيكاغو" وليس من نضال عنصر الأنثى ضد عنصر الرجل، ولكن من خلال النظرة الكلية لموضوع الحرية أنها نظرة الله التي فطر الناس عليها، وأشار إلى أن النضال بذاته موجود داخل الجنس البشري نفسه ضد التسلط، منوهاً إلى أن النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي هي التي أوجدت الصيغة التي لن نقبلها على الإطلاق أن تكون المرأة أدنى من الرجل، لأن التاريخ بمجمله قائم على ثنائية الرجل والمرأة وثنائية الحب. ونوه باجمال إلى أن المرأة في المجتمع الأثيني والإسبارطي لم تكن تتمته بحق المواطنة ، فالمواطنة كانت تمنح للرجال الأسياد فقط أما المرأة والعبيد لا يتمتعون بحق المواطنة، وهذا ما حدث أيضا في العالم العربي في سنوات الانحطاط حيث كانت هناك أسواق النخاسة. وأكد أن الإيمان بقضايا المرأة هو إيمان مطلق بالإنسان .. إيمان جماعي لا شرقي ولا غربي، لا شمالي ولا جنوبي وإنما جوهري في نشأته، وإذا كانت الحياة والحب تقوم على اثنين فكلاهما هما المسئولان وليس الأول أو الثاني. وتطرق إلى دور الدولة مشيرا إلى أن دورها يتمثل في أن لا تجعل هناك قوانين تحد من حريات المرأة أو تنظر بتكبر وتعالي إليها، منوهاً إلى أن الحكومة أقرت يوم الثلاثاء تعديل (24) قانون لصالح المرأة والمجتمع. من جهتها ألقت رمزية عباس الارياني – رئيسة الاتحاد النساء العربي، رئيسة الاتحاد العام لنساء اليمن- كلمة استهلتها بالإشادة بالتطورات التي حصلت في واقع المرأة جراء الإصلاح السياسي الواسع والشامل الذي نهض بالمرأة العربية وتمكنت من خلاله في المشاركة السياسية من خلال التحاقها بالأحزاب. وأشارت إلى أن المرأة في مختلف دول العالم لم تتمكن من الوصول إلى مراكز القرار السياسي بسبب تراكمات ثقافية أحالت دون ذلك، للاعتقاد السائد بأنها غير قادرة على اتخاذ القرار ، لافتة إلى أنه حتى النساء لم تصوت للنساء. وعرجت على حملات المناصرة التي تبناها الاتحاد العربي، من خلال استعانته برجال الدين ، متسائلة في الوقت ذاته كيف للمرأة أن تكون صانعة سلام وهي من أشد الناس انتهاكاً لحقوقها! ودعت الارياني إلى التنوير وتبصير المجتمع بأهمية مشاركة المرأة، وقدرتها على العمل في كل المجالات، وتكريس ثقافة التسامح ، وقبول الآخر، ونبذ التعصب، لكي تتمكن المرأة من النهوض بواقعها. كما ألقت السيدة "برجيت جيراردان"- وزيرة التنمية الفرنسية- كلمة مطولة تحدثت خلالها عن مسيرة المبادرات المقدمة لتعزيز حقوق وحريات المرأة، وكذا الانتهاكات والتمييز بين المرأة والرجل، التي قالت أنها لا يمكن أن تحدث بدون أي تقدم اقتصادي واجتماعي ، مؤكدة أن "أي تقدم اقتصادي واجتماعي للمرأة هو تقدم للمجتمع". وأعربت عن إعجابها بالتطورات التي شهدتها اليمن واصفة ذلك بأنه مصدر سعادة لها. وحيت الدور الريادي الذي لعبته اليمن في مجال تعزيز الحريات، مؤكدة انخراط فرنسا في تقديم الدعم في هذه المعركة من اجل المساواة. وقد شهد الحفل باليوم العالمي للمرأة تكريم السيدة "برجيت جيراردان"- وزيرة التعاون والتنمية الفرنسية، وكذلك السيدة خديجة السلامي- المخرجة السينمائية التي كانت في طليعة المروجين لحقوق وحريات المرأة اليمنية والمناصرين لمطالبها وقد أخرجت العديد من الأفلام على هذا الصعيد حضيت جميعها بجوائز عالمية. كما تم تكريم عدد من الناشطات في العمل النسوي من مختلف أنحاء الجمهورية اليمنية. وقد أقيم على هامش الحفل معرضاً للمنتجات النسوية الشعبية، وعروضاً للأزياء اليمنية قدمته مجموعة من الأطفال.