واصل النائب البرلماني – المستقيل- فيصل أمين أبو راس شن أشرس حرب مفتوحة تشهدها اليمن ضد معاقل الفساد، والتي استهلها من محافظة الجوف (مسقط رأسه)- على طريقة "الأقربون أولى بالمعروف"- ليرد على محافظ الجوف الذي عقب على تصريحاته السابقة، برسالة مفتوحة استهلها بوصف المحافظ ب(لي كوان يو- باني سنغافورة)، و(مؤسس و باني الجوف الحديث)، واختتمها بالدعاء على كل مسئول ومحافظ فاسد ب"الهج والرج والمصائب من كل فج"! "نبأ نيوز" تنشر نص رسالة أبو راس، وما سبقها من تعقيب للمحافظ العميد منصور أحمد سيف- كما أوردتهما "البلاغ"- وتترك القاريء مع مخاض أيام فريدة في تاريخ اليمن، وهي تعيش أوج حرياتها وديمقراطيتها على طريق إصلاحاتها الشاملة، وحربها ضد الفساد: رسالة مفتوحة من فيصل أمين أبو راس إلى مؤسس و باني الجوف الحديث! • في البدء وليسمح لي القارئُ الكريم أن أؤكد له ولك وأنت تعلم علم اليقين وعلى عكس ما ذكرت في تعقيبك ، فليس بيني وبينك قضية شخصية لا في الأمس ولا اليوم ولا في الغد لا سمح الله ... وإنما قضيتك قضية مهنية وقيمية بحته بينك وبين الله الذي يمهل ولا يهمل ومع تأنيب الضمير عندما يصحو الضمير، وبكل تأكيد قضيتك ليست معي، بل مع خمسمائة ألف ونيف هم كل أبناء المحافظة ضحايا فساد مالي وإداري غير مسبوق، انتشر انتشار السرطان في الجسد ، وقد كلفت راعيا لهم ومؤتمننا عليهم .. أنا لا أتناول إلا من يتعاطى في الشأن العام احتراما للقسم وعملا بالواجب وبتكليف من المواطن الذي اعمل لحسابه، ولن أتطرق لك أو سواك ممن يتعاطون في الشأن العام إلا بقدر معاناة الناس بسببكم وبقدر ما امتلك من براهين أو بحوزتي من ادانات وبما تقتضيه مصلحة الوطن والمواطن من عدمها، استوجب تسليط الضوء على الفساد والفاسدين وعلى المخالفات والمسئولية اكبر واشق في ظل غياب دور الحكومة والمؤسسات التي تقيم القانون وتحترمه.. لأني إن لم افعل سأكون مقصرا أمام الله والمواطن وخائنا للعهد وللأمانة والوطن .. وهناك تأنيب الضمير وما أدراك ما تأنيب الضمير.. لا بد من تحديد مكامن الخلل في الجوف وإلقاء تبعاته عليك كونك المسئول الأول ومنوطا بك حماية الناس والدفاع عن حقوقهم وإيقاف الهدر والفساد في جميع المكاتب التي تعمل لحسابك وتأتمر بإمرتك نظرا لما تخلفه وسيخلفه الهدر والفساد من دمار وويلات وفقر وحرمان .. ولندخل في الموضوع .. أنت وبإجماع أبناء الجوف وطيلة أربع سنوات ومنذ وطأت قدماك ارض المحافظة مدان كونك سعيت بقصد وسابق إصرار عجيب إلى دفع المحافظة صوب الهاوية والى حافة الدمار .. وإن كنت لا تدري فالمصيبة عظيمة وإن كنت تدري ومستمر في دأبك فالمصيبة أعظم، واقل ما أنت مدان به هو اللا مسئولية ومضاعفة معاناة الناس وتعميق الجهل الفقر والبطالة و إلغاء التنمية من حساباتك بجميع جوانبها والبراهين كثيرة والدلائل واضحة وسيطلع عليها القارئ المتابع من خلال الإعلام .. لقد اطلعت على تعقيبك على مقابلتي في صحيفة البلاغ حول فساد بالجوف، لم استبعد أن تصور للقارئ الكريم الجوف بغير الجوف الذي نموت فيه ولا نحيا .. لقد أظهرت له في غفلة منا انك مؤسس الجوف الحديث وإننا أغفلنا إنجازاتك في سهوة من حبورنا وتناسينا دورك الوطني في بناء نهضة الجوف ومؤسساته وتنكرنا لخصالك الحميدة ومناقبك الفريدة وعلى انك قلة من الرجال المتبقية من أصحاب العفة والأخلاق في هذا الزمان الردئ .. لم نكن نعلم انك ممارس لأصول الدستور وتطبيق القانون وهذه حجة عليك لا لك ... فاعذرنا وأعفو عنا أبناء الجوف ولأننا وفي غفلة من سعادتنا لم نقدر لك هذا التحول الذي أحدثته في حياتنا والنهضة التي أجريتها بعد أن انتشلتنا من ركام تركة العهود البائدة لتصبح محافظتنا بفضل جهودك (المحافظة المعجزة) ، معذرة إننا وفي غفلة منا سهونا ولم نقدر لك ما أنجزت في مجال الطرقات التي أنشأتها والبنية التحتية التي أقمتها والمنشآت والمطار والمستشفيات والكليات والجامعات والمعاهد والصالات التي بنيتها والمزودة بأفضل التجهيزات التي عمت المحافظة .. ومعذرة لو غفلنا عن متى وكيف قضيت على آفة الفساد وأقمت العدل وأحققت الحق.. إننا ندين الجهاز المركزي للرقابة المحاسبة لإدانته لك وندين إدانة مجلس النواب لك و ندين إدانة وزارة الخدمة لك وندين إدانة وزارة الشباب لك وندين كل وزير قال لنا: إن محافظ الجوف كارثة (غير طبيعية)، كما ندين أنفسنا نحن الخمسمائة ألف وندين كل أذن سمعت وكل عين رأت الفساد الذي جاوز كل حد .. صحيح إن لم تكن تستحي فاصنع ما شئت! انك و بإجماع أبناء الجوف مقصر كل التقصير ومدان ولا تقوم بما يمليه عليك الواجب ولا تتحمل مسؤوليات العمل الملقاة على عاتقك ولا بد من تسليط الضوء عليك ودق ناقوس الخطر من اجل إيقاف التدهور الحاصل، ما لم فستتحول المحافظة إلى ساحة للصراعات وتصبح مؤهلة لفوضى عارمة .. إننا في الجوف ندرك إن لك و للفاسدين مصالح ومنافع خاصة تختلف عن مصالح أبناء المحافظة، لا تلتقي مع المصالح الوطنية والاقتصادية للوطن، ولهذا نطالبك باستدراك الأمر قبل فوات الأوان، وأن تقف وقفة ولو لمرة واحدة أمام ضميرك وأمام مسئولياتك القيمية والمهنية والوطنية وتوقف الكارثة التي سيسألك الله عنها وعن حالة الناس، والوضع لم يعد يحتمل على الإطلاق .. ولا تنسى إن من رحم المعاناة والأحزان تولد قوة عظيمة تثور وتحاسب .. إن كل ما يتطلع إليه أبناء الجوف هو أن تصبح محافظتهم قابلة للحياة ليس إلا وجديرة بانتمائها للوطن وللعصر بمستجداته وشروطه .. وحقها في العيش الحر الكريم. بكل تأكيد القضاء هو الحكم والفيصل من اجل إنصاف أهل الجوف منك وسبق وأعلنت إنني مستعد للمطالبة برفع الحصانة والمثول وإياك أمام القضاء والى أن يصلني ردك وطلب النيابة، اسأل الله أن يحمي الوطن من كل مسئول ومحافظ لا يفرق بين العام والخاص، ادعوه عز وجل بدعاء المحرومين والمظلومين أن يسلط على كل مسئول ومحافظ فاسد "الهج والرج والمصائب من كل فج" وكل كاذب ومنافق وخائن للأمانة .. آمين يا رب العالمين. المواطن: فيصل بن أمين أبو راس إقرأ في "نبأ نيوز" موضوعات سابقة للنائب أبو راس: فيصل أبو راس يفتح ملف جحيم الفساد والعبث والفضائح بمحافظة الجوف أبو راس يطلق رصاصة الرحمة على فساد البرلمان : لهذا استقلت وهذه حلولي!
المقالة التي تم الرد عليها:
تعقيب محافظ الجوف على تصريحات سابقة للنائب فيصل أمين أبو راس تلقت "البلاغ" رداً من الأخ العميد/ منصور أحمد سيف - محافظ محافظة الجوف على ما تضمنه حوارها مع الأخ/ فيصل أمين أبو راس عضو مجلس النواب في العدد (715) .. البلاغ تنشره كاملاً: تصفحنا ما ورد في صحيفة »البلاغ« العدد (715) الصادر يوم الثلاثاء 6/2/2007م وهو لقاء أجرته الصحيفة مع الأخ الأستاذ/ فيصل أمين أبو راس - عضو مجلس النواب وقد كانت صدمةً كبيرةً عندما قرأنا بين السطور ما جاء في هذا اللقاء من اتهامات وجمل ومفردات ظالمة وباطلة بحق محافظ المحافظة ومدراء عموم المكاتب التنفيذية، اتهامات لا تستند إلى الواقع بأي حال من الأحوال ولا يمتلك عليها أية مستندات أو وثائق للتأكيد على ما ذهب إليه، كما أن ما جاء على لسانه لا يليق برجل يمثل شريحة واسعة من الشعب وثقت به وانتخبته كممثل لها وإنما يدل كلامه على أنه لا يعي ما يقول ولا يعنيه هذا القول فعندما يقول عن المحافظ بأنه »أباح الفساد وأحل الهدر ولا يعمل بالقوانين« ولا ندري على ماذا يستند في كل اتهاماته تلك؟!. لقد وصل إلى حد قوله بأن المحافظَ "مصاص دماء وأنه خائن" ولا نعلمُ من أي قاموس أخذ هذه الألفاظ؟، وهل يعلم ما تعنيه هذه التهم؟، وما معنى الخيانة؟!، وما عقوبتها وما عقوبة من يتهم الغير بها وبدون دليل؟!. إننا نستغربُ أن يكونَ الكلامُ هذا صادراً عن برلماني معروف مطلع على القوانين له الحق في مساءلة أعضاء الحكومة فهل يقوم بهذه المهمة دون الاستناد إلى دلائل ومستندات قانونية؟!. إننا ونحن نكن للأخ النائب كل التقدير والاحترام نتساءل عن الدافع لما ورد في كلامه وهل هو شخصي أم أن هناك دوافع أخرى يعلمها ولا نعلمها؟، أم أنه استغفال لشريحة كبيرة من أبناء محافظة الجوف واعتقاد أنهم لا يعرفون ما يجري في محافظتهم؟!. وللتوضيح أكثر كان يجب أن نشيرَ إلى بعض ما ورد من اتهامات مضللة على لسان هذا النائب ونفندها:- قال: "إن محافظ محافظة الجوف يمارس الفساد المالي والإداري ويستحوذ على المستحقات والنفقات وحقوق الناس والمكاتب، متجاهلاً بأن هناك موازنة تشغيلية تقوم المحافظة بإبلاغ المديريات بمخصصاتها على مستوى الأبواب والفصول والبنود وأن الصرف يتم من قبل مدير عام المديرية، وأن هناك موازنة تشغيلية للمكاتب التنفيذية تصرف من قبل المدير العام المختص فكيف يتم الاستحواذ على هذه المخصصات من قبل المحافظ." وقال: "بأن المحافظ يستحوذ على حقوق الناس" فنطلب منه توضيح كيفية ذلك هل هو عن طريق قطع الطريق؟!، أم ماذا؟!. وقال أيضاً: "بأن المحافظ رفض اعتماد الوحدات الحسابية في المديريات"، وهذا القول يدل على أنه لا يدري عن أمور المحافظة شيئاً إنما يستقي المعلومات عن طريق السماع، فالوحدات الحسابية موجودة في كل المديريات منذ فترة طويلة وما عليه سوى النزول ليتأكد من ذلك. قال أيضا: "بأن المحافظ استغل الأجهزة الإشرافية والرقابية وألغى دورها، وأنه تحايل على الأجهزة الرقابية والمحاسبية"، وهذا القول يدل أيضاً على تجاهله وعدم معرفته بمهام واختصاصات السلطات، فالجهاز التنفيذي والمركزي أو المحلي له مهامٌ واختصاصاتٌ محدودة وغير قادر على التدخل في مهام الجهاز الآخر. فكيف يستطيع المحافظ أن يستغل تلك الأجهزة ويلغي دورها؟!. أشار إلى مشكلة التوظيف في المحافظة وما أسماه بيع الدرجات وأن المحافظ قام بتوظيف ابنته وأقاربه وأن أبناء الجوف حُرموا من هذه الدرجات وأن مدير الخدمة وظف أقاربه وتم بيع الدرجات بإشراف المحافظ وتم التوظيف بشهادات مزورة... الخ من الشتائم والاتهامات. فنحب أن نوضح له وللقارئ الكريم التالي: إن الدرجات المعتمدة لمحافظة الجوف هي (591) درجة فقط موزعة بين المكاتب التنفيذية والإدارية المحلية وأن التوظيف يتم حسب القانون وبموجب القرار الصادر من رئاسة الوزراء رقم (40) لسنة 1990م، والقرار رقم (138) لسنة 2003م وتعميم مجلس الوزراء رقم (1) لسنة 2004م وقرار وزير الخدمة المدنية والتأمينات رقم (52) لسنة 2003م. وأن التوظيف تم عن طريق المفاضلة وفق خطط احتياج من المكاتب التنفيذية المعنية وأنه تم استيعاب أبناء المحافظة فيما عدا التخصصات غير المتوفرة بين أبناء المحافظة ولا يوجد متقدمون لشغل هذه الوظائف منهم مثل تخصص الطب العام في الدرجات الصحية والتخصصات العلمية في درجات التربية. وقد بلغت نسبة التوظيف من أبناء المحافظة من إجمالي الدرجات (72٪)، (82٪) من محافظات أخرى وهم يمنيون ويحق لهم التوظيف ما دامت الشروط القانونية تنطبق عليهم ومن يتحدث بمثل هذه اللغة ينطلق من مبدأ غير وطني ومناطقي بحت، وللعلم فقد تستعين الدولة بموظفين من خارج البلاد عندما لا توجد تخصصات مطلوبة ومتوفرة من أبناء الوطن. أما كلامه غير المنطقي بأن المحافظ وظف ابنته وأقاربه فعليه أن يتحرى حتى لا يفقد المصداقية بين من يمثلهم وليعلم بأن المحافظ ليس لديه بنات في سن التوظيف. أثير منصور احمد سيف ثانوية عامة وزائد دورة سكرتيرية... وقوله: "بأن المحافظ لم يأخذ بقرارات لجنة التظلمات" قولاً عارياً من الصحة، فاللجنة الخاصة بالتظلمات خرجت بجملة من توصيات تم الأخذ بها كاملة. اللجنة التي شكلها و اشرف عليها لتنفي ما يريد وهل يرجو الحمل رأفة الجزار... اللجنة التي شكلها نقلت من الصحيفة والتي تم الإعلان فيها إلى أوراق بياض وضرب بتقير وتوجيهات الوزارة عرض الحائط... إننا نرحب بالنقد البناء والذي يدعو لمعالجة الاختلالات والنابع من الحرص على المصلحة الوطنية والتي لا تحركه نزعات شخصية أو تصفية حسابات، ونستهجن الاتهامات الباطلة والمضللة والتي لها دوافعها المشبوهة والخارجة عن القيم والمبادئ والثوابت الوطنية، كما أن أبناء الجوف بصفة خاصة واليمن بصفة عامة يدركون مسؤوليتهم ولن يقبلوا بأي حال من الأحوال المساس بحقوقهم ومصادرتها. وعليه أن يعي أن النقد البناء والمسئول لا يجرح أحداً وكل مواطن يمني قادر على حماية حقوقه وحرياته وخاصة في ظل الديمقراطية التي أنعم الله علينا بها بقيادة الزعيم المناضل الحر/ علي عبد الله صالح حفظه الله. إن العارفين بمحافظة الجوف ومن عاشوا فيها يدركون تماماً الفرقَ في المحافظة قبل تولي الأخ/ منصور أحمد سيف زمام المحافظة وما تحققت فيها من إنجازات واضحة للعيان حتى الآن، سواء في مجال المشاريع التنموية في القطاعات المختلفة أو في مجال الأمن والاستقرار في المحافظة وما أحدثه من إصلاحات إدارية لا ينكرها أحد، والكل يعلم أنه قبل وصوله إلى المحافظة لم يسمع أحد بوجود هيكل إداري أو مكاتب تنفيذية مستقرة، ولسنا هنا بصدد أن نعدد ما تم إنجازه في هذه الفترة فالمجال لا يتسع لذلك وهو معروف بوطنيته وإخلاصه ونزاهته ولن يزايد عليه أحد. فقد شهدت المحافظة حركة تغيير وتطوير فعلية إلى الأفضل رغم العراقيل التي تواجهها قيادة المحافظة وهي كثيرة ومن ضمنها تدخل بعض أصحاب النفوذ وإعاقتهم لحركة التغيير والتطوير ومنهم هذا النائب ولدينا عددٌ من التوصيات والرسائل غير القانونية بخطه إلا أننا لن نحذوَ حذوَه في كيل التهم والشتائم للآخرين. ونؤكد احتفاظنا بحقنا في اللجوء للقضاء لإجلاء الحقيقة وكلٌّ يقدم ما لديه من مستندات ووثائق والقضاء هو مرجعيتنا جميعاً في الفصل في مثل ذلك. والله من وراء القصد..