تصوير: عبد الولي الطوقي التئم فيه حشد كبير من الفنانين والموسيقيين والمهتمين وأعضاء السلك الدبلوماسي صباح اليوم بصنعاء في حفل افتتاح "البيت اليمني للموسيقى"، وإشهاره رسمياً، كأول بيت يهتم برصد وتوثيق الأغنية الشعبية اليمنية الخاصة ب"بالزراعة والعمل والصيد البحري، وأغاني البحر والرحل، والرعاة، والحرفين، والمواويل، والزفات، والزوامل، والأناشيد الصوفية والموالد، وأغاني الأعراس والزفاف، وما سواها من موروث اليمن الشعبي. وفي كلمة حفل الافتتاح- قال خالد الرويشان- وزير الثقافة- أن وزارته تعد لإنشاء معهداً للفنون بصنعاء في إطار استراتيجية وزارة الثقافة في الإسهام والارتقاء بكافة الفنون الجملية، وتشجيع المواهب الفنية، والدفع بواقع الحركة الفنية اليمنية على وجه عام. وأكد خالد عبد الله الرويشان أن وزارته ستعمل على دعم وتوثيق كافة ألوان الموروث اليمني من صعدة إلى المهرة دون استثناء، معتبراً أن الاحتفال بإشهار البيت اليمني للموسيقى بهو"الخطوة الأولى"،مشيراً إلى أنه: ليس من المستحيل أن يسير الإنسان في الفضاء- في إشارة إلى أن إنجاز أي عمل لابد أن تتوفر فيه الإرادة والعزيمة والإصرار على تحقيق أي إنجاز. وثمن الوزير الدور الكبير الذي أطلع به فؤاد الشرجبي – مؤسس ومدير البيت اليمني للموسيقى وإقدامه في شجاعة نادرة على تأسيس البيت، والعمل على توثيق التراث اليمني والحفاظ عليه من الاندثار، منوهاً أن الموسيقى ركن أساسي في الموسيقى اليمنية وأن الشرجبي قد أستطاع أن يكون سباقاً، وأن يقدم نموذجاً لفنان رائع يهتم ويحترم الموسيقى والفن والتراث، ويترجم على أرض الواقع المعاني الإنسانية والروحية للموسيقى باعتبار اليمن منبع جذورها وانتشارها وهي خير سفير للعالم. من جهة الفنان محمد حسين عطروش – رئيس مجلس أمناء بيت الموسيقى قال: أشعر بالفخر والاعتزاز والامتنان وأنا أقف أمام نخبة من الفنانين والمبدعين ورواد الفن في مناسبة كهذه، مشيراً إلى أن البيت قد أسس نتيجة أفكار متزاحمة وطموحات سابقة منذ سنين راودت الفنان الشاب فؤاد الشرجبي، وقد جاءت اللحظة التي يرى البيت النور بإطلالته الجديدة وهندسته الغنية الجوهرية البارزة في أركانه وأدواره وطلائه وأسطحه التي يمكن أن يطل الإنسان منها إلى عالم الجمال والفن وآفاق النماء والتراكم المعرفي الملازمة للحياة العصرية التي نعيش بدايتها والتطلع إلى آفاقها الواسعة. وأكد عطروش أنه ومن خلال موقعة في مجلس الأمناء سيعمل على ترجمة أهداف البيت والعزم على الوصول إلى كل ما يعزز ويرتقي بالفن والموسيقى على وجه الخصوص، مباركاً جهود الفنان فؤاد الشرجبي وكفاحه الفني المعهود الذي أخرج البيت إلى حيز الوجود. أما فؤاد الشرجبي- مدير ومؤسس البيت اليمني للموسيقى - فقد عبر عن اعتزازه بالتئام جمع غفير من المبدعين للمشاركة في حفل إشهار البيت معتبراً الحشد الهائل قد عكس الصفات النبيلة لاهتمامهم ووفائهم للفن والموسيقى، وان تلك الصفات تنم عن الجمال والصفاء والإسهام بالدفع بالموروث اليمني إلى واجهة الساحة الفنية اليمنية والعالمية، شاكراً جهود خالد الرويشان ودعمه وحضوره حفل الإشهار. هذا وكان الأخ خالد الرويشان وبحضور الشرجبي وعطروش وعدد آخر من المهتمين بالتراث والموسيقى وفي مقدمتهم الأستاذة أروى عبده عثمان- مديرة بيت الموروث الشعبي بصنعاء- قد أزاحوا الستار عن لوحة البيت اليمني للموسيقى، وقام الوزير الرويشان بقص الشريط وطافوا بأقسام البيت، واستمعوا إلى شرح تفصيلي من قبل مدير البيت عن أهداف الأقسام المختلفة. كما شمل حفل الإشهار عرض فلم تسجيلي الكتروني (حائطي) عن تاريخ وأهداف البيت، وتأريخ وتطور الموسيقى وأهميتها الروحية كموسيقى عابرة الحدود والعصور وفواصل الثقافات والجغرافيا والهويات، التي تتسرب إلى أغوار النفس البشرية بلا ترجمان. كما شمل حفل الافتتاح أن أدى عدد من شباب البيت أغنية "رسالة السلام" بثلاث لغات، الفرنسية والعربية والألمانية.. وفي نهاية الحفل تم توزيع الهدايا على الحاضرين والتي كانت عبارة عن شريط يتضمن أغان شعبية للفنان الكبير عبده الباسط عبسي، وآخر" قرص سي دي CD مضغوط يشرح بالصورة والصوت نشأة وتطور البيت اليمني للموسيقى، وكذلك الموسيقى وعملية جمع وتوثيق بيت الموسيقى للموروث اليمني. هذا وكانت فرقة الجاز الأمريكية قامت يوم 27 فبراير الماضي بزيارة الى "البيت اليمني للموسيقى"، وأبدوا خلال زيارتهم إعجاباً منقطع النظير بالإيقاعات والأنغام الموسيقية اليمنية التي وصفوها بأنها "كنز مغمور" وأنها أصل كل الموسيقى التي استمعوا إليها في الشرق الوسط والبلدان العربية التي زاروها. وخلال الزيارة قال عازف الدرام جون إليفن- رئيس الفرقة: لقد زرنا الكثير من الدول العربية ودول الشرق الأوسط إلاّ أننا شعرنا اليوم أن الموسيقى التي سمعناها في الشرق الأوسط والبلدان العربية تعود إلى اليمن، وهذه حقيقة نقولها، مؤكداً: لقد عشنا في جو لم نعشه من قبل ، ولم نتخيله من قبل ، وعشنا أحاسيس صادقة، ونغمات تحسسها وجداننا أكثر مما سمعتها آذاننا. وأشار إلى أن: الموسيقى اليمنية غنية جدا، وبحاجة إلى بحث وسماع أكثر، فهي كنز مغمور تذكرنا بطفولتنا، وبألعابنا يوم كنا صغارا، وبالإيقاعات الإفريقية وبأشياء كثيرة مرت بحياتنا. وفيما وعد فريق الجاز الأمريكي بتقديم الدعم العلمي والموسيقي بادر البيت اليمني للموسيقى بإهداء الفرقة آلة عود يمنية، على أمل أن تتعزز جسور التواصل بين الجانبين.
