سمع رجل مؤمن أن الناس يعبدون شجرة فذهب وفى نيته قطعها وتحطيمها ولكنه وجد الشيطان عند الشجرة ،ويدور بينة وبين الشيطان حوار ينتهي بصراع بينهم ، وامسك إبليس بخناق المؤمن ، وقبض المؤمن على قرن الشيطان ، وتصارعا طويلا وانتهت المعركة بانتصار المؤمن،سقط الشيطان على الأرض وجلس المؤمن على صدره وقال له : هل رأيت قوتي ؟ واعترف الشيطان بهزيمته وترك المؤمن ، وكان المؤمن قد تعب من اثر المعركة فرجع إلى بيته واستراح ليلته . فلما كان اليوم التالي حمل فاسه وذهب يريد قطع الشجرة ويخرج له إبليس من خلفها وتكرر الصراع بينهما بانتصار المؤمن لأنه قال له سوف أغلبك دائما بأذن الله ، واعترف الشيطان بهزيمته فأطلق المؤمن سراحه وذهب إلى بيته ليستريح ، وطلع الصبح وذهب إلى الشجرة وهناك قابله الشيطان وتكرر ما حدث قبل ذلك . هنا فكر إبليس لحظه ورأى أن المصارعة والقتال مع هذا الرجل طريقة غير مضمونة ، وان الطريقة التي يمكن أن تنجح هي الحيلة ، لهذا تلطف إبليس مع المؤمن وقال له بصوت الناصح المشفق : اترك قطع الشجرة وأنا أعطيك في كل يوم دينارين من الذهب وتعيش في أمن ورخاء وسلامة ، وتردد الرجل المؤمن ولكنه وافق أخيرا ، وانصرف لبيته وصار يستيقظ كل صباح ويمد يده تحت المخدة فتخرج بدينارين من الذهب ومضى شهر على هذا الحال إلى أن جاء يوم د س يده تحت المخدة فخرجت فارغة وعلم أن إبليس قطع عنه المعونة ، ونهض واخذ فاسه وراح يقطع الشجرة فتصدى له إبليس واشتبك في صراع انهزم فيه المؤمن ، وسأل الشيطان فقال : اخبرني كيف تغلبت عليّّ . قال له إبليس : لما غضبت لربك وقاتلت لله غلبتني ، ولما غضبت لنفسك وقاتلت لنقودك غلبتك ، لما صارعت لعقيدتك صرعتني ، ولما صارعت لمنفعتك صرعتك . * دكتواره فى القانون الدولى العام ومستشارة قانونية