إخلاص النية لله وحده أمر متعين في كل عمل، فهو أحد شرطي قبول العمل، فإذا لم يكن العمل خالصا لله عز وجل كان باطلاً مردوداً على صاحبه، ويتجلى ذلك في قول الله عز وجل في الحديث القدسي: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه) . والإخلاص قد تعرض له أمور لا يتحقق معها وأشدها وأعظمها خطراً الرياء الذي هو الشرك الخفي، فكم أفسد الشيطان على بعض الناس أعمالهم حينما أتاهم من هذا الباب الخفي فإن الرياء خطره عظيم قد يدخل في نية الإنسان وهو لا يشعر ومما يبين خطر الرياء ما ثبت في حديث الثلاثة الذين أول من تسعر بهم النار مع أنهم قارئ القرآن والمتصدق والمجاهد لكنهم لم يريدوا بها وجه الله وحده، فقد كان راوي الحديث أبو هريرة رضي الله عنه إذا أراد أن يحدث به أصابه الإغماء وسبحان الله، غالبا ما يكون المراؤون أبعد الناس عن السمعة والثناء الذي أرادوه وطلبوه فكثيراً ما يموت ذكرهم ولا يثنى عليهم فعوقبوا بنقيض قصدهم وكثيراً، ما ترى المخلصين الذين هربوا من الرياء ودواعيه وحرصوا على إخفاء أعمالهم، أنهم الذين يذيع صيتهم ويثنى عليهم ويبقى ذكرهم فمن ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه والمسلم يجتهد ويجاهد نفسه ويعالجها من الرياء ودواعيه ليفوز بالرضى وينجو من العقوبة فإن السلف رحمهم الله كانوا يجاهدون أنفسهم في تخليصها من الرياء فها هو سفيان الثوري رحمه الله يقول (ما جاهدت شيئا أشد علي من نيتي). ثم إنه لا ينبغي للمسلم أن يرمي الناس بالرياء ويتهمهم به فتلحقه عقوبة الله بإيذائه لإخوانه المسلمين فأحد السلف يقول حرمت قيام الليل ستة أشهر وما ذاك إلا أني رأيت رجلاً يبكي فقلت هذا مرائي. اسأل الله أن يجعل أعمالنا خالصة له وحده. سعد بن ابراهيم