باريس سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    مذكرات صدام حسين.. تفاصيل حلم "البنطلون" وصرة القماش والصحفية العراقية    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    كيف حافظ الحوثيون على نفوذهم؟..كاتب صحفي يجيب    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    قيادات الجنوب تعاملت بسذاجة مع خداع ومكر قادة صنعاء    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    الدوري الانكليزي الممتاز: ارسنال يطيح بتوتنهام ويعزز صدارته    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العلامة الشيخ "الزنداني".. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    على خطى الاحتلال.. مليشيات الحوثي تهدم عشرات المنازل في ريف صنعاء    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    الفنانة اليمنية ''بلقيس فتحي'' تخطف الأضواء بإطلالة جذابة خلال حفل زفاف (فيديو)    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خواطر قصيرة ... تكتبها: فايزة البريكي
نشر في نبأ نيوز يوم 09 - 06 - 2007

وصلت إلى مسامعي عبر الأثير نداءات خافتة تناديني من على بُعد مسافات ،، لم أدرك يومها أو ليلتها بأنني على موعد مع القدر، ذلك القدر الذي غيرّ فينا ولم نتغير،، أو أننا فعلا تغيرنا ولكن لا نريد الاعتراف بذلك ونرمي بعجزنا على الزمن ونلومه وننسى بأننا من يُغير الزمن رغم ثباته نُحوله من برئ إلى متهم ونُدينه باتهامات شبه جاهزة لكي نُخفي جريمتنا في التجني عليه ونُسميه مجرما خائنا وعائبا وما العيب إلا فينا كبشر..
يقولون أن هذا الزمن زمن أغبر ولكن رأي في الزمن دائما أنه لا يتغير إلا للأفضل فهو يتحول ويتسع وتتسع مداركه لتثبت لي مع الأيام بأن كل زمن عشته وتعايشت معه رغم مراراته فهو الأجمل، لأن الوجوه تتغير والساعات الأخيرة من كل لحظات جميلة تلفظ أنفاسها بداخلنا لكي تحول مسار من نعرفهم ونتعرف عليهم إلى جهة أخرى غامضة في دائرة نلف حولها ونُحيطها بسياج من السواد القاتم ونقف مذهولون لأننا لا نعرف لماذا وكيف حدث هذا؟ وننسى أيضا بأننا من رسم ذلك السواد وخط البياض الباهت ونقول (آآآه منك يا زمن يا عياب) ومن ثم نتركهم أو يتركوننا ومن نلتقي بهم هم في الأصل الوجه الحقيقي لهذا الزمن!!!
***************
ما أروع أن نبكي على فراق أحبتنا ونتعذب لبعدهم عنا لأنهم تركوا ذكرى جميلة في حياتنا وأثرا طيبا في نفوسنا ولم يرحمنا الزمن هنا أو أننا لم نرحم أنفسنا وافترقنا أو قررنا أن نفترق حتى نعيش واقعنا ونبتعد عن ما يسمى بالحب الغير متكافئ مع أنني لا أومن بما يسمى بتكافؤ الحب ولكن أؤمن جدا بتلاقي القلوب وكسر كل الحواجز لينتصر الحب في الأخير على أن لا ابني سعادتي على تعاسة آخرون وأُبرر تحت مسمى الحب بأن أكون صاحبة الحق في كسر كل القيود وهدم البيوت والدخول عليها من نوافذها.
لا أؤمن بالفوارق الشاسعة الشكلية إذا كان من أُحب يستحق تلك التضحية لأن الحب أساسه التضحية في كل شئ لأجل شئ واحد وهو الحب الصادق الذي يتوج بعلاقة أسرية مبنية على التفاهم وتكوين أسرة لا نزوة تنتهي بإسدال الستار عن أول ليلة لتتحول إلى مفاجآت نحن في غنى عنها، فالحياة تسقينا يوميا الكثير فهل سنبحث عن المزيد عندما نُقرر مثلا الاستقرار؟ لا أعتقد
ورغم كل ذلك فإننا في آخر لحظاتنا نستسلم لقوانين هذه الفوارق، فأين الخطأ؟ ومن المخطئ؟ ولماذا بدأنا إذا كنا نعلم يقينا بأن قوانين البشر بداخلنا ستفرقنا وليس الزمن الذي كنت ومازلت أُبرئه رغم رمي حملنا الثقيل على أكتافه لمجرد أننا فشلنا مع قلوب لم تُسحر قلوبنا للأبد بل خرجنا منها عودة غير حميدة بلا رجعة ولا محاولات أكيدة للرجوع.
***********
وما أ صعب أن نبكي على أننا تعرفنا يوما على بعضهم وأحبونا وأحببناهم وتمنينا بأننا لم نعرفهم وندمنا على حبنا لهم، الفرق شاسع بين شعور بالألم والعذاب والفراق لأجل الحب ولأجل من أحببناهم، وشعور آخر أشد مرارة وهو أن يتحول هذا الحب إلى ندم سخط وكراهية ولوم على النفس التي انجرفت خلف أهوائها لم تكن إلا مجرد سحابة صيف لا تترك تأثيرا أو قد تهب كعاصفة رياح قوية تمر لسويعات لتجرف وتقتلع كل شئ أمامها تاركة ومخلفة ذكريات سيئة لأيام لم ولن تكن إلا دموع حسرة سجلت على دفتر الذكريات أسوأ الذكريات وكتب باللون الأحمر كتحذير وندم وعتب هامس عبارة (ليتني لم أكن هناك وليتكم لم تحبوني ولم تعرفوني وليتني لم أحبكم).
****************
هي الحياة بكل ما فيها، جميلة رائعة بالرغم مما يغلب عليها من التقلبات المناخية التي تسيطر على أذهاننا وتُغير مزاجياتنا وتتركنا نعصف بأرواح سكنت بداخلنا لأننا فقط لم نكن على مستوى ذلك الحب الراقي التي تتوق إليه الأنفس في زمن أصبحت فيها كل الأنفس مجردة من قدسيات الحب الجميل والمشاعر الصافية التي طالما قرأنا عنها وسمعنا عن أسطورياتها ولكننا لم نعش إلا جزء بسيط منها ينتهي بانتهاء حلم تلك الأسطورة التي قرأناها في سطور.
**************
رحلتي مع الحياة رغم صعوبتها وتقلباتها وصعودي إلى القمة مرات بعد العثرات والتعثرات كانت جميلة ومازالت، وجمالها لا يكمن في حياة الرفاهية التي أعيشها بل أن الرفاهية هي التي تلعب الدور الأكبر في إلغاء كلمة الحب من قاموس حياتنا بل تقتل بداخلنا كل الأشياء الجميلة وتحولنا إلى مجرد آلات نصنع من الآلة بشر ونمد القلوب بمشاعر صناعية بعيدة عن الفطرة الإلهية التي حبانا الله بها ونحول دقات قلوبنا الجميلة المرهفة من عشق أبدي إلى خوف متواصل وقلق يخنق ميلاد الحب قبل خروجه إلى رحم الحياة.
نسعى فيها للوصول إلى القِمة، قمة الحياة التي يسعى إليها البشر ضاربين بكل مشاعر الحب جنب الحائط بحثا عن قمة تختلط فيها المصالح مع الحب ونواصل الصعود إليها أو البحث عنها على أكتاف غيرنا وكله تحت مسمى الحب الذي يبدأ يحُيك مؤامراته تحت مسمى الغرام الزائف لكي يصعد إلى قمة الهرم البشري لهذا العقل أو الروح أو الجسد ويُبرر لنفسه ويعطيها الحق للوصول والتواصل أيضا تحت مسميات عديدة ما هي إلا ستار لنيات أخرى يبكي فيها الحب لأنه تم استخدامه في منطقة تكاد تكون معدومة الوجود والتواجد في أطرافها ويومياتها وسمو ورقي أخلاقياتها والهدف السامي الذي خُلق لأجلها، ولكن الأجمل في أن نصعد إلى القمة بتسلق صعب ، بخطوات هالكة، بشعور بالألم نتزحلق أحيانا لكي نفكر ونفكر لنبحث عن طريقة أخرى تُعيدنا إلى تسلق القمة خطوات للأمام على أن لا ننظر خلفنا مع كل صعود أو هبوط حتى لا نجدها وقد وقعت في فخ الصعود إلى الهاوية ولا نستطيع التسلق مرة أخرى مهما كانت درجة معرفتنا لدهاليز ومخابئ المكان في الصعود فالهمة للصعود إلى القمة كالمرات الأولى لم يعد لها مكان، لذلك فالخطأ أن نستخدم عضلاتنا وإمكانياتنا المادية لكي نصل ولا نُسخر عقولنا وتجاربنا وإرادتنا القوية التي هي في صلابتها أقوى من أي وسيلة أخرى للصعود إلى القمة.
*************
الحب وما أدراكم ما الحب، كنت ومازلت أدرك أهمية تلك المشاعر الروحية في حياة كل واحد فينا، ولكن الغريب بأنني لا أسعى للبحث عنها ربما لأنني وجدت أن نظرتي للحب قد تغيرت، ونظرتي للحياة لها معايير ومقاييس لن يفهمها غيري، ورحلة البحث ستطول والبحث عن الحب المجهول في زمن حوّله أصحاب القلوب المريضة إلى زمن أغبر أصبح أيضا من المستحيلات،
ولربما بأننا في المجتمعات العربية لم نصل إلى قمة الحب ومعرفته إلا عن طريق الكتب والقصص والشعراء الذين عشقوا حتى الموت لأنه لم يكتب لهم القدر أن يلتقون بمن أحبوا ونسجوا المعلقات لأجل غرامهم لحبيباتهم ودخلوا التاريخ بقصص عشقهم التي سحرت القلوب وأسرت الأرواح وتركتنا نعيش على أطلالها بقايا حطام نتحسر أن يكون لزمن الحب زمن آخر لن يعود نبحث عن حتى القليل بما نتشبه به لذلك الحب في ذلك الزمن لنقول لازال للحب بقية في زمن الإنسان فيه أصبح مجرد بقايا إنسان!!!
بعكس الزمن اليوم الذي أصبح الحب واقفا على الأبواب ينتظر أول طارق له لكي ينطلق بغض النظر عن الأسباب والمسببات وربما التفكير في النهاية كيف ستكون، فضعنا وضاع زمن الحب الجميل وسط زمن جميل تحول إلى أغبر لأننا من لوّثه بأنفاس خانقة غير نقية بعيدة عن مسلمات الحب ومعانيه الجميلة الراقية، وبين عقليات أصبحت تنظر للحب على أنه مجرد مرحلة للترفيه عن النفس ولتقضية أو تعبئة أوقات فراغ أصبح الحب بضغطة زر يبدأ وينتهي ويواصل رحلة البحث عن غريق آخر وقلب ليس خال بل يحاول أن يملئه بالمزيد من أزرار الحب خلف سيمفونيات الأسلاك الكهربائية الحارة التي تبدأ بحرارة الأضواء وتنتهي بضربة صاعقة تحرق وتتلف كل جميل بدأ وأنتهي قبل حتى أن نعرف كيف بدأنا وهل انتهينا ؟ ولماذا انتهينا ؟ أم أنه لازالت هناك نهائيات أخرى خافية مخفية تنتظرنا؟؟؟
******************
كتبت كثيرا ولازلت عن السياسة وعن الحب وعن الاقتصاد وعن علم الاجتماع وفي الأدب والفلسفة وأعشق علوم أخرى ودرستها ولازلت أواصل دراسات أخرى لا علاقة لها بأعمالي إطلاقا، ويقول المقربون مني وأصدقائي بأنه يكفيني شهادات ودراسة فماذا سأفعل بالشهادات وأنا لا أحتاج إلى وظيفة وراتب، يااااااه حتى العلم أصبح يقاس بالمادة ويُفصل بأسعار وفي نظري واعتقادي بأن العلم جهاد والعمل جهاد والصبر والحياة في الغربة أيضا جهاد، وجهاد على النفس عندما تُغذيها بالعلم والمعرفة تنفع بها نفسك وتنفع بها غيرك وتُشعل الأنوار في طريقك وتُحصنك من غدر الأيام وتقلبات الحياة ومن الوقوع في المحرمات وتزيين طريق الأشواك والرغبات وليست شهادات للتفاخر أو وضعها على براويز في الجدار كمعرض لكل من دخل وخرج نخبرهم بطريقة غير مباشرة بأننا متعلمين وجامعيين وحصلنا على أعلى الشهادات.. ففي بيتي ومكتبي بل وجميع مكاتبي لم أعلق يوما شهادات دراستي ولا خبراتي ولا الدورات التي حصلت عليها بما يقارب 70 دورة حول العالم في المهارات الشخصية والتدريبات الذهنية والقيادة والإدارة ولغة الجسد والتخاطب الروحي والمحاسبة والتمويل الإسلامي والعلاقات الدولية وشؤون الموظفين وووووووووالخ لأنني أعتبر علمي مجدا لنفسي ولعائلتي ولأولادي تعلمت لهذا السبب لم أتعلم لكي أظهر للناس بأنني قد أصبحت في مصاف المتعلمين الجامعيين لأن هذا الإحساس يعتبر أحساس نابع عن الشعور بالنقص وليس بالكمال فكمالي ينبع من الداخل من ثقتي في نفسي وأهدافي في الحياة وكفاحي لأجل تحقيق طموحاتي لأنني لا أنافس أحد بل أنافس فايزة البريكي نفسها لان كل يوم لي متطلب وطموح جديد لن يكبحه إلا نفسي عندما تتراجع ...
******************
كتبت أيضا ولازلت أكتب وربما ستخرج قريبا مؤلفات إلى النور دفعت فيها سنوات من عمري وأنا أكتب وأُدون وأقلب صفحات لكي افتح صفحات أخرى.
أكتب في أي وقت وكل وقت أجد أن القلم أصبح رفيقي الوفي، أكتب في الطائرة وأكتب في السيارة وأحيانا أكتب قبل النوم وأعشق الكتابة في الليل أكثر من النهار.
تتفجر قريحتي في جو ممطر غائم وما أكثر السحب والضباب في مدينة الضباب لندن التي أعشقها حتى الموت لأنها ساعدتني بأن أواصل أن أكون مثلما أحببت، تتفجر قريحتي مع موسيقى خافتة من بعيد وبالذات مقطوعات الموسيقار الأمريكي الشهير من أصول يونانية الرائع ( ياني ) التي تملأ مكتبتي الموسيقية من بداياته وحتى نهاية آخر معزوفات له، فهو يسحرني بموسيقاه الهادئة الراقية وأحب الاستماع إلى كل فن جميل راق هادئ بعيد عن كل ما يشتت ذهني وأضواء شموع أكاد لا أرى فيها إلا الورقة البيضاء والقلم في يدي، أكره الاضاءات الكثيرة لأنها تستفزني، تُخرجني من طوري وأكره الضجيج والإزعاج كل شئ حولي هادئ ورومانسي وجميل يعكس نفسيتي من الداخل حتى أثناء عملي لا أحب الفوضى وعدم الترتيب ووقع الأصوات في مكاتب الموظفين، كل شئ حولي يمر سريعا مرتبا ولكن هادئا مع كل الحماس الذي يشع في وجوه من يعمل معي.
*******************
مزاجيتي في الكتابة صعبة جدا كالحياة عليها قيود بالرغم من أنني لا أتقيد دائما بالقيود، أطلق لعنان نفسي الخوض في دهاليزها رغم غموضها وحظر أسرار أغلب عناوينها وأرفض البُعد عن ما أكتبه عن الواقع، أعشق الواقعية رغم قسوتها وأعشق الكتابة عنها رغم الخطوط الحمراء التي رسمناها في كل صفحة وستكون كتاباتي وبداياتي وليست نهاياتي لان الكتابات الصادقة لا تنتهي والقلم الجرئ الحر لا يموت حتى لو دفن جسدي تحت التراب لأنني أؤمن وعلى يقين بأنني لم أكن وحدي عشت ولازلت كغيري من البشر طاقة كامنة مدفونة لم تتفجر ولم تُفرغ ما عندها بل التجديد اليومي والصدف والمواقف تكون هي تلك العلامة البارزة لكل موضوع جديد.
****************
الآم لم تتحدث بعد، وقلوب تنبض بالحب لم تتوقف ، وأقلاما نزفت وتنزف من واقع نرفض أن نُقاومه مع أنني أعشق التحدي مع نفسي لأن نفسي صعبة ونجاحي في كيفية التغلب عليها بكل قسوتها وطيبتها وصلابتها ورقتها والتناقضات الكثيرة التي تجمعني أشعر بأنني قطعة من أجزاء أخرى بعيدة عني لم تستطع أن تلتئم معي لأنها لم تكن صادقة معي من الأساس فانفصلت عنها انفصال الجسد عن الروح والقلم عن الفكر والمكان بتفاصيل العنوان والزمان والأحداث، وأصبح الرجوع أو العودة إليها يبقى في عُرف مبادئي من المستحيلات لأني أرفض التقسيم المبدئي ولا أقبل في الحب إلا بالكماليات في المشاعر والمبادئ لكي تتصل لتصل لا لتفترق وتنفصل..
***************
وكتبت ولازلت أكتب عن تجارب واقعية رغم مشاغلي التي تحيطني من كل جانب ألا أنني أشعر بأن لحظات الاختلاء بالنفس هي أجمل لذة أشعر بها وهي الطاقة التي تمدني لبداية أسبوع جديد يختلف عن آخر بعيدا عن لغة الأرقام والتجارة ربما لأنني عشت في بيئة العمل فيها هو الأول ولا غيره والاحتياجات الروحية الجسدية والنفسية هي آخر مما نبحث عنه نحن العرب بالذات خاصة أننا نعيش في مجتمع غربي كل شئ فيه مباح ، وصرنا من هذا التحرر والإباحية في كل شئ نخاف فيه من أي شئ ، نخاف على أنفسنا من أنفسنا وليس من غيرنا لأن الجرئ واللهو خلف الملذات نهايته وخيمة بالرغم من احتياجنا له كبشر لنا طاقة حسية وروحية ومتطلبات ورغبات إلا أن الخوف من النتائج هي من تجبرنا على التصدي والإصرار على مواصلة الحياة بنقاوتها وعفتها بعيدا عن زيف بما يدعي به البعض ( أنا حر أو أنا حرة أفعل ما يحلو لي) كما هي تتغير ونتغير نحن حسب الموجود لا نبحث فيه عن الغريب التائه ولا عن الحاجة الروحية الذاتية إلا في البعد عنها خوفا من الوقوع في المحضور في مجتمع وبلد حتى المحضور يوضع في قالب الغاية تُبرر الوسيلة.
تمسكي بمبادئي يجعلني بعيدة كل البعد عن الانجراف خلف ما تهواه النفس وما تحب أن تستعرضه القلوب وتلهث خلفه الأجساد لأنني أؤمن بأن الإنسان ليس جسدا بل روحا وفكرا راقيا ومبادئ سامية يجب الحفاظ عليها حتى لو كانت تُخالف رغباتنا لأن الرغبة تنتهي بانتهاء الحدث وتبقي المحافظة على سمو الروح هي الأرقى على الإطلاق وأن المرأة عزتها وكرامتها في شرفها هو رأسمالها الوحيد الباقي تاجا على رأسها.
***********
هناك أُناس أحببتهم وأحبوني وهناك أناس أحبوني ولم أحبهم ولا أضع هنا مفهوم عدم حبي لهم لكي أُصنفهم في خانة الكراهية بل في خانة عدم استيعاب مدينة قلبي الصغيرة لحبهم الذي قد لا يفيهم حقهم فأنسحب لأنني لم أستطع العطاء والحب عطاء وان توقف فلم يكن يوما حبا بل مجرد ترانيم عزف تنتهي بلحظات التوقف عن العزف في لحظات نشعر فيها بأننا نُدغدغ مشاعر حب نائمة تستيقظ مع عزف بعضهم على أوتار قلوبنا الحساسة ولآخرين لا يجيدون كيف يحولون هذا العزف إلى سيمفونية خالدة في قلوبنا فنترك المكان بانتهاء لحظات العزف لأنها لم تكن تلك اللحظات الخالدة التي كنا نبحث عنها ، وهذا الفرق بين عازف ماهر يترك أثرا وآخر لازال يتعلم العزف على أوتار قلوب لا تهتز بمجرد وتر واحد ومقطوعة موسيقية تنتهي عندما يسدل الستار عن آخر حفل في مدينة لا يسكنها العشاق بمعنى العشاق.
لازال للحديث بقية..
ولازال للعزف المنفرد على أوتار القلوب موعد مع الزمن..
وسأكمل مقطوعتي هذه في رحلة قادمة يكون فيها للوقت متسع، وللحن أثر، وللحب صورة أخرى من صور الحياة ..
فكل سطر كُتب بألم... وكل حرف سُطر بسهم .. وكل تجربة كانت ولازالت هي المسرح الحقيقي لحياة عشتها وبعضها لازلت أعيشها..
فكونوا معي في أول الطريق لنكمل السيمفونية معا ونجعلها لحنا خالدا من ألحان الخلود في زمن أصبح فيه التخليد للمشاعر حبرا على ورق..
ونكتب دائما بدماء الضحايا أننا لم نكن إلا سحابة صيف في صيف حارق حرقنا ولم يحترق وأحترق معه كل شئ ..
لكم مني أجمل النغمات على معزوفة حب أسطورية لم تجد طريقها إلى الخلود بعد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.