في أوسع حضور عربي ويمني، شهدت العاصمة اليمنيةصنعاء صباح اليوم الاثنين افتتاح أعمال (المؤتمر الإقليمي الثاني لوقاية الأطفال من العنف والإساءة والإهمال)، الذي حشد إليه رئيس وزراء الحكومة اليمنية ثمانية من وزرائه، ورؤساء العديد من الهيئات والمؤسسات الراعية لأمن الطفولة، ليقفوا جميعاً وقفة إجلال لأصغر كائن بشري، يؤكدون تعهداتهم بضمان مستقبله بكل مقومات الحياة الإنسانية الكريمة. وخلال المؤتمر- الذي شارك فيه وزير الثقافة الدكتور محمد المفلحي، ووزير السياحة نبيل الفقيه، ووزير التربية والتعليم الدكتور عبد السلام الجوفي، ووزير الإعلام حسن اللوزي، ووزير الصحة عبد الكريم راصع، ووزير الشباب والرياضة حمود عباد، ووزيرة الشئون الاجتماعية أمة الرزاق حمد، ووزيرة حقوق الإنسان هدى ألبان- أكد الدكتور علي محمد مجور- رئيس الوزراء - على ضرورة توجيه الأنشطة والبرامج ذات العلاقة بحماية ورعاية الأطفال بما في ذلك مخرجات الأبحاث والدراسات نحو خلق مهارات واسعة ومتميزة لدى المهنيين والمهتمين بقضايا العنف والإساءة للأطفال وتحديدا المختصين في المجالات الاجتماعية والتربوية والتعليمية والصحية. ووصف رئيس الوزراء الأطفال بأنهم " أمل الأمة وسيكون بهم وعلى أكتافهم الدور المؤثر والفعال في نهضة ورقي بلداننا في المستقبل المنظور". وقال أن اليمن اتخذت الكثير مكن الخطوات الايجابية إزاء تعزيز حقوق الأطفال وقد تمثلت بجملة من الاستراتيجيات والخطط والبرامج الهادفة للارتقاء بأوضاع الأطفال في كافة الجوانب الحياتية، والتي بينها البرنامج الانتخابي للرئيس علي عبد الله صالح،ومصفوفته التنفيذية قد تضمنا العديد من المحاور الرئيسية الرامية إلى ضمان طفولة سعيدة وشباب قادر على المساهمة الفاعلة في مسار التنمية، مؤكداً رعاية الرئيس الكبيرة واهتمامه البالغ بقضايا النشء والشباب وتأكيد حقوقهم على كافة الأصعدة بما في ذلك رعايته لتجربة برلمان الأطفال حرصا منه على تحقيق الممارسة الديمقراطية في أوساط النشء وتجذيرها كسلوك حضاري يومي لدى صناع المستقبل. ودعا الدكتور مجور إلى تكامل الجهود والتنسيق بين مختلف الأقطار العربية تجاه قضايا الطفولة والاستفادة من التوصيات والقرارات الصادرة عن المؤتمرات والاجتماعات العربية المعنية بهذا الجانب على الواقع العملي، وكذا من تجارب البلدان الناجحة على المستويين العربي والدولي . وكانت الدكتورة نفيسة الجائفي- الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر- استهلت أعمال المؤتمر بكلمة وصفت فيها انعقاد المؤتمر بصعاء يمثل تعبيرا عن مدى اهتمام الحكومة اليمنية بحقوق الطفل والمضي قدما نحو حماية ورعاية الأطفال من مختلف أشكال الإساءة والعنف والإهمال، وانه يؤكد أيضا تبني اليمن لمراعاة حقوق الطفل بشكل عام، ورغبة الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني الجادة بالتعاون مع الجهات المعنية للخروج بمقترحات وحلول فعالة للحد من الانتهاك لحقوق الطفل. وتطرقت الجائفي إلى أهداف المؤتمر، وأهميته في دعم ومناصرة مبادرات وبرامج حماية الطفل، وكذا تنسيق الجهود والاستفادة من التجارب الرائدة على المستوي الوطني والإقليمي والدولي، وإكساب المشاركين مهارات ومعارف حول كيفية التعامل مع حالات العنف والإساءة، منوهة إلى ضرورة نشر البحوث والدراسات للاستفادة منها في وضع السياسات والخطط واتخاذ القرارات والخروج بقرارات وتوصيات لتطوير نوعية ومستوي التدخلات اللازمة لتوفير بيئة حامية للطفل. كما أشارت إلى أن الأطفال يمثلون على الصعيد اليمني نسبة (67.2) بالمائة من إجمالي السكان فيما يشكلون نسبة (50) بالمائة على الصعيد العالمي. ودعت إلى تعزيز العمل العربي والإقليمي المشترك في مجال حماية الأطفال وتوفير الإمكانيات اللازمة البشرية والمادية لبرامج حماية الأطفال، والعمل على وضع وإقرار التشريعات اللازمة والكفيلة بتوفير البيئة الحامية للأطفال والعمل على رصد ومتابعة تنفيذها، إضافة إلى نشر الوعي على مختلف المستويات حول مخاطر العنف وآثاره بمختلف صوره على واقع ونماء الأطفال وحياتهم. كما ألقى الطفلان فاطمة رشاد العليمي وعبد الله يوسف القاضي كلمة الطفولة التي رحبا في مستهلها بالمشاركين ، وأكدا على أن رعاية الأطفال يجب أن تأتي في مقدمة البرامج الحكومية، وأنه يجب أن يحضى شباب الغد بالاهتمام والرعاية في بيئة سليمة. واستعرض الطفلان العليمي والقاضي إنجازات الجمهورية اليمنية في مجال رعاية الطفولة، في نفس الوقت الذي أكدا فيه أن هناك معوقات يجب التخلص منها ، مشددان على دور وسائل الإعلام في تأكيد حقوق الطفولة كونهم يمثلون نصف الحاضر وكل المستقبل. وأكدا على ضرورة منح الأطفال على الدعم للحصول على بيئة خالية من العنف. من جهته محمد عبده الزغير، ألقى كلمة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية التي اعتبر انعقاد هذا المؤتمر بصنعاء يأتي متسقا مع الأهداف والتدابير الخاصة بالخطة العربية الثانية للطفولة بشأن حماية الأطفال، والجهود العربية والدولية لوقف العنف ضد الأطفال، وكذا مع جهود لجنة الطفولة العربية في جامعة الدول العربية للتصدي ومنع العنف ضد الأطفال في المنطقة العربية. وأكد الزغير حرص جامعة الدول العربية على دعم برامج وقضايا الطفولة كأولويات في العمل العربي المشترك . وقال: شهد العالم ومجتمعاتنا العربية خلال العقود الماضية صورا مختلفة من مظاهر العنف ضد الأطفال تركت أثارها في نفسية الطفل العربي بالإضافة إلى التأثيرات الأخرى المرتبطة بالأبنية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية في الأطفال"..مشيرا إلى أن الاهتمام بالطفل يعني الاهتمام بحاضر المجتمع ومستقبله ، وأن وقاية الطفل من التحديات والمخاطر التي يتعرض لها يشكل عاملا أساسيا ومهما في تكوين شخصيته ومساعدته على التفاعل السوي مع كل المحيطين به من أسرته وبيئته ومجتمعه. وأوضح أن جهود الجامعة العربية لم تقتصر على المشاركة في تنظيم المؤتمرات بل سعت إلى إيلاء موضوع العنف ضد الأطفال أهمية أساسية وتم إدراجه كبند في جدول أعمال لجنة الطفولة العربية، مبينا إن مجلس الجامعة أقر أهمية تنسيق مواقف الدول العربية عند مناقشة تقرير السكرتير العام للأمم المتحدة للدراسة حول مناهضة العنف ضد الأطفال، وهو ما ساهم في بلورة موقف عربي موحد ومساند أثناء جلسة الجمعية العامة لمناقشة تقرير الأمين العام على الدراسة، معتبراً الاستثمار في الطفل هو استثمار أمثل بنتائج تعود بالنفع الأكيد.