أكد خبراء برامج حماية الأطفال المشاركين في المؤتمر الإقليمي الثاني الذي عقد بصنعاء على مدي ثلاثة أيام على أهمية تعزيز العمل العربي والإقليمي المشترك في مجال حماية الأطفال وتكامل الجهود والتنسيق بين مختلف الأقطار العربية تجاه قضايا الطفولة، وتوفير الإمكانيات اللازمة البشرية والمادية لبرامج حماية الأطفال . وشددوا في بيان صادر ختام أعمال المؤتمر اليوم على ضرورة العمل على وضع وإقرار التشريعات اللازمة والكفيلة بتوفير البيئة الحامية للأطفال والعمل على متابعة تنفيذها ،إضافة إلى نشر الوعي على مختلف المستويات حول مخاطر العنف بمختلف صوره وآثاره على واقع ونماء الأطفال وحياتهم، وكذا التصدي لبعض الممارسات التي يتعرض لها الأطفال وتنتهك فيها حقوقهم. وطالب المشاركون البالغ عددهم أكثر من خمسمائة مشاركا يمثلون عددا من الدول الأجنبية والعربية ومنها اليمن بنشر الوعي بين أوساط المجتمع حول مخاطر العنف بمختلف صوره وآثاره على واقع وسلوكيات الأطفال وحياتهم، وكذا التصدي لبعض الممارسات التي يتعرض لها الأطفال وتنتهك فيها حقوقهم . واعتبر المشاركون في المؤتمر توصيات الأمين العام للأمم المتحدة إطارا مرجعيا لتوصيات المؤتمر ، وأقروا من خلالها تفعيل الشراكة مع المؤسسات الدينية لحماية الطفال من العنف بكل أشكاله ، ودعوة جامعة الدول العربية إيلاء قضايا تهريب الأطفال والمتاجرة بهم أهمية خاصة ومعالجة أسبابها بين الدول الأعضاء ، وإعداد فريق من الخبراء متعددي الشخصيات في حماية الأطفال من العنف بكافة أشكاله لتدريب مدربين على مستوي كل بلد من أجل تأهيل المهنيين المتعاملين مع الأطفال. شددوا على ضرورة انشاء خط ساخن في كل دولة عربية من اجل الاهتمام بمشاكل الأطفال والعمل على إيجاد الحلول الفورية للحد من ظاهرة العنف ضد الأطفال وربط الخط الساخن بخدمات حماية الأطفال من العنف ، إلى جانب توفير الإمكانيات اللازمة لإعداد برامج إعلامية متخصصة في توعية وتثقيف المجتمع بقضايا العنف ضد الأطفال وأثره بالتنسيق مع شبكة الإعلاميين العرب لمناهضة العنف ضد الأطفال . واوصى المؤتمرون بتعزيز دور الطب الشرعي في البلدان العربية من خلال تأهيل وزيادة عدد الأطباء الشرعيين ، وطلب تخصيص ميزانيات تتلاءم مع متطلبات التدخل الفاعل لحماية الطفولة من العنف والإساءة والإهمال . ودعوا المؤسسات الأكاديمية في بيانهم الى دراسة ظاهرة العنف ضد الأطفال ليتم مناقشتها بشكل علمي مدروس بما يتوافق مع الواقع المجتمعي.. وتنظيم حملات توعية تهدف إلى رفع مستوي وعي الأسرة والمؤسسات التعليمية والأمنية والقضائية ومنظمات المجتمع المدني بالأضرار الناجمة عن العنف ضد الأطفال وسبل التعامل معها. وأوصى المؤتمرون بجعل المدارس صديقة للأطفال من خلال تعديل المناهج وتدريب المدرسين ومشاركة الأطفال في النشاطات الثقافية الصيفية واللاصيفية.. وشددوا على أهمية وضع شروط ومعايير خاصة لكل من يعمل في مجال حماية الأطفال، و مراجعة وتطوير وتفعيل القوانين الخاصة بحماية الطفولة بما يتلاءم مع الاتفاقيات الدولية المصادق عليها. وطالبوا باضافة مادة في القوانين الخاصة بحماية حقوق الأطفال توجب على من يعمل في مجال الأطفال الإبلاغ عن آي حالة من حالات العنف ، الى جانب تأسيس شبكة لدعم ومساندة البلدان التي تعاني من النزاعات المسلحة على أن يتم بحث إمكانية تقديم مقترح بتأسيس الشبكة ليتم عرضة ضمن الاجتماع القادم الذي سيقد في القاهرة . هذا وقد أشاد المشاركون والمشاركات بتميز أعمال المؤتمر الذي حظي بحضور كبير في جو علمي ساده التفاعل وعكس الإرادة المشتركة من كافة الحضور بضرورة رفع الوعي بالوقاية والحماية والعنف ضد الأطفال وجعلها من سلم أولويات أصحاب القرار في السياسات الاجتماعية نظرا لما له من أثر طيب في إعداد مواطن صالح مسؤول ومنتج . واعتبروا المؤتمر محطة علمية هامة في مسار متابعة العالم العربي مسيرته في توفير فرص الحماية والوقاية للأطفال الذين هم بناة غد أفضل ومشرق . كلمة الأطفال التي إلقاها شريف الأشول ممثل الشباب باللجنة التحضيرية للمؤتمر، اعتبرت مشاركة الشباب في هذا المؤتمر خطوة رائعة وبداية جيدة من اجل إيجاد الحلول المثلي للمشاكل التي تواجه الشباب في الواقع ومنها ظاهرة العنف ضد الأطفال والإساءة إليهم وإهمالهم . وقال الاشول :"إن هذه المشاكل من الظواهر الاجتماعية التي نتمنى أن نعالجها بأفضل الحلول الممكنة كون هؤلاء الأطفال هم شباب الغد وصانعي المستقبل ". هذا وكان المشاركون قد استعرض خلال أعمال المؤتمر في عشر جلسات سبعين ورقة عمل تم أعدادها من قبل خبراء ومختصين في مجال الطفولة من خارج اليمن وداخلها حول العنف والإهمال للأطفال والسياسات والتشريعات الحامية للأطفال وتوفير بيئة حامية للأطفال في الأسرة والمدرسة والشارع والجامع وكذلك بناء القدرات المؤسسية والفردية والشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني والإعلام والتدخلات والرصد والمتابعة في مجال وقاية الأطفال من العنف والإساءة والإهمال . وتم من خلال الأوراق المقدمة تقييم وضع الطب الشرعي والمراجعة العشرية لدراسة "ماشيل" حول حماية الأطفال في النزاعات المسلحة وكذلك إرشادات وأدلة منظمة الصحة العالمي في مجال حماية الأطفال والتقييم الطبي لحالات الإساءة الجسدية وتوفير إطار للعمل متعدد القطاعات وإرشادات لوقاية الأطفال من الإساءة وأنماط العنف ضد الأطفال وإشكال العنف الجسدي . وناقش الخبراء والمختصين عددا من المحاور الهامة منها محور العنف والإهمال ، ودراسة الأمين العام للأمم المتحدة عن العنف ضد الأطفال والتوصيات الخاصة بالمنطقة العربية ودورها في تحفيز العمل على حماية الأطفال ، وخبرات الإساءة في مرحلة الطفولة وعلاقتها بالاضطرابات النفسية ، الى جانب العنف ضد الأطفال في الأردن ، عمالة الفتيات في مجال الزراعة ، أطفال الشارع والأطفال المتسولين ، الاعتداء الجنسي على المحارم في الجزائر ، الأطفال في النزاعات المسلحة وغيرها من المحاور . من ناحية ثانية دشن اليوم بصنعاء الموقع الإلكتروني الخاص بهيئة التنسيق للمنظمات اليمنية غير الحكومية لرعاية حقوق الطفل.وقام كل من وكيل وزارة الشئون الاجتماعية والعمل على صالح عبدالله ، ومعه نفيسة الجائفي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة بتدشين الموقع، واستعراضه أمام الحضور ضمن فعاليات اليوم الختامي للمؤتمر الإقليمي الثاني لوقاية الأطفال من العنف والإساءة والإهمال المنعقد بصنعاء برعاية من دولة الدكتور علي مجور رئيس مجلس الوزراء، رئيس المجلس الأعلى للأمومة والطفولة. ويعد الموقع الإلكتروني الذي يمكن تصفحه عبر الرابط www.yngoc.org أول موقع إلكتروني يمني يعني بقضايا الطفولة، إذ يتضمن المسودات النهائية للتقارير الدورية المقدمة من الحكومة اليمنية للأمم المتحدة المتعلقة بمدى التزام اليمن بتنفيذ اتفاقية حقوق الطفل، إضافة إلى مسودات تقارير الظل المقابلة للتقارير الحكومية المتعلقة بحقوق الطفل المقدمة من المنظمات اليمنية غير الحكومية. ويقدم الموقع خدماته في توفير نصوص القوانين النافذة في الجمهورية اليمنية والاتفاقيات الدولية، خاصة المتعلقة منها بالطفل ومنها اتفاقية حقوق الطفل المقرة من الجمعية العامة للأمم المتحدة، إضافة إلى مشروع قاعدة المعلومات والبيانات لمنظمات المجتمع المدني العاملة في اليمن.ويضم الموقع قائمة بالجمعيات والمنظمات العاملة في مجال الطفولة في اليمن التي تضمها هيئة التنسيق للمنظمات اليمنية غير الحكومية لرعاية حقوق الطفل، التي تشمل 40 منظمة وجمعية ومؤسسة مدنية، وكذا قائمة أخرى بالمواقع الصديقة.وسيكون من ضمن أنشطة الموقع إصدار نشرة إلكترونية فصلية توزع عبر القائمة البريدية، تعني بقضايا الطفولة، كما يعمل طاقم الموقع حالياً مع المنظمة السويدية لرعاية الأطفال التي رعت تدشين الموقع على تنفيذ المرحلة الثانية منه المتمثلة في إطلاق النسخة الإنجليزية من الموقع، إضافة إلى إجراء التحديثات والتطوير للموقع الحالي. *سبأ: