في بلد عمره التاريخي أكثر من خمسة آلاف سنة، وله من معالم السياحة ما يسلب الخلد، ويندمج في عصر الثورة القرية الكونية بقوة، يكون غياب الصناعة السينمائية فيه أمراً أشبه باللغز، واقرب ممن يعتزم طلوع الفضاء بغير مركبة.. لم يمض وقت طويل من إقرار وزارة الثقافة اليمنية لمهرجان صنعاء السينمائي الأول، حتى تداعى المعارضون للمشروع في الوسط الفني، وكل يضع حجرة في الطريق.. إلاّ أن الرجل الحالم الكبير بغد سينمائي يحمل اليمن إلى أقاصي العالم كان حاضراً ليكشف ل"نبأ نيوز" أسرار رهانه على تأسيس سينما يمنية عبر مهرجان صنعاء السينمائي الأول.. "نبأ نيوز" التقت المخرج المبدع حميد عقبي، وسألته عن ردود فعله تجاه ما أبداه البعض من معارضة، فقال: -- يحاول البعض من خلال كتابات رديئة- وهم قلة- أن يدفعوا بسفينة مهرجان صنعاء السينمائي الأول إلى مثلث برمودا- أي محاولة القضاء على المولود الجديد- المهرجان الذي تم إقراره من وزارة الثقافة.. وأنا لا أريد أن أخوض في صراع عقيم وتلقيت الكثير من الاتصالات من أصدقاء نقاد سينمائيين على مستوى كبير ولهم تجارب وخبرة في مجالات تنظيم المهرجانات ودرست معهم خطط البرامج- التي سبق وان عرضت صحيفة "نبأ نيوز" نبذة عنها- مثل برنامج الملتقيات السينمائية وإقامة ورش تدريب أكاديمية وبرنامج لدعم أفلام سينمائية قصيرة إلى جانب تشجيع أفلام روائية طويلة. ولعل ما أود أن أوضحه هو إن إقامة مهرجان سينمائي يمني ليس الهدف منه حفلات ترف واستضافة نجوم من هوليود وغيرها، كون الوضع المادي صعب جدا، والميزانية التي نأمل أن يتم إقرارها قد لا تمثل 20 بالمائة من تكاليف الميزانية حسب التصور الذي تم وضعه. • ألا يمكن تأسيس صناعة سينمائية يمنية تحت سبق التمويل الذي تم اعتماده؟ -- هذا الاعتماد وان كان ضعيفا ومتواضع جدا فمائة ألف دولار حسب ما قاله الوزير الدكتور المفلحي، هي فقط ميزانية فيلم قصير وفق المعايير العالمية، فكيف سنستطيع أن ندعم إنتاج 72 فيلم حسب التصور؟ وكيف يمكننا أن ندرب ونقيم 4 ورش عمل على الأقل ونقيم أربع ملتقيات سينمائية؟ هذه الأسئلة هي التي يجب بحثها ويجب البحث عن حلول ودعوة المؤسسات اليمنية والعربية والدولية لدعم المهرجان وبرامجه. عندما تم وضع التصور تم الإشارة إلى ضرورة وجود شراكة مع مؤسسات يمنية ولكن الآن اغلب هذه المؤسسات لا تثق بوزارة الثقافة. • ما دامت الوزارة أقرت مشروع المهرجان، إذن ما تنتظرون لمباشرة التنفيذ؟ -- أود أن أنبه إن هناك سوء فهم فالخطوة الأولى كانت الإقرار الرسمي والخطوة الثانية هي اكتمال الرؤية والتصورات، والتي تم إرسالها إلى وزارة الثقافة ومناقشتها مع مهتمين ومختصين وسأعود قريبا إن شاء الله إلى صنعاء لعرض شروحات أكثر وتوضيحات عديدة وبذلك نكون أنجزنا المرحلة الثانية، وسيكون على الوزارة طبع دليل للمهرجان باللغة العربية والإنجليزية وإطلاق موقع رسمي للمهرجان. • وهل ستتبنى التنفيذ بمفردك!؟ -- هناك الكثير من العمل والجهد ولا ادعي أني قادر أن أنجز كل هذا لوحدي، فقد اتصلت بالأستاذ المخرجة السينمائية خديجة السلامي، وأبدت فرحتها وسعادتها واستعدادها للعمل.. كما نحن نرحب بكل من لدية إمكانيات للعمل معنا لنكون فريق جاد ونبحث الوسائل التي من الممكن أن تساعدنا على تنفيذ برامج المهرجان ليصبح خطوة أولى، وتقليد فني حضاري. • ما أهمية رهانكم على إيجاد سينما يمنية في الوقت الحاضر؟ -- أننا ندرك فعالية وأهمية وجود سينما يمنية وأتمنى من وزارة السياحة الاشتراك في الدعم والتمويل والتنفيذ فقد أعلن مجلس الترويج السياحي قيامه بخطة للترويج للحضارة اليمنية وتشجيع السياح للقدوم إلى اليمن وليت وزارة السياحة تخصص جزء مالي لدعم إنتاج أفلام يمنية وثائقية أو روائية تروج للحضارة اليمنية. كما نعلم جيدا أن تكلفة إنتاج سبوت إعلاني تقوم بتصويره محطة تلفزيونية عالمية قد يكلف مائة ألف دولار وهذا معروف وطبيعي جدا إذن ليت وزارة السياحة تخصص مثلا 200 ألف دولار لدعم إنتاج أفلام سينمائية يمنية ستكون المحصلة مذهلة ومدهشة، وستجد هذه الأفلام طريقها عبر المهرجانات والمحطات الفضائية ووسائل عديدة. • ولكن الصناعة السينمائية تحتاج إلى كوادر وتقنيات، فمن أين لليمن كل هذا؟ -- هذا غير صحيح لو تم حصر خريجي كلية الفنون الجميلة وأقسام وكليات الإعلام سنجد عدد كبير من المواهب كل ما ينقصها المال وبالنسبة للتقنية يمكن تصوير الأفلام بكاميرات ديجتل وتوجد في العديد من الكليات كاميرات ديجتل حديثة لم تستخدم بعد وهي حبيسة المخازن أطلقوا هذه الكاميرات.. وهناك إمكانيات جيدة فمثلا في المركز الثقافي بصنعاء حيث توجد وحدة مونتاج جيدة جدا لكن احد لم يمسها إلى اليوم. وفي المؤسسة العامة للسينما والمسرح إمكانيات تقنية لم تستخدم أبدا فلماذا الخوف عليها وحبسها أن هذه الأجهزة معرضة للتلف في حال عدم استخدامها ويمكن أن يتعاون التلفزيون في دعم تقني بالنسبة للمونتاج على الأقل. أي إن هناك وسائل وبدائل كثيرة وتوجد وحدات مونتاج وتصوير حديثة في التوجيه المعنوي والسياسي ولا نظن إن هذه الجهات ستمانع من تقديم العون الفني في حال وجود جهات تدعم المبدع بالمال وعبر الشراكة مع المهرجان يمكن أن توحد الجهود وتنظم بإشراف مختصين لفحص النصوص وإقرارها أي إن مهرجان صنعاء السينمائي الأول لن يعطل دور أي مؤسسة لن يقضي على أي هيئة بل سيساهم في تنشيط هذه المؤسسات. • ما هي أجندة عملك الحالية بشأن المشروع!؟ -- في العديد من مقالاتي وحواراتي قلت إن التصورات قابلة للنقاش نرحب بأي اقتراحات نحن بحاجة إذن إلى فهم ماذا يعني مهرجان صنعاء السينمائي الأول؟ كون للأسف إلى الآن البعض لا يفهم وعلى هؤلاء الإطلاع على ما سبق نشره. أوجه في الأخير دعوة لدعم مهرجان صنعاء السينمائي الأول ونتمنى أن نخطو خطواتنا القادمة ونحن بحاجة إلى صدق وإرادة وهذا الوطن وطن الإبداع والفن والجمال. أملنا أن تقام أول فعالية في موعدها وهي الملتقى السينمائي الأول المقرر عقده بشهر أغسطس، ولذا نوجه الدعوة إلى المؤسسات اليمنية أولا -على الأقل- دعم هذا الملتقى الذي سيجمع السينمائيين اليمنيين ويفتح باب الحوار حول كيفية تأسيس سينما يمنية ويتم عرض جزء من التراث السينمائي اليمني وتقام عدة ورش تدريب. إن هذه خطوة هامة وستؤسس لثقة بين المؤسسات ووزارة الثقافة المشرفة والمنظمة لمهرجان صنعاء السينمائي الأول. وكما سبق وقلنا المهرجان سيقام نهاية 2008 وجميع البرامج تسبق وسيكون المهرجان بمثابة احتفال لهذه الجهود كونه وسيلة وليس غاية. * حميد عقبي – المنسق العام لمهرجان صنعاء السينمائي الأول 2008 اقرأ على نبأ نيوز: أفلام حميد عقبي تحقق نجاحا كبيراً في باريس باستضافة مصرية مهرجان صنعاء السينمائي الأول.. مجالات وشروط المشاركة مجموعة فرنسية تبحث عمن يمول فيلم عن حرية الرأي في اليمن حميد عقبي يعرض ستيل لايف في مهرجان 3 أيام سينمائية بباريس الرتاج المبهور في باريس للمخرج اليمني حميد عقبي سينزيس: كل شي في اليمن جميل وطبيعي وغريب أيضا