لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الريال يخطط للتعاقد مع مدرب مؤقت خلال مونديال الأندية    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    نقابة الصحفيين تدعو إلى سرعة إطلاق الصحفي المياحي وتحمل المليشيا مسؤولية حياته    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في غزة    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    الحكومة تعبث ب 600 مليون دولار على كهرباء تعمل ل 6 ساعات في اليوم    "كاك بنك" وعالم الأعمال يوقعان مذكرة تفاهم لتأسيس صندوق استثماري لدعم الشركات الناشئة    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    مئات الإصابات وأضرار واسعة جراء انفجار كبير في ميناء بجنوب إيران    برشلونة يفوز بالكلاسيكو الاسباني ويحافظ على صدارة الاكثر تتويجا    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    السوبرمان اليهودي الذي ينقذ البشرية    لتحرير صنعاء.. ليتقدم الصفوف أبناء مسئولي الرئاسة والمحافظين والوزراء وأصحاب رواتب الدولار    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المكلا ..سندريلا البحر والفرح..وخصوصية المكان والزمان
نشر في نبأ نيوز يوم 29 - 01 - 2006

المكلا صباحية الموقع الفريد المطل على مياه بحر العرب والمحيط الهندي وصاحبة أساطيل المجد البحري عبر الزمان أمتدت صلاتها بالعالم وتواصلت مع حضارات الهند والسند واكتسبت ارثاً تاريخياً عميقاً لتمتعها بمجموعة من المقومات الطبيعية التي جعلت منها مدينة تبعث على الاعجاب والانبهار .
استهوت المكلا منذ نشأتها الاولى العديد من الكتاب والمستشرقين والرحالة والزائرين والقاصدين اليها من أصقاع الكون البعيدة والقريبة .. وكانت محط اعجابهم وانبهارهم فسطروا في دفاترهم واجندت مذكراتهم الكثير من الذكريات الجميلة والقصص العجيبة التي حفلت بها الكتب عن تلك المدينة الاسرة.
المكلا حاضرة حضرموت عاشقة الجبل والبحر التي ولدت في زمن البحار المعتق برائحة الصيادين وصبايا البخور والكحل والاخضرين .
المكلا حورية الزمان التي تستحم بالبحر كل يوم خمس مرات وتعود لتداعب الجبل المنتصب التي تستمد منه العشق لتبسيط ذراعيها لترسم على وجهها صحرة الحناء وتزداد توهجا كلما اقتربت منها لتستأذن بوضع قبلة على جبينها الموشى بالخجل .. انها المكلا سيدة البحار ومدينة الاقوام التي نقش على أطرافها البحر حكاية سر مدينة المكلا ايقونة كل المسارات الخودر والزيبون والطرناك والبكسة والصريمة واللحم والحنيد وأغنية الليل وفاتحة التوحد في كتب العاشقين والفاتحين أيقظت يراع الكتاب والباحثين والمؤرخين والزائرين ليسطروا من الكلام ما أفاضت به الكتب من روائع اللفظ وبليغ المعاني وادق التفاصيل في سفرنا هذا نعزف سيمفونية حب لعرب وعجم ادباء رحالة شعراء فنانين مستطلعين سياسيين زاروها وسكنوها وفتنوا بها فأحبوها كلا بطريقته واسلوبه منذ ان نام قرير العين يعقوب بن يوسف .
المكلا التسمية :
تصدرت المكلا منذ عقود عدة المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي كحاضرة من حواضر الجزيرة العربية وشكلت نافذة على الخارج ممثلة المدينة الأبرز بين المدن الاخرى واذا كانت قد عرفت بالخيصة والقرية الصغيرة للصيادين الى ان توسعت واصبحت لها عدة اسماء كما يحلو لعاشقيها بمناداتها بها فسميت ب: بندر يعقوب نسبة للرجل الصالح يعقوب بن يوسف الذي قدم اليها من العراق في سنة 395 هجرية 8511م وعاش فيها فترة ثم مات ودفن في تربته وضريحه المعروف باسمه مقبرة يعقوب في سنة 165هجرية 6611 ميلادية ويتداول النظارة على القبة آل بازنبور منذ حين .
بندر عمر نسبة للرجل الصالح السيد عمر بن علي بن الشيخ ابو بكر الملقب ابو علامة مؤسسة مسجد الروض بالقرب من مرقد يعقوب والمتوفى في سنة 972/ه 268 ميلادية.
بندر النقيب نسبه الى النقيب صلاح بن يحمد الكسادي وهو اشهر حاكم من اسرة آل كساده التي حملت امارة المكلا 882ه 178 ميلادية .
بندر غالب نسبة للسلطان غالب بن عوض القعيطي السلطان الثاني من الاسرة القعيطية التي حكمت ساحل حضرموت وبعض اجزاء من الوادي 5091 ميلادية المتوفي في حيدر اباد 0431ه 1291م ويلقب بأبونا آدم .
الخيصة : سميت في بعض المصادر التاريخية اسوة بخيصة عدن وغيرها من الخيص البحرية التي يطلقها الملاحون على الاماكن البحرية الامنة من الرياح المستخدمة كميناء يدأي يحمي السفينة دون تقديم الخدمات ولازال الاسم شائعا لدى العامة .
امارة الكسادي وهي اول امارة يافعية قامت بالمكلا التي انشأها احمد بن سالم بن صلاح في 5111ه 30 71 ميلادية وكان والده سالم بن صلاح ربانا ماهرا يتردد على ميناء المكلا ثم طاب له المقام بها فجعلها مستقرا له وكان محسناً بين الناس .
المكنة بتضعيف النون وهي تسمية تحل معنى الاحتماء .
المكلا وهو الاسم الذي حظي بشرف التداول حتى يومنا هذا وهو اشتقاق من الفعل كلا أي حفظ ورعى .
الأوائل
أول من سكن بالمكلا :
يؤكد المؤرخون بأن أول الاسر التي سكنت الخيصة في بداية القرن الرابع الهجري هي اسرة الشيخ المنصور الجعفري وأبناء عمومته الى جانب اسرته وكانوا خبراء بشئون البحر واعتمدوا الكهوف والاكواخ مأوى لهم وأول من تملك واشترى اراضي في المكلا هم العكابرة .
أول بيت انشئ للضيافة في ايام السلطنة الكسادية وامارتها المكلا هو بيت السعادة في العام 9821 هجرية الموافق 2781م وأو من نزل ضيفاً كبيراً في هذ الدار هو السلطان عوض بن عمر القعيطي الذي نزل المكلا معزيا في وفاة الاثير النقيب صلاح بن محمد الكسادي.
اول باخرة حربية كبيرة وعملاقة تصل الى المكلا في العام 5921 هجرية الموافق 7781 ميلادية حينها اعتبرت المكلا العاصمة والميناء للدولة بعد ميناء الشحر التي كانت عامرة في تلك الفترة .
أول ارشيف اداري يعرف في ادارة الشئون الادارية في المكلا وحضرموت عموما في عام 6531هجرية الموافق 7391 ميلادية على يد سيف بن علي بو علي الزنجبري مع الفاضل شفيع السوداني والسيد داود الجيلاني احتوى على 008 ملف لمخاطبات الدولة مع الجهات الرسمية والحدودية والمعاهدات والاتفاقيات مع بريطانيا وحلفائها وظل هذا الارشيف محتفظا به حتى وقت قريب في دار المحافظة .
أول مطبعة تدخل العمل الاداري السلطاني وتستخدم في كتابة الرسائل والمخاطبات السلطانية في العام 7631 هجرية الموافق 8491 ميلادية .
اول مدرسة من نوعها في حضرموت هي المدرسة الانجليزية التي تدرس كافة علوم الحياة باللغة الانجليزية تاريخ وجغرافيا ورياضيات وعلوم ولغة وغيرها من المواد انشأها السلطان عمر بن عوض القعيطي في العام 3531ه الموافق 4391 ميلادية.
في عهد الدولة او الامارة الكسادية عرفت المكلا اول عملة معدنية وورقية في العام 4421 هجرية الموافق 8281م يتم التداول بها في عموم ساحل حضرموت وبعض اجزاء في داخل حضرموت واستمرت فترة طويلة من الزمن في التداول .
اتصف اهل المكلا بكرم الضيافة واستقبال الضيوف في بيوتهم وخلت المدينة من اي دور للضيافة الشعبية للزائرين سوى في بيوت أصحابهم ومعارفهم حتى انشئ اول فندق في مدينة المكلا ضاحية الريب عرف باسم قصر النيل لصاحبه السيد جعفر البيتي في اجواء العام 5831 هجرية الموافق 5691 ميلادية.
كانت المقهى الملتقى لشباب وشيوخ المدن وملتقاهم وسلاهم بعد ساحة مدارة الشبواني واضحت المقهى تشكل دوراً ثقافياً واجتماعياً كبيراً في تلك الحقب الزمنية التي غابت فيها العديد من وسائل الاعلام المرئية والمسموعة وكانت ولادة اول مقهى في المكلا في اجواء العام 1531 هجرية الموافق 2391 ميلادية للاخ خميس بازهير وظلت المقهى عامرة إلى 6991 ميلادية حين تحولت من مقهى شعبي معروف الى معرض للملابس الجاهزة .
أول فريق رياضي منظم لكرة القدم عرفته المكلا هو فريق الامير حسين ابن السلطان بن عمر بن عوض القعيطي في العام 7431 هجرية 8291 ميلادية أما أول نادٍ ثقافي اجتماعي فقد تأسس في عام 3531 هجرية الموافق 4391 ميلادية هو نادي كوكب الصباح برئاسة الشيخ عبدالكريم محمد بارحيم .
النظافة سلوك حضاري وعملية تغرس في وجدان الابناء كقيمة دائمة ويأتي دور المدرسة التي يعول عليها غرس القيم النبيلة في نفوس الطلاب ويعود الفضل للاستاذ عوض عثمان كأول تربوي يدخل الاربعينية مدارس المكلا وهي فترة تنظيف وخدمات يقوم بها الطالب للمدرسة خلال اربعين دقيقة من فترة الدوام المدرسي .
معالم مدينة المكلا
ساهم اكثر من معلم من معالم مدينة المكلا في ايجاد سفر فني جميل يحمل عنوان الحضارة والتراث والتاريخ لمدينة التاريخ والحضارة..انها لمسات تجمع بين الماضي البعيد والحاضر القريب عالم التراث بكل مرجعياته وجذوره الضاربة في القدم وعالم الحداثة ومضامينه المنفتحة على كل ماهو جديد انها المعالم التي تميز هذه المدينة عن تلك المدينة حيث كل مدينة نمط يميزها فتتميز بعضها بالاسوار والبوبات الا المكلا فسورها البحر والجبل ووسط هذه وجدت المعالم المميزة كقصر السلطان القعيطي مقر السلطنة ومركزها الاداري المرسوم بقصر المعين وحصن الغويزي وسدة المكلا والمكتبة السلطانية والقباب ومنتدى الخيصة الثقافي ومركز بلفقيه ومتحف باشامخة ومدرسة باشريف والقلاع المعلقة على التلال والجبال والهاشمية و حطبينة وخور المكلا وكورنيش المحضار والاحياء القديمة .
قصر المعين :
قصر المعين هو قصر السلطان القعيطي الذي آل من بعده إلى الحكومة فسمي بعد رحيل السلطان ومغادرة المكلا بقصر 41 اكتوبر نسبت للثورة وجميعها اسماء للقصر السلطاني القعيطي .. الذي يعتبر قصر المعين باشا الذي انشأه السلطان غالب بن عوض القعيطي في 4431ه الموافق 5291 ميلادية احد المعالم المعمارية في مدينة المكلا حيث يجمع بين البناء الاسلامي والاسيوي في لوحة معمارية فريدة ومتميزة ويتكون القصر من ثلاثة ادوار ودهاليز وصالة للضيوف واخرى للحكم يحيط به سور بمساحة واسعة بني على لسان بحري عند مدخل المدينة الرئيسي والذي كان يعرف قديما ببرع السده .
استغل القصر بعد الاستقلال وسقوط السلطنة لعدة اغراض في بعض اجزائه مكتب للاعلام مكتب للثقافة مكتب للحزب الاشتراكي دائرة الاعلام .. والجزء الاخر منه استغل كمتحف مكتب للآثار والمتاحف واحتوى على العديد من الاقسام الخاصة هي :
جناح الآثار اليمنية القديمة .
وهو قسم خاص بالآثار القديمة وبه العديد من القطع الاثرية والنقوش والعملات القديمة الورقية والمعدنية يعود بعضها الى تاريخ عصور ما قبل الاسلام عثر عليها في مواقع مختلفة في حضرموت اثناء الحفريات للبعثة الاثرية اليمنية الفرنسية والبعثة اليمنية السوفيتية اثناء المسوحات في المستوطنات وفي وادي حضرموت .
جناح مقتنيات السلطان القعيطي :
وفيه جميع مقتنيات السلطان القعيطي من الكراسي المذهبة والفضية والأثاث الفاره والملابس الراقية المطرزة بالذهب والفضة والاحذية الخاصة وهو الجناح الذي يستقبل فيه السلطان ضيوفه ويعقد فيه جلسات الاجتماعات الخاصة بمجلس الدولة وقاعة العرش ونماذج من التحف النادرة وادوات كانت متعلقة بشخصية السلطان ومعظم الادوات كانت مصنوعة من الفضة او الذهب الخاص بالعرش السلطاني الملكي .
وهذا المعلم الاثري المعماري والتحفة الفنية التي تميزت بها المكلا معرضة للانهيار والاندثار نوافذها وابوابها معرضة للهدم في غياب الصيانة والترميم وكذلك السطوح التي هي الاخرى بحاجة الى سرعة المعالجة والصيانة والترميم السريع وتوسيع ساحة المتحف لتشمل اقساماً بالموروث الشعبي لحضرموت كالازياء الشعبية والادوات المستخدمة في الصيد والصناعة والزراعة .
تعرضت بعض مقتنيات السلطان للسلب في فترات زمنية مختلفة خاصة مصوغات السلطان الذهبية التي سلمت بعد الاستقلال في العام 7691م ميلادية ديسمبر 71 لأعضاء الجبهة القومية بعد مغادرة القعيطي وترك كل محتويات القصر ومن بينها المصوغات الذهبية الثمينة التي تستخدمها اسرته وعائلته .. وفي هذا الصدد قال المناضل الشيخ صالح باقيس حرفيا بعلمي سلمت جميع المجوهرات العقود والقلادات والخواتم وذهب الزينة باجمعه للمناضل عبدالفتاح اسماعيل محمد الجوفي وعلمت فيما بعد انه قام بأمر تسليمها للاخ وزير المالية آنذاك المناضل محمد عشيش ولم ندر اين ذهبت بعد .
متحف باشامخة
تحتل المكلا موروثاً ثقافياً واجتماعياً متنوعاً يتمثل في العديد من الشواهد التاريخية المهمة التي قل ما توجد في أي مدينة يمنية أخرى في اقامة المراكز الثقافية والبيوت الزاخرة بعبق التاريخ ونفائسه المتنوعة وشهدت مدينة المكلا اقامة المتاحف الشعبية لادوات الفن الطربية والوترية والجلدية المصنوعة محليا منذ زمن بعيد واحتفاظ الكثير من العائلات بقطع من الماضي في مبارزهم ومجالسهم ومحاضرهم التي يستقبلون فيها ضيوفهم ومحبيهم واقامة متاحف خاصة بهم .
من بين أولئك الناس وتلك المتاحف ينبري متحف الشيخ حسن سعيد باشامخة الذي انشأه في ستينات القرن الفائت ومكوناته البديعة ودخائره النفيسة من تحف التراث ادراكا منه بأهمية التراث والآثار وضرورة الحفاظ عليها واستغلالها بالطرق المثلى للحصول على الفائدة المنشودة للوطن والمواطن فقد كانت مدينة المكلا من المدن التي بدأ اهتمام ساكنيها بالاثار والحفاظ عليها واقتنائها مما حدا بالشيخ حسن باشامخة ان يجعل من بيته متحفاً ومتجراً اثرياً بمدينة المكلا ويجمع فيه عددا كبيرا من الاثريات القديمة من الخشب والعملات المعدنية والنقش على الجس والخشب والمشغولات اليدوية الاثرية القديمة التي تعج بها حضرموت من المباني التراثية وادوات الطبخ والاكل ومصوغات النساء من الفضة والذهب والملابس التقليدية القديمة بمختلف تقليعاتها وموضاتها وأوعية العروس والعريس.
ويعد بيت باشامخة احد المعالم الاثرية المهمة في المدينة ويرتاده السياح الاجانب والعجم من بقاع العالم ويقع في ضاحية الديس الشارع الثاني بعد شارع الغويزي العام كتب عليه لوحة باللغة الانجليزية تعني حسب ترجمتها هنا متجر المكلا الاثري وهو بحق اثري لما بداخله من كنوز أسس في 0691 ميلادية ومن ذلك اليوم ظل متحف باشامخة مزارا للعديد من هواة التراث وانتشاره داخل اليمن وخارجه .
حصن الغويزي
المكلا تمتلك عناصر جذب سياحية متعددة ومتطلبات اساسية لصناعة السياحة في المستقبل اضافة الى تاريخها الثقافي والموروث الشعبي المتميز الى جانب امتلاكها لساحل تتكاثر فيه تشكيلات رائعة من الشعب المرجانية .. واعشاب البحر وخلجان صغيرة تأويها الطيور البحرية المستوطنة والمهاجرة فيما يتميز شواطئ خلف وكهوف وسواحل بروم و فوه موطن تكاثر فيه السلاحف والحصون المعلقة على التلال ومن اوسعها شهرة حصن الغويزي .
يقع حصن الغويزي في المدخل الشمالي الشرقي للمدينة ويعتبر احد المعالم السياحية للمكلا اكتسب شهرة تاريخية من خلال الترويج له اعلاميا وسياحياً .. وأصبحت صور هذا الحصن تغطي معظم الكتب التاريخية واللوحات والبرشورات السياحية .. وتفنن المبدعون في إبراز نحت عدة نماذج لحصن الغويزي وهو ينتصب من ناحية الشرق حارسا متوثباً يحمي مدخل مدينة المكلا على ثلة من ناحية الشرق تروي كثير من القصص حول الحصن وتسمياته فهو القفل والفك الاسد والغويزي نسبة الى احد الحراس للمدينة في الماضي ويدعى سعيد الغويزي اخذ فترة طويلة في الحراسة في الحصن للموقع والوادي الذي كان فيه يوما عامرا بزراعة العديد من المحاصيل والاشجار المثمرة قبل حوالي 003 عام والتصق اسم سعيد الغويزي بالحصن اسوة بالعديد من الحصون التي نسبت وسميت باسماء حراسها كالغارق والعينة
قامت بعثة اثرية بزيارة الحصن من دولة العراق الشقيق في السبعينات تقريبا من القرن الفائت ولخصت دراستها ان الحصن قد بني مابين ثلاثمائة الى اربعمائة عام حسب دراسة التربة والصخور والتراكيب الجيولوجي ونماذج من الادوات التي كانت تستعمل في ذلك الوقت ونظرا لتغير المناخ وقلة الامطار والجفاف الذي حل بالمكان حيث جفت مياه الابار وتقلصت الزراعة وتصحرت المنطقة ويعود تاريخ انشائه للعام 8211ه الموافق 6171 ميلادية في عهد الامارة الكسادية ويتكون الحصن من دورين وسطح يتم الصعود اليه بواسطة درة مرصوف يصل الى بوابته التي اقيمت في الجهة الشمالية ويبلغ اتساعها 1.20 متر بني الحصن بمواد محلية وطابع تقليدي اساساته الارضية مبنية بالاحجار المهندمة وسقوفه من جذوع النخيل وطليت جدرانه بالنورة المشهورة في البناء التقليدي بحضرموت وتميزت غرفه بنوافذه الصغيرة بدوره الارضي واتساعها في الدور الثاني مع مجموعة من المناور تعلو النوافذ لتهوية المبنى كما يوجد به صهريج ماء يلحق بالحصن .
تم ترميمه في عدة مراحل من قبل الجهات المسؤولة ورصفت الممرات بالاحجار وسور بأسوار من حديد لحمايته والحفاظ عليه كقيمة أثرية وكعلم من معالم حضرموت عامة والمكلا خاصة .
سدة المكلا .
في عهد السلطان غالب بن عوض القعيطي 1291 ميلادية 0431 هجرية انشئت سدة المكلا واشرف على بنائها المهندس المعماري داود الجيلاني الذي قام بعدة اعمال اوكلت اليه من قبل السلطنة وقد صممت السدة بطريقة هندسية رائعة وبشكل جمالي معماري في غاية الروعة مستوحى من المعمار الاسلامي المعروف بقبابه ومنحياته وقد استخدم في بناء السدة مواد بناء محلية من الاحجار والطين والنورة والأخشاب بسمك وارتفاعات متناسقة وقد انشئت بوابة المدينة هذه على انقاض السدة القديمة قبل التوسع في بناء المدينة والشروع في بناء قصر المعين والباغ على مقربة من مسجد عمر الكبير من ناحية الجنوب والتي تهاوت بسبب القدم والتوسع في منشآت المدينة في اواخر العام 7831هجرية 7691 ميلادية هدمت سدة المكلا لأسباب اعادة البناء والتوسع في طريق مدخل مدينة المكلا وعدم ادراك الحاكمين في تلك الفترة للاهمية التاريخية للأثر والشاهد وتنبه المسؤولين في تسعينات القرن الفائت لضياع الاثر فصمم مجسم هندسي بديع يمثل سدة المكلا بالقرب من المكان الرئيسي للسدة القديمة ووضعت حديقة جميلة على مدخل المدينة اطلق عليها مجسم السدة في 0002 ميلادية .
حي البلاد
يؤكد الكثير من المؤرخين والباحثين ان حي البلاد هو مكان الاستيطان البشري الأول ويتميز الحي بطابعه الخاص في البناء التقليدي الأسيوي . وعرف بأنه المركز الاداري والتجاري والسياسي الأول للمدينة فقد بني به حصن الدولة الكسادية والميناء القديم المعروف بالفرضة والجامع القديم الذي رمم اكثر من مرة وتم توسعته دون الحفاظ على طابعه واصالته التي انشىء بها .. ويمتد الحي الذي عرف بعد استقلال الشطر الجنوبي من اليمن بحي الشهيد خالد نسبة الى الشهيد خالد بن هامل احد شهداء قنبلة مسيرة الطلاب التي شهدتها المكلا وراح ضحيتها بن هامل وجرح بعض الشباب والطلاب .. يمتد من شبه اللسان البحري الممتد الى البحر ويطلق عليه رأس المكلا وقد ردمت المساحات الموصلة بالبحر بالكورنيش بحري وطريق مسفلت يربط احياء المدينة ببعضها البعض وبنيت ثانوية للبنات حديثة في مكان الفرضة التي تحول الى منطقة خلف كما بني مطعم حديث بشكل سفينة اعطى للمدينة منظرا جميلا ولازالت بهذا الحي العديد من المقاهي العتيقة ، والبيوت ذات البناء التقليدي المرشوشة بالنورة والعكف والسواري وعلى الجانب الشرقي تقع حارة العبيد وهي حي الحارة وقد اختلف الرواة في تسميتها فمنهم من نسبها الى حارة عبيد آل كساد الذي بنى لهم محمد بن عبد الحبيب الكسادي أول بيت في هذه المنطقة في العام 7021 هجرية الموافق 2971 ميلادي.
وظهرت الحويف في منتصف القرن الثامن الهجري وهي جمع حافة بمعنى حارة وجمعها حارات حيث تقسم المدينة الى عدة أحياء يقوم فيه الشيوخ وفتيان الحي بالتعاون والتعاضد والتكافل الاجتماعي والعطف على بعضهم البعض ومؤازرة بعضهم وقد قسمت المكلا اضافة الى الحارة التي تقع تحت قارة المكلا من الشرق الى الغرب الى نهاية السور والسدة القديم في شكل طواف ثم حي برع السدة بعد تهديم السدة وبناء القصر السلطاني وتم السكن في هذا الحي 0231 هجرية - 2091 ميلادية وسمي هذا الحي بحي السلام فيما بعد .
* سكرتير تحرير صحيفة المسيلة
وباحث في تراث حضرموت


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.