تشير عودة يحيى الحوثي الى اليمن، وخاصة مع سفر رئيس الجمهورية اليمنية عبدربه منصور هادي الى الولاياتالمتحدةالامريكية.. الى مدى التقارب الحوثي الامريكي على مستوى الدوائر الخاصة والغرف المغلقة. لما يعد هناك شك وخاصة بعد عودة يحيى الحوثي الى اليمن، أن هناك من يدفع بأجندته لتصب في صالح الحوثيين، ولنبدأ من زيارة بنعمر الى صعدة وتدشين مطار صعدة تزامنا مع زيارته، كأول سياسي خارجي يزور صعدة عن طريق المطار.. والمبعوث الاممي ذهب الى صعدة بحكم أنه يعمل على التوافق بين الاطراف في مؤتمر الحوار، ولكن يبدو أن الرجل يحمل مشاريع وإملاءات خارجية ذات دلالات واضحة منها الاعتراف بصعدة كإقليم.. رغم رفضهم التخلي عن السلاح ورفضهم للانتخابات الرئاسية وللمبادرة الخليجية. غير تلك الدعوات والصرخات التي يدعو إليها الحوثي في شعاراته التي لم نر إنكار لها من منظمات تدعي المدنية وحقوق الانسان. يحيى الحوثي الذي سوق للحركة الحوثية خارجياً، وكان يظهر "مظلومية" هذا الاتجاه الذي تمرد على الدولة على مدى ستة أعوام، وكان بمثابة الوجه الخارجي والممثل والجامع للاموال من الخارج... وكانت بعض الصحف قد تحدثت عن زيارة سرية الى المملكة العربية السعودية أواخر شهر إبريل الماضي،، مما يدلل على وجود ضغط غربي لاعتماد هذه الحركة.. وأصبحت عودة الحوثي تمثل عودة المشروع الامامي بمباركة أمريكية، حتى وأن لم ترض السعودية عن ذلك فالضامن الوحيد إلا يكون هناك شوكة في خاصرة المملكة هي أمريكا التي ربما أرسلت تطمينات عن هذه الحركة لدوائر صناعة القرار السياسي السعودي. المشروع الامامي الذي يعود ويتمثل الان بشكل محاولة تقسيم اليمن الى دويلات أو كما يحب أن يقال في مؤتمر الحوار "اقاليم".. يعود يحيى الحوثي لتدشينه ومباركته وخاصة ان الرجل لم يعد منافساً لشقيقه الاصغر عبدالملك الحوثي، بل كوزير خارجيته فهذا ما كانت تفتقده حكومة الحوثي في إقليمه المنتظر الوصول إليه. وأخيراً عودة يحيى الحوثي في ظل التشكيلات السياسية الجديدة لا تبعث بالامل فالحرب التي سيشنها الحوثيون على المجتمع والخصوم السياسيين، ستبدأ عاجلاً أم أجلاً.. شئنا أم أبينا..!