من المتوقع ان يلقي الشيخ العلامة د. يوسف القرضاوي خطبة الجمعة يوم غد في ميدان التحرير بالعاصمة المصرية القاهرة، في إطار فاعليات "جمعة النصر" الذي تحتفل فيه القوى الشعبية بإسقاط الرئيس حسني مبارك. وكان د. القرضاوي من أوائل مؤيدي الثورة في مصر، حيث باركها منذ بدايتها ودعا إلى دعمها والمشاركة فيها بكثافة، كما حث الشباب المتظاهرين في ميدان التحرير إلى الثبات والحذر من محاولات النظام التفريق بينهم. كما اتهم الرئيس المخلوع بأنه بدأ يذبح شعبه وذلك عندما لجأ نظامه إلى البلطجية لمواجهة الثوار، ما أسفر عن سقوط قتلى. ودعت قوى الشباب إلى مسيرة مليونية في ميدان التحرير يوم غد الجمعة للاحتفال بانتصار ثورة 25 يناير، وتمكنها من إسقاط أحد أعتى الأنظمة المستبدة في المنطقة في 18 يوما. وذكرت شبكة "أون إسلام" أن القرضاوي سيلقي الخطبة بدعوة من ائتلاف شباب الثورة الذي يضم تيارات متعددة من الشباب الذين ساهموا في صنع الثورة، ومن مجلس أمناء الثورة كذلك؛ عرفاناً منهم بدور الشيخ في حشد الجماهير للانضمام للثورة بتوجيهه خطابات متعددة للمتظاهرين في كافة أنحاء مصر، يؤكد لهم على شرعية ثورتم وضرورتها، وذلك في وجه عدد من الشيوخ الذين زعموا حرمة التظاهر والخروج على الحاكم. ودعا ائتلاف شباب الثورة الشعب المصري إلى الاحتشاد يوم الجمعة للاحتفال بنصر ثورتهم، إضافة إلى تذكير المجلس العسكري الأعلى الذي يدير شئون البلاد بلزوم الإسراع في تحقيق بقية مطالب الثورة، وعلى رأسها القصاص من قتلة الشهداء وإطلاق سراح المعتقلين. وكان د. القرضاوي قد أقسم بلهجة واثقة في خطبة الجمعة الماضية قبيل ساعات من إعلان تنحي مبارك بأن النصر سيكون للشباب المصري؛ مشددا على أنهم "بذلوا كل عزيز وغالي وثابروا في الميدان والله لا يضيع عملهم هباءً وسدى". ومن المقرر أن تركز خطبة يوم غد على دور شباب الثورة في المرحلة المقبلة لتحقيق الهدف الأسمى للثورة وهو بناء مصر حرة ديمقراطية متقدمة، ودورهم كذلك في مقاومة الفوضى التي يسعى فلول النظام السابق لنشرها في مصر لتعطيل مسيرة الثورة. كما تتناول الخطبة أيضا دلالات وجماليات التلاحم الذي ظهر خلال أيام الثورة بين أبناء مصر من أغنياء وفقراء، مسلمين ومسيحيين، متدينين وغير متدينين، متعلمين وغير متعلمين. وكانت مصادر صحفية قد تداولت أنباء عن أن القرضاوي كان موجودا في مصر في بداية اندلاع الثورة، غير أنه تعرض لمضايقات أمنية أجبرته على ترك مصر؛ حتى لا يساعد وجوده على زيادة إزكاء الثورة ضد النظام. وبعد يومين من تنحي مبارك سئل القرضاوي في برنامجه "الشريعة والحياة" على قناة الجزيرة ما إذا كان سيعود إلى مصر، فقال إنه قد يفعل ذلك وأن ليس هناك ما يمنع من عودته إلى مصر