قال مسؤولون أمريكيون ويمنيون إن الولاياتالمتحدة غيرت موقفها الداعم للرئيس اليمني علي عبد الله صالح حتى في وجه الاحتجاجات المتنامية، وخلصت إلى انه لن يجري أية إصلاحات مطلوبة ولا بد أن يتنحى عن السلطة. وذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) ان إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما حافظت على دعمها لصالح سراً وامتنعت عن انتقاده مباشرة في العلن، حتى عندما أطلق مؤيدوه النار على المتظاهرين، لأنها كانت تعتبره حليفاً أساسياً في القتال ضد القاعدة في اليمن. وأشارت إلى أن موقف الإدارة الأمريكية ولد انتقادات كبيرة لها واستدعى وصفها بالخبث إذ سارعت إلى المطالبة بالإطاحة "بالاستبدادي القمعي" في ليبيا وإنما ليس في دول حليفة لها مثل البحرينواليمن. إلا أنها نقلت عن مسؤولين في الإدارة قولهم ان هذا الموقف بدأ يتغير منذ الأسبوع الماضي، وفيما لا يضغط المسؤولون الأمريكيون على صالح علناً للرحيل إلا انهم أبلغوا حلفاءهم بأنهم يرون انه ما عاد قادراً على البقاء في منصبه ويعتقدون ان عليه الرحيل. وقال مسؤول يمني ان الموقف الأمريكي تغير عندما بدأت المفاوضات مع صالح بشأن مغادرته المحتملة للسلطة قبل أسبوع قريباً. وأوضح المسؤول أن "الأمريكيين يدفعون باتجاه تغيير السلطة منذ بداية" هذه المفاوضات لكن ليس علناً لأنهم "ما زالوا مشاركين في المفاوضات". ويشار إلى أن هذه المفاوضات تتركز حالياً حول اقتراح تسليم صالح السلطة إلى حكومة انتقالية يقودها نائبه إلى حين إجراء انتخابات. وأكد المسؤول اليمني أن هذا المبدأ "ليس موضع خلاف وإنما فقط التوقيت وآلية الرحيل". وبدأت المفاوضات في صنعاء بعدما أقدم مسلحون مرتبطون بالحكومة اليمنية على قتل أكثر من 50 شخصاً كانوا يحتجون في تظاهرة مناهضة للحكومة في 18 آذار/ مارس الماضي ما أدى إلى انشقاق الكثير من المسؤولين رفيعي المستوى. ويشار إلى أن المسؤولين الأمريكيين واليمنيين الذين تحدثت إليهم الصحيفة طلبوا عدم الكف عن هويتهم. واعتبرت (نيويورك تايمز) انه من غير الواضح ما إذا كانت الولاياتالمتحدة تبحث انتقال صالح وعائلته بأمان إلى بلد آخر، وإنما هذا هو اتجاه الحديث في صنعاء. ولفتت إلى انه في الأيام الأخيرة ألمح المسؤولون الأمريكيون في واشنطن إلى تغير الموقف الأمريكي، وقال أحدهم إن مجموعات متعددة مثل "القاعدة" و"الحوثيون" يستغلون الاضطراب السياسي الحالي فيما بدأت تظهر شروخ داخل الجيش والمؤسسات الأمنية. وأضاف المسؤول "إلى أن يتمكن الرئيس صالح من التوصل إلى حل للمأزق السياسي. فيعلن متى وكيف سيفي بالتزامه ويأخذ خطوات ملموسة لتلبية مطالب المعارضة، سيكون الوضع الأمني في اليمن في خطر التدهور". وقال مسؤول آخر إن "الخطوات الملموسة" قد تكون الرضوخ لطلب التنحي. ويشار إلى أن المواجهات ما زالت مستمرة في اليمن، حيث استخدمت قوات الأمن الاثنين الغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرة باتجاه القصر الرئاسي. ويذكر أن منظمة (العفو الدولية) قدرت عدد القتلى منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للحكومة في اليمن بما لا يقل عن 95 قتيلاً.