عاجل: بيان صادر عن قبيلة سيبان بشأن معسكر ونقطة مسلحة أقامهما بن حبريش على أرض القبيلة (وثيقة)    أسبيدس تعلن انتشال 3 أفراد إضافيين من طاقم سفينة هاجمها الحوثيون    نيابة استئناف الجزائية المتخصصة بعدن تتلف كميات كبيرة من المواد المخدرة والمؤثرات العقلية    الوزير الزعوري يبحث مع المفوضية السامية بناء القدرات وتطوير أنظمة الحماية الاجتماعية    مدير عام المنصورة يتفقد مشروع إعادة تأهيل المساحات الترابية لتعزيز المشهد الحضري    الدولار يتخطى 2830 ريالاً والبنك المركزي يناقش مع البنوك إعادة هيكلة الشبكة الموحدة    - الممثل اليمني اليوتيوبر بلال العريف يتحوّل إلى عامل بناء في البلاط اقرأ السبب ؟    ميسي يسجل ثنائية رابعة تباعا مع إنتر ميامي ويحطم رقم بيليه    البشيري يتفقد مستوى الاداء في المركز الرقابي وفرع الهيئة بذمار    عشرة ملايين لتر .. مجموعة الشيباني تدشن توزيع مياه الشرب للتخفيف من حدة الأزمة بتعز    هام ورسمي .. اعلان نتيجة شهادة الثانوية الاسبوع المقبل    تعز تنتظر وعداً لا يُنسى    السيد القائد يوضح ماذا استجد في استهداف السفن .. واغراقها؟    ترامب يفرض رسوما جمركية بنسبة 50% على النحاس    الأرجنتين تواصل صدارة التصنيف العالمي لكرة القدم والمغرب الأول عربيًا    ألونسو : ريال مدريد سيبدأ الموسم المقبل «من الصفر»    الكثيري يطّلع على نشاط اتحاد التعاونيات الزراعية الجنوبي    الرئيس الزُبيدي يُثني على جهود السلطة المحلية بالمهرة ويشيد باليقظة العالية لقوات محور الغيظة    اجتماع رفيع في البرلمان البريطاني يناقش الأزمة في بلادنا وخيار استقلال الجنوب    شبوة.. استشهاد جندي وإصابة آخر في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية عسكرية في المصينعة    انتقالي الشحر بحضرموت يطّلع على سير عمل مشروع معهد أحمد النقيب للتعليم الفني    بعد اتهامها بعدم سداد 50 ألف يورو.. غادة عبد الرازق تخرج عن صمتها وتكشف حقيقة ما حدث    رئيس الوزراء يوجه بصرف مستحقات الطلاب اليمنيين المبتعثين وتصحيح قوائم الابتعاث    سان جيرمان يلقن ريال مدريد درسا ويتأهل لنهائي كأس العالم للأندية    تحذيرات أممية: أزمة الغذاء في اليمن تتفاقم وسط نقص حاد في المساعدات    خبير طقس: كتلة رطبة في طريقها إلى اليمن ستزيد من غزارة الأمطار    استهداف مطار( اللد) بصاروخ ذو الفقار    100 ألف طن من المعدات العسكرية الأمريكية ل"تدمير غزة" تصل إلى إسرائيل    ترامب يجتمع بقادة 5 دول أفريقية وعينه على معادنها الثمينة    يهودي من أبوين يهوديين.. من هو الخليفة أبو بكر البغدادي؟    الحكم على أنشيلوتي بالسجن عاما    سينر يتأهل.. وينتظر ديوكوفيتش    الهلال والنصر يتصدران دعم الأندية الخاصة    الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن    ساحل حضرموت.. ورقة الجنوب الرابحة لمجابهة مخططات تصدير الفوضى    المؤتمر ضد اعتقال شرف والحوثي والإصلاح ضد اعتقال الزايدي    بابور الاقتصاد تايراته مبنشرة    سؤال لحلف بن حبريش: أين اختفت 150 ألف لتر يوميا وقود كهرباء    عدن.. المدارس الاهلية تبدأ عملية التسجيل بدون اعلان رسمي وبرسوم مشتعلة وسط صمت الوزارة    ما فعلته الحرب بمدينة الحُديدة اليمنية .. رواية (فيلا ملاك الموت) للكاتب اليمني.. حميد عقبي.. سرد سينمائي يُعلن عن زمن الرماد    لصوص الوطن    ارتفاع حاد في رسوم التأمين على السفن المارة بالبحر الأحمر    نكتب .. ثم نمضي    لا حل عسكري للازمة السياسية اليمنية    اجتماع بصنعاء يناقش آليات التنسيق بين هيئتي المواصفات والأدوية    "حيا بكم يا عيال البرتقالة"    فتّش عن البلاستيك في طعامك ومنزلك.. جزيئات خفية وراء 356 ألف وفاة بأمراض القلب سنويًا    علماء يحلون لغز جمجمة "الطفل الغريب"    خبير: البشرية على وشك إنتاج دم صناعي    العلاج بالحجامة.. ما بين العلم والطب والدين    - وفاة عميد المخترعين اليمنيين المهندس محمد العفيفي صاحب الأوتوكيو ومخترع ال 31 ابتكارا    اكتشاف مدينة مفقودة في بيرو عاصرت حضارات مصر القديمة وبلاد الرافدين    الخبير المعالج الصلوي: الطب الشعبي مكملاً للطب العام ، في عدة مجالات    بعد ليزا نيلسون.. فنان فرنسي يتهم مها الصغير ب"سرقة" لوحاته    أين علماؤنا وفقهاؤنا مع فقه الواقع..؟    العام الهجري الجديد آفاق وتطلعات    (نص + فيديو) كلمة قائد الثورة بذكرى استشهاد الإمام الحسين 1447ه    عاشوراء.. يوم التضحية والفداء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المدافعون عن الانفصال!
نشر في نشوان نيوز يوم 14 - 11 - 2012

خلال الأسابيع الماضية حاولنا مناقشة وتفكيك عدد مهم من بنود الخطاب الانفصالي الشائعة في بعض وسائل الإعلام؛ التي تعمل منذ سنوات لتزييف وعي المواطن اليمني وإقناعه بأن الانفصال خيار سياسي شرعي، وقضية جنوبية شرعية بسبب حرب 1994 وما تلاها، وقضية وطن وشعب، وتاريخ وهوية مغتصبة!
وقد ساعد على شيوع ذلك الخطاب؛ بأباطيله المخلوطة بشيء من حقائق الممارسات السيئة للنظام السابق؛ ذلك التشويش المأساوي الذي تعيشه الذهنية اليمنية بسبب الحسابات الخاطئة لدى قوى وطنية وحدوية وناشطين سياسيين وحقوقيين عجزوا عن التفريق بين الرئيس السابق علي عبد لله صالح ونظامه وبين وحدة الوطن والشعب اليمني.. فلأن (صالح) هيمن على السلطة منفردا بها بعد 1994، وجعل من الوحدة أبرز إنجازاته فقد تحولت عند فريق إلى سيئة سوداء وعمل مضاد للتاريخ (الجنوبي) المستقل.. وتحولت عند فريق آخر إلى قضية يمكن الأخذ فيها والرد والقبول والرفض ولا عيب إلا في الدفاع العاطفي عنها! وأخلد كثيرون ممن ما زالت الوحدة قيمة عظيمة لديهم إلى السكون في مواجهة الإرهاب السياسي والفكري الذي يسلطه (المدافعون عن الانفصال) على معارضيهم؛ بدءا من اتهامهم بالعمالة لصالح، وانتهاء بكراهية الجنوب والجنوبيين، ومرورا بتحميل المواطنين في الشمال مسؤولية المشاركة مع صالح في ارتكاب الأخطاء ونهب الجنوب وتغيير سماته التاريخية!
(2)
يمكن التمييز بين أنواع من هؤلاء المدافعين عن الانفصال.. فأقلهم جموحا الذين اضطروا لإعلان موافقتهم على المبدأ على اعتبار أن الدعوة إلى الانفصال خيار سياسي مشروع مثله مثل الدعوة لإحلال النظام البرلماني بدلا عن النظام الرئاسي محاولين؛ إن أحسنا الظن فيهم؛ أن يمتصوا جموح دعاة الانفصال وإقناعهم بأن مخاطر الانفصال وسلبياته أسوأ من استمرار الوحدة بشكل جديد كالفيدرالية ذي الشطرين أو أكثر.. وأكثرهم جنونا أولئك الذين جعلوا من الانفصال قضية شعب لا ينتمي لليمن، وهوية وطنية مختلفة عن الهوية اليمنية، وتاريخ مغاير منبت الصلة بالتاريخ اليمني العام. ويأتي بين هذين الفريقين طرفان؛ أولهما: تبنى القضية الجنوبية مؤخرا بعد سقوط صالح عن كرسي الرئاسة؛ ومعظم هؤلاء من الجنوبيين الذين عاشوا في كنف نظام صالح حتى الدقيقة الأخيرة، ومعهم مجموعة من الجنوبيين الحزبيين السابقين الكارهين لأحزاب المعارضة وخاصة الإصلاح!
وهناك الطرف الآخر الذي يضع رجلا في مربع الانفصال وأخرى في مربع الوحدة على قاعدة المثل اليمني: (إن سبرت فَمَرَه وحمار، وإن بطلت فهدار في هدار) وبتفسير آخر: إن سبر الانفصال فنحن جنوبيون وإن بطل فنحن مع الوحدة!
الفريق الغاضب من أجل الجنوب لعيون صالح تبدو انتهازيته واضحة للعيان؛ لكن أسوأ ما فيه أنه يبدو مستعدا للتحالف مع أعداء صالح الأقدمين: الانفصاليين والطائفيين نكاية في خصومه الذين نجحوا في الإطاحة به في الثورة الشعبية! أما الفريق المجاهر بالانفصال وفك الارتباط فأسوأ ما فيه ليس فقط قياداته الملوثة تاريخيا بدماء أبناء الجنوب والاضطهاد الظالم الذي عاناه الجنوبيون منهم؛ بل في كونهم مجموعة من المتهورين السياسيين الذين يؤدون دور: علينا وعلى أعدائنا بحماقة نادرة!
(3)
الفريق الأخير (بتاع المرة والحمار والهدار) هو الذي يهمنا اليوم لأنه يتستر داخل تيار وحدوي عريق، وينشط داخل أروقته وبوسائله الإعلامية ويتصدر صفوفه الأولى، ويستغل ذلك لرفع صوته عاليا خالطا بين الحق والباطل، ومغلفا كل ذلك بصوت مرتفع ليرهب المدافعين عن الوحدة لحساب المدافعين الانفصال.. وإن اضطر بسبب حماقات الانفصاليين لانتقاد تصرفاتهم الإقصائية فمن باب أن أفعالهم السيئة تنعكس سلبا على مشروعهم! وفي المحصلة النهائية يبدو هؤلاء أشد سوءا من السابقين؛ بمن فيهم (انفصاليو آخر لحظة) من مخلفات نظام صالح؛ ليس لأنهم يريدون ضمان مكاسب شخصية في الحالتين، ولكن لأنهم يكمنون في وسط تكتل اللقاء المشترك المعني الأول بالمحافظة على وحدة الوطن والشعب في ظل نظام سياسي عادل لجميع المواطنين!
كالعادة لن نذكر أسماء، وسنكتفي بمناقشة الأطروحات والأقاويل وكل واحد يتحسس على قرعته. والغريب أن هؤلاء هم أعلى الأصوات تنديدا بالمدافعين عن الوحدة وكأنها جريمة، ويقومون بدور الفيلسوف المتحاذق منددين بهم بأنهم (يتحدثون عن الوحدة كمفهوم متعال مجرد من أي مضمون ومفهوم معزول عن حياة الناس وحاجياتهم وآمالهم وتطلعاتهم. ويعتبرون الوحدة وحدها بعيدا عن نتائجها هي الحلم والأمل والتطلع.. بغض النظر عما يلمسه أو لا يلمسه الناس من تلك المعاني!)
وصاحب هذا الكلام معذور في كلامه هذا؛ وهو لا يعلم –لأنه كان خارج اليمن بداية الوحدة- أن التحفظات على طريقة سلق النظام السياسي للوحدة لاقت اعتراضات قوية منذ اليوم الأول، بينما كان هو وأمثاله؛ من المدافعين عن الانفصال الآن؛ هم أعلى الأصوات تمجيداً للوحدة بعيداً عما يلمسه أو لا يلمسه الناس؛ لسبب بسيط وهو أنهم كانوا يومها هم: السلطة والثروة والقوة العسكرية والأمنية والإعلامية، وكانت الوحدة تعني عندهم كل ما سبق، ويومها أعموا أبصارهم، ووضعوا أصابعهم في آذانهم عن كل من حذر من طريقتهم المتغطرسة المتعالية(!) في تحقيق الوحدة، ولم يستيقظوا من غفلة: التعامل مع الوحدة كمشروع استثماري مشترك مع صالح إلا وهم يفرون عبر البحر على ما تيسر من القوارب تصحبهم أغنية عطروش الشهيرة: (هيب.. هيب.. هيبه!).
وواحد ثان منهم يعد الدفاع عن الوحدة ومحاسنها والتحذير من مخاطر الانفصال بأنه تجاهل وجهل لما تشهده المحافظات الجنوبية من رفض لنتائج حرب 1994 (وهو يقصد تغير المعادلة السياسية وخروج طرف منها إلى المعارضة) لكنه لا يقول: لماذا لم يظهر هذا الرفض الجنوبي إبان الحرب دفاعا عن الهوية المستقلة المزعومة؟ ولماذا تركوا (الاحتلال) يدخل ويستقر 16 سنة؟ ولماذا شارك عتاة المدافعين عن الانفصال الآن في النظام السياسي لليمن الموحد وانخرطوا في البرلمان والأحزاب المؤمنة بالوحدة اليمنية، ومثلوا اليمن في مؤتمرات إقليمية دولية؟ هل لأن الوحدة ظلت رغم الحرب مشروعاً استثماريا يمكن الاستفادة منه.. أم لأنهم ظلوا يفهمون الوحدة بتعال مجرد من أي مضمون؟ أما إن كان يقصد بنتائج الحرب: ممارسات الفساد والمظالم فهذه لا علاقة لها بالوحدة أو الانفصال ومواجهتها بإصلاح النظام السياسي وليس بإسقاط الوحدة لكي يعود إلى حكم الجنوب المتآمرون مع صالح على الوحدة عام 1990!
(4)
ومن هؤلاء من يتهم المدافعين عن الوحدة بأنهم لا يقدمون الأفضليات والمكاسب التي يمكن أن تقدمها الوحدة لكل الناس في الشمال والجنوب والشرق والغرب، ويفضلون الحديث عن الوحدة باعتبارها مقدسا خرافيا أو باللجوء لنطق: واعتصموا بحبل الله جميعا!
والرد على هذا التخريف أسهل من ابتكاره.. فما هي المكاسب للجنوبيين فقط التي ستعود عليهم من الانفصال؟
باستثناء أمراء الانفصال الذين يحلمون بالعودة للسلطة؛ فماذا سيستفيد الجنوب والجنوبيون: الثروة البترولية في حضرموت؟ وهل سيرضى أهلها أن تكون لكل الجنوب ويتساوى نصيب الحضارمة فيها مع أهل الضالع وردفان وأبين ولحج؟ ها هم أولاء يتحدثون بوضوح من الآن أن حضرموت إن لم يتح أن تعود مستقلة: قعيطية وكثيرية فأقل المقبول وضعية سياسية متميزة تقرب من الحكم الذاتي وخاصة: الثروة البترولية.. (وخلوكم بعيد منا يا جنوبيين ويا شماليين.. وكفاية تحملناكم من 1967!).
وما هي المكاسب التي ستعود على أهل عدن بالانفصال إذا عاد الذين ساموهم العسف والجبروت وحتى الإهانة لأنهم سلالة المدلعين تربية بريطانيا؟ وما هو أفضل لعدن عند سكانها الأصليين: أن تكون مستقلة عضو في الكومنولث البريطاني أم يعود ليحكمها ما تبقى من طغاة العنف الثوري والسحق الطبقي وسلالتهم الذين يظهرون اليوم بشعارات الغيرة على عدن والجنوب وهم يحسبون أن الناس قد نسوا كيف ساموهم الويل يوم كانوا في السلطة حتى كان منتهى أمل المواطنين كيف يهربون من وطنهم؟
وأحدهم مثلا يزعم أن التمييز المناطقي وصل إلى درجة أن المواطن في أبين أو عدن لم يعد يستطيع ان يشتري أرضاً بجوار منزله ليبني عليها غرفة او غرفتين إلا بموافقة واحد من سنحان أو العصيمات(!).. وذكر سنحان هنا مفهوم؛ لكن ذكر العصيمات بالذات غريب وخاصة أن صاحب هذا الكلام من السياسيين المقربين من الشيخ حميد الأحمر بالذات! لكن ما علينا.. فقد جاء يوم لم تكن العائلات في عدن تلتئم في مكان واحد إلا بعد أن تسلم منزلها مجانا لواحد من (…) أو (…) ليستخرج لها رخصة سفر بدون عودة وإلا فإن أفراد العائلة يعيشون مشتتين بين بلاد الله! ولا نريد أن نقول إن الزعم السابق أكذوبة كبيرة من أكاذيب الحراك الانفصالي وإن كنا نعلم يقينا أن المواطنين في عدن لم يبنوا بيوتهم دون خوف إلا بعد الوحدة وبالأخص بعد 1994! أما قبلها فمن كان أصلا قادرا على بناء بيت إلا إن كان من سنحان الجنوب في تلك الأيام!
(5)
تهديد المدافعين عن الوحدة وصل إلى درجة مسلية لأنها ستنقلب على المدافعين عن الانفصال أنفسهم.. فمثلا يقولون بغطرسة: هل يرضى المدافعون عن الوحدة بإعادة الغنائم الفردية والحكومية للجنوبيين؟ ونحن نرد نيابة عنهم: نعم.. كل ما أخذ حراما ونهبا وتأميما ومصادرة من ممتلكات المواطنين والدولة وخاصة في عدن؛ يجب إعادتها إلى ملكية المواطنين والدولة بدءا من 1967 وخاصة المنازل والفلل الموروثة من سلطة الاستعمار وتقاسمها المنتصرون وتملكوها حتى الآن.. فهي ملك للدولة ولا يجوز أخذها وإلا جاز كل ما وهبه نظام صالح من أراض وبيوت بعد الحرب! .
أما الأراضي المصادرة خارج عدن فنحن الذين نسألكم: هل يحق لأصحابها أن يستعيدوها أم أنها جائزة النهب والفيد؟ لماذا تقاتلون عما تزعمون أنها أملاككم ووظائفكم وحقوقكم ولا تفعلون الشيء نفسه لمواطني الجنوب الذين صادرتم ممتلكاتهم، ومنهم من تعرض للطرد من وظيفته، ومنهم من نزح مثلكم للخارج تاركا وظيفته وحرم حقوقه بسببكم.. أليسوا هؤلاء يستحقون أيضا بندا خاصا بهم في مؤتمر الحوار الوطني أو على الأقل تجعلون قضيتهم رقم (21) للتهيئة للحوار؟
هذا هو العدل.. أما المطالبة بإعادة منهوبات فترة واحدة فقط وغض الطرف عن المنهوبات السابقة فأمر يدل فقط على العقلية التعيسة للنهابين الأوائل!
وآخر التهديدات المسلية سؤالهم: هل يرضى المدافعون عن الوحدة بفيدرالية ثنائية يتساوى فيها الطرفان في المؤسسات المركزية؟
أبشر يا هذا.. فالمدافعون عن الوحدة مستعدون لمنح الفيدرالية لكل محافظة يتساوى في ظلها المواطنون في المؤسسات المركزية، ويحكم أبناء كل محافظة أنفسهم بأنفسهم بعيدا عن الوصاية باسم الجنوب والشمال.. أو تحت أي مبرر مناطقي أو قبلي أو ثوري حراكي!
فقط نحن نتحداكم أن تعلنوا موافقتكم على أحقية كل محافظة لممارسة حق تقرير المصير أو فك الارتباط أو الانفصال أو التمتع بفيدرالية خاصة بأبنائها وليس فيدرالية ثنائية يخطط النهابون الاوائل لها على طريقة جنوب السودان!
نتحداكم.. فهل تجرأون على القبول بفيدرالية لكل محافظة؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.