قبل نحو عام، استبشر أهالي محافظة تعز بزيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، التي حملت في طيّاتها آمالًا كبيرة لكسر الحصار واستعادة مظاهر الحياة التي فقدتها المدينة لسنوات. بدت الزيارة حينها كنافذة تُطل منها الدولة على تعز، وعلّق المواطنون آمالهم على وعود طال انتظارها. لكن تلك الوعود ما تزال، حتى اللحظة، حبيسة الكلام. المدينة تواجه أزمة متفاقمة في مياه الشرب، وسط غيابٍ تام لخدمة الكهرباء التي انقطعت عنها منذ أكثر من عشر سنوات. تحوّلت المياه إلى سلعة نادرة، والكهرباء إلى حلم يُروى في المجالس لا في الواقع، بينما يعيش السكان تحت وطأة الإهمال والتجاهل، رغم ما دفعوه من أثمان باهظة دفاعًا عن الجمهورية.
تعز، التي تصدّرت مشهد النضال الوطني، لا تطلب المعجزات. هي فقط تبحث عن الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة: الماء، الكهرباء، والاهتمام الرسمي المنصف. السكان يطالبون اليوم بتحويل تلك الوعود الرئاسية إلى خطوات عملية تُعيد للدولة حضورها، وتمنح تعز بعضًا من الإنصاف في خارطة الخدمات والمشاريع التنموية.
لم تكن زيارة الرئيس إلى تعز حدثًا عابرًا في ذاكرة المدينة، بل كانت لحظة تاريخية علّقت عليها آمال لا يزال صداها حيًا في وجدان الناس. ومن هذا المنطلق، تأمل تعز أن يتجدد الاهتمام، وأن تتحول الأمنيات إلى واقع يلامس حياة المواطنين الذين يستحقون أن تُسمع أصواتهم، وتُلبّى مطالبهم، بعد سنوات من الصبر والتضحية.