هل معقول أن السعودية التي تعرف الوضع اليمني جيداً صدقت أن هناك أزمة سياسية في اليمن وليس ثورة عظيمة؟. وأن وضع اليمن يختلف عن باقي الدول وهي تعرف أن علي عبدالله صالح أكبر فاسد ومدمر لليمن.؟ الكثير من اليمنيين يستفزهم ذكر السعودية، لأسباب تاريخية عديدة أهمها وقوف السعودية إلى جانب الإماميين ضد الثورة اليمنية العظيمة سبتمبر1962، ما أدى إلى حرب أهلية 5 سنوات ومقتل 70 ألف يمني و80 ألف مصري في اليمن؟ فهل ستكرر السعودية ذات الخطأ في هذه الثورة المليونية التي ملأت الساحات؟ ولقد انتصرت الثورة واهتزمت السعودية والإماميين حينها. لقد دافعنا عن السعودية كثيراً، لأننا نثق أنها من أكثر من يعرف أن علي عبدالله صالح هو أكبر كذاب في العالم.. والشعب اليمني قد قال كلمته، ولن يتراجع فيد أنملة وهو مستعد للتضحية بعشرات الآلاف ليروي ترابه، ويطهرها من دنس هذا النظام الفاسد.. ولكن الفارق سيكون بالحقد، والأيام دوال.. لقد أثبتت السعودية أنها تهزم نفسها في كثير من المنعطفات، حينما دعمت الملكيين في اليمن هزمت نفسها وانتصرت الثورة، وحينما استقدمت القوات الغربية استخدمتها لغزو العراق فإذا بأمريكا تسلم العراقلإيران، واليوم تثبت السعودية بتساهلها مع هذا النظام أنها لا تتعلم.. وهي ليست بمأمن عن سنن الله في الأرض.. ولو دامت لغيرك ما وصلت إليك... وشخصياً، لم أكن أصدق أن هناك تواطؤااً سعودياً مع العصابة الإجرامية التابعة لعلي عبدالله صالح، إلا عندما يلتقي خادم الحرمين بالرئيس صالح ولا تتوقف الدماء، وعندما أقرأ افتتاحية صحيفة الجزيرة أو مقال داود الشريان ، لأكتشف وكأنهم يعيشون خارج الكرة الأرضية.. يا هؤلاء.. سعوديون.. خليجيون.. تخوض قوات علي عبدالله صالح معركة بالصواريخ وأعتى الأسلحة منذ أسبوع للسيطرة على جولة في قلب العاصمة، بعد أن أصبحت معظم المحافظات خارج سيطرته، وقد قتلت شبابا بعمر الزهور ورجالا أخيارا، وقد حاربت الجيش الوطني.. وهي تسيطر على نصف العاصمة وبعض الجبال المجاورة لها.. وهي بحاجة لحرب مع جميع اليمنيين لكي تحكم. والحرب الأهلية لن تستفيد منها سوى إيران والشيطان.. وسوف تنتصر الثورة ولو بعد حين ولكن الفارق بالحقد. إن من سابع المستحيلات أن يتم التحاور والشراكة بين الثورة ورجالها وبين علي صالح وعصابته، لأسباب عديدة، أهمها أن عصابة صالح قد تلوثت بدماء الشعب، وكل أسرة شهيد تعرف من أطلق الرصاصة ومن أمر بها، وبالتالي فإن الصلح هو نقل الأزمة إلى الثأر والاغتيالات.. على الجميع أن يفهم جيداً أن الشعب اليمني سوف ينتصر، ولن يقف أمامه واقف، وكل شهيد ندفنه في الأرض ينبت آلاف الأبطال الرجال.. وأنها لن تكسب من الحياد أو التواطؤ مع صالح إلا ما كسبته من تحالفها مع أمريكاوإيران لغزو العراق. وأشد بأساً.. وعلى السعودية أن تعلن براءتها وتتحمل مسؤولياتها تجاه اليمن. باعتبارها الحضن الذي عالج صالح وهي في ذلك قامت بواجب انساني، لكن صالح عاد اليوم ليقتل الأطفال والطلاب في حي الجامعة من أجل السيطرة على "مطعم كنتاكي". في قلب العاصمة وأقدم شوارعها. أما دعم صالح فوالله أنها الحالقة. وصدق كاتب النشيد الوطني اليمني الفضول: هي أرضي زرعت لي في فمي.. بسمة الحب وناب الضيغمِ وهو إيماني يؤاخيه دمي.. فرحة النصر وحزن المأتمِ فوجودي ليس يخشى عدمي!!! فوجودي ليس يخشى عدمي!!!