اختتمت اليوم الخميس مؤسسة حرية للحقوق والحريات الإعلامية والتطوير الدورة التدريبية حول (الرصد والمناصرة) لحقوق الإعلاميين، التي نظمتها المؤسسة في العاصمة صنعاء على مدى ثلاثة أيام، بالتعاون مع بعثة الاتحاد الأوربي بصنعاء ودربت فيها المدربة والخبيرة الدولية سوزانّا إيكينين والتي أشرفت على تكوين العديد من وحدات الرصد والمناصرة في العديد من الدول. وحفلت هذه الدورة التدريبية التي شارك فيها 27 متدربا من الصحفيين من العاصمة صنعاء و17 محافظة بالتدريب على العديد من المهارات العملية والنقاشات للمعوقات التي تواجه الصحافيين اليمنيين في الميدان والخطوات العملية للتغلب عليها والاطلاع على خلاصة تجارب الدول التي يشبه حالها الوضع الإعلامي والحقوقي في اليمن. وأشادت الخبيرة سوزانا إيكينين بمخرجات هذه الدورة التدريبية وبالمشاركين المتميزين فيها من خلال ما لمسته من الحضور الفاعلوالتفاعل المستمر من قبل الصحافيين المشاركين في الدورة من مختلف المحافظات اليمنية.وأكدت على أهمية انعقاد مثل هذه الدورة التدريبية لرصد الانتهاكات ضد الحريات الاعلامية وتوثيقها والتدريب على الآليات العملية لمناصرة الصحافيين الذين يتعرضون للانتهاكات وملاحقة المرتكبين لهذه الانتهاكات. واطلعت الخبيرة الدولية من خلال نقاشاتها المعمّقة مع المتدربين في هذه الدورة على التحديات والانتهاكات والمخاطر التي تواجه حرية الصحافة والإعلام في اليمن، وحاولت استقراء الواقع اليمني من أجل الاسهام في وضع آلية مناسبة للرصد والتوثيق للانتهاكات التي يتعرضون لها وكذا وضع دليل عملي للسلامة المهنية للصحافيين في اليمن عبر مؤسسة حرية التي نفذّت هذه الدورة كباكورة لمشروعها الكبير (حرية الإعلام: رصد ومناصرة)، الذي تنفذه المؤسسة خلال العامين القادمين بالتعاون مع بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن. ودعت إيكينين إلى ضرورة استمرار التواصل والتشاور وتبادل الخبرات والمعلومات بين المشاركين في هذه الدورة بعد عودتهم إلى المحافظات التي يعملون فيها وان يكونوا مراسلين ميدانيين لرصد الانتهاكات ضد الحريات الاعلامية وتوثيقها في المناطق التي يمارسون فيها عملهم الصحافي. وعبر المشاركون في الدورة عن شكرهم لمؤسسة حرية وتقديرهم للجهود التي بذلت في سبيل إنجاز هذه الدورة التدريبية وفي سبيل تعزيز الحقوق والحريات الإعلامية وتعريفهم بآليات الرصد والتوثيق للانتهاكات وكذا المناصرة وسبل التواصل فيما بينهم لتبادل الخبرات والاستفادة من تجارب دول أخرى في هذا المجال. وتم تزويد المشاركين ببعض الأدبيات حول الرصد والتوثيق وحول نشاط المؤسسة الحقوقي وكذا بنسخ من الدليل القانوني للإعلاميين الذي اصدرته مؤخرا نقابة الصحافيين اليمنيين وكذا نسخ من التقرير السنوي الأول ل(الحريات الإعلامية في اليمن2012) الذي أصدرته مؤسسة حرية باللغتين العربية والإنجليزية. وفي ختام أعمال هذه الدورة التدريبية التقت الخبيرة والمدربة الدولية سوزانا إيكينين ورئيس مؤسسة حرية خالد الحمادي بممثل منظمة برلمانيون يمنيون ضد الفساد (يمن باك) البرلماني عبد المعز دبوان لمناقشة إمكانية تشكيل لجنة للسلامة المهنية للصحافيين من مختلف الجهات والأطراف المهتمة بالجانب الاعلامي. وأكدت إيكينين في هذا اللقاء على أهمية التشبيك والتنسيق والتعاون بين المنظمات الفاعلة، للعمل على تكوين جبهة قوية لحماية الإعلاميين في اليمن، بالاستفادة من تجارب مماثلة في دول أخرى، وأبدت استعدادها لتقديم نماذج وأدبيات مشاريع مماثلة لهذا المشروع الهام نفذ في العديد من الدول الأخرى، من أجل تجميع الجهود والإمكانات، بغية توفير الحماية للإعلاميين ومناصرتهم بعد القيام بعملية رصد الانتهاكات وتوثيقها وفق آلية تتناسب وخصوصية الوضع في اليمن.
