شيع حزب الله اللبناني اليوم السبت أحد عناصره في مدينة بنت جبيل جنوبلبنان، وذلك في ظل تصاعد التحذيرات من مغبة تورط الحزب في الصراع السوري، وتداعيات ذلك على الوضع بالمنطقة. وقال الحزب إن القتيل سقط أثناء تأدية "واجبه الجهادي" في إشارة ضمنية إلى مصرعه في سوريا. وتزايدت خلال الأسابيع الأخيرة الجنازات التي يشيع فيها عناصر من الحزب قتلوا أثناء مشاركتهم في القتال إلى جانب قوات النظام السوري. وتصاعدت التحذيرات خلال الآونة الأخيرة من انعكاسات تدخل حزب الله في سوريا، فقد أكد عضو هيئة علماء المسلمين في لبنان الشيخ سالم الرافعي، أن تدخل حزب الله في سوريا يجر البلاد إلى فتنة داخلية ويدفع الجيش السوري الحر لقصف القرى اللبنانية. وفي حديث للجزيرة، قال الرافعي إن حزب الله يجر لبنان لمشاكل كثيرة لأن الجيش السوري الحر يقوم في المقابل بقصف مناطق شيعية داخل لبنان، ويتسبب بهجرة أهاليها ردا على حزب الله، محذرا من أن الجيش الحر قد يقصف القرى الشيعية كلها في المستقبل القريب. واتهم الرافعي حزب الله بأنه "يمثل أجندة إيران بالمنطقة" في السيطرة عليها وإقامة دولة طائفية بما يحقق مصلحة إسرائيل، وأضاف أن السنة في لبنان اضطروا لإرسال شبابهم للدفاع عن لبنانيين يُقتلون في القصير وتلكلخ، وأنه كان يفترض أن تقوم الدولة اللبنانية بالدفاع عنهم. كما دفع تدخل حزب الله في سوريا علماء دين شيعة إلى التحذير من مغبة وضع الطائفة الشيعية في مواجهة مع محيطها. وتشهد منطقة القصير الحدودية معارك بين عناصر من الجيش الحر وحزب الله، وقال ناشطون سوريون إن ما لا يقل عن 18 عنصرا من حزب الله قتلوا في المعارك هناك، حيث تشارك عناصر من فرق النخبة التابعة للحزب في القتال إلى جانب القوات النظامية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان والمعارضة السورية. وكان نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله نبيل قاووق قد صرح الاثنين بأن قتال الحزب في سوريا هو للدفاع عن سكان لبنانيين، وأنه "واجب وطني وأخلاقي".