روى شقيق الشهيد علي أحمد عطية الذي قضى في حادث الهجوم الإرهابي الذي استهدف مستشفى مجمع العرضي بوزارة الدفاع تفاصيل أبشع جريمة على مشتشفى الدفاع. وقال: عبدالرحمن عطية - الذي أصيب في الحادث - إن "كان الانفجار هائلاً وأدى لإصابتي بجراح في الصدر والرأس، وفقدت الإدراك لدقائق قمت خلالها بالجري إلى خارج حوش الدائرة وعندما أدركت ما جرى وأن أخي وزملائي لا يزالون داخل المبنى أوقفت سيارة إسعاف" باص" كانت بدائرة شؤون الأفراد لإسعاف شخص مسن أصيب بالإنفجار وعدت بها إلى هناك. ويضيف: في الدائرة المالية كان المنظر مهولاً ورأيت أحد زملائي قد فقد بصره بفعل الزجاج المتناثر من النوافذ وبالداخل كان شقيقي وعدد من زملائه قد قاموا بإجراء إسعافات أولية لبعضهم البعض، وعندما أخبرتهم بوجود سيارة إسعاف فأجمعوا رأيهم بضرورة مغادرة المكان حيث كانت أصوات إطلاق النار تتوالى وتتصاعد وجميعنا لا نحمل أي قطعة سلاح. ويسطرد في شهادته ل"الثورة نت" "قمت مع شقيقي الشهيد بنقل الجرحى إلى داخل الباص وفي طريقنا إلى بوابة الدائرة المالية التي لا تبعد كثيراً عن بوابة المستشفى فوجئنا بشخص يرتدي ملابس عسكرية وهو يطلق النار على ثلاثة أشخاص لا يحملون أسلحة ليرديهم قتلى ثم اتجه نحو الإسعاف التي نحن فيها وأطلق الرصاص على عجلتها الأمامية". ويواصل عبدالرحمن: "لا أحد يصدق أن إنساناً مهما بلغت به درجة الحقد والعدوانية سيقوم باستهداف جرحى فوق سيارة إسعاف .. مضيفا" كان الإرهابي يتقدم بخطوات نحونا وبمجرد أن رآنا من خلال زجاج النافذة باشر إطلاق النار على رأس زميلنا الجريح الذي كان جالساً بالكرسي الأمامي لتتناثر أشلاؤه وقطع من جمجمته علينا داخل الإسعاف". ويستعيد عبدالرحمن أنفاسه مسترجعاً تلك اللحظات الرهيبة قائلا: أمسك الشهيد عطية يدي في تلك اللحظات وكان الارتباك هو سيد الموقف ورغبتنا عارمة في التحامل على جراحنا والخروج لمواجهة الإرهابي رغم أننا لا نمتلك أي قطعة سلاح، لكن ذلك المجرم كان كآلة مبرمجة للقتل ولم تعتره أية عبرة أو تردد وهو يفتح الباب الجانبي للباص وبدأ بتسديد فوهة رشاشه على رؤوس الجرحى واحداً واحداً، وكان آخر من استهدفهم الإرهابي من الجرحى هو الشخص المسن الجريح الذي تلقى عدة رصاصات في صدره قبل أن يطلق الإرهابي النار على رأسه وتتناثر جمجمته فوقي مباشرة". وحول نجاته يقول عبدالرحمن: "كانت معجزة إلهية بمعنى الكلمة فبعد فراغ الإرهابي من قتل الموجودين داخل الإسعاف وعددهم 7 أشخاص اتجه نحوي وأنا مكوم بين جثث الزملاء وتغطيني الدماء والأشلاء فشك في بادئ الأمر أنني قتلت وقبل أن يسدد لرأسي رشاشه قام أحد أبطال حراسة الوزارة وهو على مبعدة من موقعنا بإطلاق النار من سلاحه صوب الإرهابي الذي لاذ بالفرار واحتمى بمبنى المختبرات المقابل". وواصل: بقدر ما أحمد الله على نجاتي من ذلك الكابوس الدامي والذي لا أعتقد أنه يحدث في أبشع القصص وأكثرها رعباً .. فإنني أطالب بالثأر لدم أخي الشهيد وكل زملائه وللضحايا الأبرياء الذين اغتالتهم يد الإرهاب بكل ذلك الدم البارد وأناشد أيضاً كل أبناء المجتمع للتلاحم والوقوف صفاً واحداً في مواجهة الإرهابيين المجرمين الذين تعدت أفعالهم حدود المعقول وتجردوا من كل الصفات الإنسانية".