اعتبر العديد من المحللين الثلاثاء ان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الموجود في اليمن، غير قادر على تنفيذ تهديداته بالسيطرة على مضيق باب المندب الاستراتيجي الذي يمر منه 30% من حجم التجارة العالمية. وقال المحلل العسكري رياض قهوجي مدير مؤسسة الشرق الادنى والخليج، ومقرها دبي، "لا اعتقد انهم قادرون على السيطرة على باب المندب" موضحا ان "اغلاق المضيق يحتاج الى قدرات لا تتوفر لديهم كالقدرات الجوية والصواريخ المضادة للسفن". وكان رجل الاعمال السعودي طارق بن لادن، الاخ غير الشقيق لاسامة بن لادن، اعلن عام 2008 رغبته في بناء جسر على البحر الاحمر فوق مضيق باب المندب يربط افريقيا بشبه الجزيرة العربية. الا ان هذا المشروع لم يوضع موضع التنفيذ. كذلك شكك المحلل السعودي انور العشقي في ادعاءات القاعدة بالسيطرة على مضيق باب المندب واعتبر ان من يريد السيطرة على باب المندب "لا بد ان يسيطر قبل ذلك على عدن". وقال العشقي رئيس معهد الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية "لا يمكن للقاعدة ان تسيطر على عدن وعلى باب المندب لان هذا بعيد المنال" مؤكدا ان "الجهة الوحيدة القادرة على السيطرة على باب المندب هي القبائل اليمنية القوية". واعتبر ان "القاعدة في جزيرة العرب ليست بالقوة التي يعتقدها البعض. فهي ليست دولة او مؤسسة لتدعي ان بامكانها السيطرة على باب المندب الذي تعبره 30% من التجارة الدولية". وكان "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" تأسس في اليمن مطلع 2009 مع اندماج الفرعين السعودي واليمني للقاعدة ويضم في صفوفه عددا كبيرا من السعوديين. من جانبه اعتبر الخبير المصري في شؤون الجماعات الاسلامية ضياء رشوان ان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب "ليس لديه اي امكانيات للسيطرة على باب المندب". وقال "القاعدة لا تملك القدرة على التنفيذ لانه لا بد ان يكون لها قاعدة برية على ضفتي المضيق وهو ما ليس متوفرا لديها، كما انه ليس لها خبرة في العمليات البحرية". وتساءل رشوان "كيف يمكن لتنظيم ان يدعي امكانية السيطرة على باب المندب بينما لم يقم هذا التنظيم باي عملية كبيرة منذ الهجوم الفاشل على السفارة الاميركية في صنعاء 2008" بعد فشل الانتحاريين في دخول السفارة. واعتبر ان دعوة سعيد الشهري، الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الى ضرب "مصالح الاميركيين والصليبيين المنتشرة في كل مكان" خطيرة لانها "تعطي حجة اضافية لتعزيز الحضور الاميركي والغربي في المنطقة". كذلك فان وجود اساطيل الدول الغربية وغيرها من الدول ومن الصين في خليج عدن والمحيط الهندي وبحر العرب من شانه ردع اي نوايا لانصار القاعدة في السيطرة على المضيق. وقال رياض قهوجي "في حالة اثبتوا تهديداتهم فان الاساطيل الدولية المتواجدة في المنطقة ستتدخل". من جهة اخرى وبشان دعوة الشهري الى متمردي حركة الشباب الاسلامية في الصومال لمساعدة تنظيمه اعتبر قهوجي ان الشباب الصوماليين مجرد "دعاية" وقال انهم "يخوضون حربا اهلية ولا يسيطرون تماما على الاراضي الصومالية".
