آه لو طرت معي فوق عرانين الجبال/ ورأيت الشاطئ المسحور في ضوء الهلال/ وسمعت الحور ينشدن أناشيد الجمال /لا تقولي شاعر قد هام في وادي الخيال/ ذاك قلبي سطرت فيه أحاديث الليال. إنها قصيدة بعنوان السر المباح. وهذا كلام رومانسي فلا عجب أن يقول الدكتور عبدالعزيز المقالح.. أن غانماً كان أول من ادخل الرومانسية في الشعر اليمني. نعود في حلقتنا الثالثة إلى حديث المقدمة للدكتور شهاب محمد عبده غانم والذي أري فيه بأنه " شريط الذكريات " الهام والوثائقي عن عملاق الأدب اليمني الشاعر الدكتور محمد عبده غانم رحمه الله. اذكر والحديث للدكتور شهاب على سبيل المثال إنني في نهاية زيارة من زياراتي شبه السنوية لوالدي في صنعاء في الثمانينات رافقني إلى المطار وبعد ان ودعته وأنجزت معاملات الهجرة تنبهت اى ورقة هامة كنت وضعتها في جيبي أثناء أعداد حقيبة السفر لا سلمها لوالدي قبل وداعه فطلبت من الضابط على البوابة ان يسمح لي لا خرج لا سلم الورقة لا فرفض قلت له لن يستغرق الأمر سوى لحظة لا لحق بوالدي الدكتور محمد عبده غانم قبل أن يستقل السيارة عندما سمع اسم والدي قال:" أوالدك هو الدكتور محمد عبده غانم؟ إذن تفضل ولكن فضلاً عود بسرعة" وجدت والدي خارج المطار مواجها الحائط والدموع تنهمر من عينية بغزارة وعندما راني شعر بالإحراج وسلمته الورقة وعدت وأنا اشعر بالألم إذ أدركت مدى معاناته من الفراق والتي كان يخفيها وراء تبسمه وتجلده. وقد اخبرني شقيقي د. نزار انه عرف مرة من والدي انه تعود على الجلد إذ فقد والدته وهو طفل في السادسة ولكن عواطفه كانت تظهر جلبة في أشعاره. وحاولت أن استعين بوالدتي في كتابة سيرة والدي ولكنها في كل مرة تنفجر باكية عندما تبدأ الحديث عن الذكريات فاضطررت إلى صرف النظر عن ذلك, ثم أستغنت بعمتي شفاء رحمها الله وكانت امرأة شديدة الصلاح تقرأ عدة أجزاء من القرآن الكريم كل يوم دون توقف فعدثني عن أمور استفدت من بعضها في هذا الكتاب. ثم خلال رحلة إلي أمريكا وقعت تحت يدي كتب ومخطوطات وأوراق خالي الشاعر الكبير الصحفي علي محمد لقمان فالفت عنه كتاباً بعنوان( علي محمد لقمان نزيل عصيفرة ومختارات من شعره). * أ.د. محمد عبده غانم في سطور : ولد الشاعر د. محمد عبده غانم في الخامس والعشرين من شهر محرم سنة 1330 هجرية الموافق 15 من يناير سنة 1912 بمدينة عدن وتوفى في الثاني من ربيع الأول سنة 1415 هجرية الموافق 9 أغسطس سنة 1994 في صنعاء ودفن فيها في مقبرة خذمية. وقد حضر مواراته الأخيرة رحمه الله ثلاثة من أولادة وعدد كبير من الآهل والأصدقاء والمثقفين والأعيان ورجال الدولة وجمهور غفير من المواطنين. * دراساته ومؤهلاته العلمية والمهنية: 1-بكالوريوس آداب بدرجة ممتاز من الجامعة الأميريكيه ببيروت عام 1936 وكان بذلك أول خريجي جامعة حديثة في الجزيرة العربية (أي اليمن والخليج العربي). 2-شهادة فن التدريس من الجامعة الاميريكية ببيروت عام 1936. 3-دبلوم ما بعد التخرج في التربية من جامعة لندن 1949. 4-بكالوريوس آداب بدرجة الشرف الأولى في اللغة العربية من جامعة لندن عام 1963. 5-دكتوراه في الفلسفة في آداب اللغة العربية من جامعة لندن عام 1969. * محطات في حياته المهنية : 1-تدريس العربية والانكليزية بمدارس عدن الثانوية 1937-1941م. 2-مساعد ضابط المعارف بعدن 1941-1945. 3-ضابط دائرة المعارف في كل مراحل التعليم بعدن. 4-وكيل مدير المعارف بعدن 1956-1960 5-مدير المعارف بعدن 1960-1963 6-التقاعد الاختياري لدراسة الدكتورة كطالب خارجي والعمل في شركة شهاب للتأمين 1963-1967م. 7-عمل رئيساً لمجلس إدارة ميناء عدن 1967-1967. 8-أستاذ بدرجة بروفسور قسم اللغة العربية بجامعة الخرطوم-1977-1974 . 9-عميد كلية التربية وأستاذ الأدب العربي بجامعة صنعاء 1977-1980. 10-المستشار الثقافي بسفارة دولة الأمارات العربية المتحدة 1980-1984. 11-أستاذ الأدب العربي ومستشار مدير الجامعة وأول عميد لكلية الدراسات العليا بجامعة صنعاء 1984-1993.