دعا المفوض العام للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو جايترس والمفوض الأوروبي للتعاون الدولي والمساعدات الإنسانية السيدة كرستينيا جورجيف، المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم السخي لليمن في المجال الإنساني بما يمكنه من رعاية اللاجئين الصوماليين ومواجهة الأعباء المتزايدة جراء استمرار موجات نزوح اللاجئين فضلا عن مواجهة أعباء النازحين جراء أحداث صعدة . وأوضح المسؤولان الدوليان في مؤتمر صحفي مشترك عقداه أمس بصنعاء أن زيارتهما الحالية لليمن تستهدف الاطلاع على الوضع الصعب في اليمن و الذي يتجلى صعوبته بوجود أكثر من 240 ألف لاجئ و ما يقارب 300 ألف نازح جراء أحداث صعدة. وقال المفوض العام للأمم المتحدة :«هذه الزيارة المشتركة لمسؤولين في مفوضية الأممالمتحدة لشئون اللاجئين و مفوضية الاتحاد الأوروبي تعكس تقديرنا العالي للجهود الإنسانية لليمن » . وأضاف :«نشكر ونقدر عاليا لليمن جهوده الإنسانية والمتمثلة باستضافته وبكرم وسخاء مئات الآلاف من اللاجئين وتقاسمه معهم موارده المتواضعة ». وعبر نيابة عن مكتب الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين في اليمن عن شكره وتقديره العميق للحكومة اليمنية على تعاونها مع المفوضية وتذليل كافة الصعوبات والمعوقات التي قد تواجه سير نشاطاتها الإنسانية في اليمن. وقال :« العلاقات متميزة بين الحكومة اليمنية والمفوضية وتتسم بالانفتاح الكبير في الحوار مع بعضهما في مناقشة أي مشكلات قد تواجه عمل مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين وإيجاد الحلول المناسبة لها» . ودعا المفوض العام للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين المجتمع الدولي وفي مقدمته الدول المانحة بان لا يتركز اهتمامات دعمه على الأمور الأمنية المتعلقة بمكافحة الإرهاب فقط وان يأخذ بعين الاعتبار أن أحسن طريقة لضمان الأمن والاستقرار و مكافحة الإرهاب هو بناء المشاريع التنموية و محاربة الفقر وخلق فرص العمل لامتصاص البطالة . وأكد حرص المفوضية على مواصلة تقديم الدعم الإنساني لليمن فضلا عن اعتزامها توسيع هذا الدعم ليشمل المجالات التنموية والأمنية . وقال :« نجدد التزامنا بتقديم الدعم وجميع أشكال المساعدات الإنسانية للاجئين في اليمن ونازحي صعدة » ..مبينا أن مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين تؤمن أن المساعدات الإنسانية التي تقدم بناء على الحاجة دون أي شكل من أشكال التمييز هي وسيلة فعالة لبناء الثقة و تعميم الاستقرار . من جانبها عبرت المفوضة الأوروبية للتنمية الدولية و المساعدات الإنسانية عن شكرها الجزيل للحكومة وللشعب اليمني على هذه الجهود الإنسانية لرعاية اللاجئين والنازحين ..مشيرة إلى أنها والمفوض العام للأمم المتحدة لشئون اللاجئين زارا خلال الثلاثة الأيام الماضية صنعاء و صعدة وعدن و مخيم خرز و منطقة البساتين في عدن و اطلعا على وضع اللاجئين و النازحين في تلك المناطق ومستوى الرعاية والخدمات التي تقدمها الحكومة اليمنية لهم . وقالت المفوضة الأوروبية :« خلال زيارتنا كنت سعيدة جدا أن اشهد بأم عيني الكرم الذي يبديه اليمن لاستقبال اللاجئين رغم أن هذا البلد المضياف أيضاً يعاني من نزوح داخلي لمواطنين يمنيين»..مؤكدة أن اليمن بهذا الجهد الإنساني والموقف الكريم تجاه اللاجئين يستحق كل أنواع وأشكال الدعم من المجتمع الدولي . وأكدت السيدة جورجيف أن الاتحاد الأوروبي يقدر و يدعم بشكل كبير الجهود الإنسانية في اليمن..مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يقدم سنويا حوالي 330 مليون دولار للمساعدات التنموية في العالم وحوالي 40 مليون دولار مساعدات إنسانية للنشاطات الإنسانية على مستوى العالم. وأعلنت المفوضة الأوروبية للتنمية الدولية والمساعدات الإنسانية عن اعتزام الجانب الأوروبي زيادة مساعداته الإنسانية والتنموية لليمن بنسبة 50 بالمائة إلى جانب افتتاح مكتب إنساني في اليمن لتقديم مساعدات إنسانية بما يمكنه من تقديم الدعم الكافي ويكون على قرب لمعرفة احتياجات المستفيدين و المتضررين من اللاجئين والنازحين. وأكدت أهمية أن يكون هناك إمكانية الوصول إلى كافة النازحين والمناطق المتضررة من أحداث صعدة كي تؤدي هذه المساعدة الإضافية مهامها وتحقق الأهداف الإنسانية المنشودة منها . ولفتت إلى أنه تم الاتفاق خلال اللقاءات بين مسؤولي المفوضية الأوروبية ومفوضية الأممالمتحدة و مسؤولي الجهات الحكومية المعنية وممثلي الحوثيين في صعدة على تسهيل عمل منظمات الإغاثة و النشاطات الإنسانية دون أي معوقات. وشددت على أهمية استمرار الثقة المتبادلة كي يعم ويستمر السلام ولكي تستطيع المنظمات الدولية والإنسانية تقديم المساعدات وتنفيذ مشاريعها المكرسة لخدمة النازحين والإسهام في دعم المشاريع التنموية وإعادة الإعمار في المناطق المتضررة..مؤكدة أن الإتحاد الأوروبي ملتزم بشكل كامل بمواصلة دعمه لمسيرة التنمية في اليمن . الجدير بالذكر أن عدد اللاجئين الذين وصلوا إلى الشواطئ اليمنية خلال الفترة من يناير حتى نهاية نوفمبر 2010م بلغ 42 ألفاً و 322 لاجئا، بحسب آخر بيانات صادرة عن مكتب الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين في اليمن.