في إطار الجهود المبذولة على الساحة الوطنية لتوسيع نطاق المشاركة الشعبية في مناقشة التعديلات الدستورية، وإفساح المجال أمام كل أفراد المجتمع للإدلاء بآرائهم حولها أكانوا في إطار الأحزاب أو منظمات المجتمع المدني أو أفراداً، نظم منتدى الوحدة اليمنية الثقافي الاجتماعي بأبين ندوة سياسية تحت عنوان (الأهمية الوطنية والسياسية للتعديلات الدستورية) حضرها الأمين العام للمجلس المحلي بالمحافظة ناصر عبدالله الفضلي بمشاركة عدد من قيادات الأجهزة التنفيذية والمجالس المحلية ومنظمات المجتمع المدني والقانونيين والأكاديميين وجمع غفير من المواطنين وقطاعي المرأة والشباب. وفي الندوة تحدث أمين عام محلي المحافظة عن الأهمية والضرورة التي تكتسبها مناقشات التعديلات الدستورية ومشاركة كل أبناء الوطن باعتبارها تهمهم جميعاً ومن حقهم أن يقولوا رأيهم فيها ويشاركوا في صنع مستقبل الحياة السياسية والاجتماعية في البلاد من خلال دستور وطني يلبي آمال وطموحات كل أفراد المجتمع وينظم العمليات السياسية والاجتماعية والتنموية ويواكب مقتضيات العصر الراهن ويخدم المصلحة الوطنية العليا ويهيئ لحياة أفضل للأجيال اللاحقة في الوطن. كما أكد الفضلي أهمية الحوار والنقاش الهادئ المستند إلى روح النهج الديمقراطي والملتزم بالثوابت الوطنية والذي يحافظ على كل ما تحقق للشعب اليمني خلال مراحله النضالية الطويلة من مكتسبات وإنجازات، وما يحقق الأهداف الوطنية والتوجهات السياسية لبناء يمن ديمقراطي مستقر ومزدهر. جانب من الحضور في الندوة وفي الندوة أشار رئيس منتدى الوحدة اليمنية الثقافي الاجتماعي في أبين محمد الحاج سالم إلى أن قيادة المنتدى وهيئته الإدارية ارتأت أن من واجبها كمنظمة من منظمات المجتمع المدني أن تسهم في هذا الاتجاه لتوسيع قاعدة مناقشة التعديلات الدستورية وإتاحة الفرصة للجميع بتقديم آرائهم والاستئناس بآراء القانونيين الأكاديميين والسياسيين حول هذه التعديلات وما تمثله من أهمية وطنية وسياسية في هذه المرحلة والمراحل القادمة من حياة الشعب والوطن وتنظيم الحياة الاجتماعية والسياسية وكل ما يتعلق بالنشاطات المختلفة في المجتمع وتنميته .. ودعا الحاج الجميع إلى ممارسة حقوقهم الدستورية والسياسية والمدنية من خلال المناقشات والحوارات التي تحدد المتطلبات والحاجات الضرورية لتأمين المسيرة الوطنية والتنموية وتعزز النهج الديمقراطي والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة من خلال ما تفرزه صناديق الاقتراع، ووفقاً للإرادة الشعبية صاحبة الحق في كل ما يدور في الساحة وما يحقق طموحات وأماني كل أبناء الوطن اليمني الواحد بمختلف انتماءاتهم السياسية وتوجهاتهم الفكرية، وأكد أنه ليس من حق الأحزاب الانفراد بمناقشة وإقرار التعديلات الدستورية بمعزل عن أفراد الشعب. وأعلن الحاج أن المنتدى قد قرر تكريم عدد من الشهداء والمناضلين والشخصيات الوطنية في المحافظة تقديراً لأدوارهم الوطنية في خدمة المحافظة والوطن وفي إطار البرنامج التكريمي الذي وضعته قيادة المنتدى في إطار نشاطها الاجتماعي والإنساني. كما أعلن عن إنشاء صندوق اجتماعي خيري لمساعدة المحتاجين من أصحاب الأمراض المستعصية من أبناء المحافظة وفتح باب التبرع لرأسمال الصندوق وأوضح أنه سيتم اختيار لجنة محايدة من الشخصيات المشهود لها بالنزاهة وأعمال الخير من مختلف شرائح المجتمع. وفي إطار المناقشات والآراء التي تخللت الندوة تحدث عدد من الأكاديميين والقانونيين حيث أشار الأخوان د.صالح حيدرة محسن عميد كلية التربية بزنجبار والأخ جمال الجوهري رئيس منتدى عدن الثقافي إلى الأهمية التي يجب أن تحظى بها المناقشات حول التعديلات الدستورية ومشاركة كل القوى الوطنية والسياسية والأكاديمية والقانونية وكل أفراد المجتمع باعتبار الدستور مرجعية عليا للجميع ومستنداً قانونياً يحتكم إليه الكل، ومنظماً لكل التطورات المختلفة التي يشهدها الوطن في كافة الاتجاهات .. مؤكدين أن دور كل أفراد المجتمع أحزاباً سياسية ومنظمات مدنية وقطاعات مختلفة مهم وضروري في رسم صورة المستقبل المنشود، وتجاوز كل التحديات الماثلة أمام الوطن بشكل ديمقراطي وبإجماع شعبي ويحفظ الحقوق والحريات، ويمهد الطريق الذي يمضي فيه الوطن وكل أبنائه نحو آفاق متقدمة ومنظورة تساعد على التنمية والممارسة السياسية الحقة المعتمدة على الديمقراطية والحوار الوطني البناء والمسؤول وإرساء قواعد النظام المؤسسي في كل المجالات والرقي بالمستوى الاجتماعي والمعيشي والثقافي لأفراد المجتمع. كما قدمت العديد من الملاحظات والأفكار التي من شأنها تعزيز أهمية أيجاد دستور وطني يشارك في وضعه كل أفراد الشعب ويكون ملبياً لآمال وأحلام ومتطلبات الجميع في الوطن ويحقق المزيد من الديمقراطية والحرية ويحمي الوطن وحقوق أبنائه في حياة كريمة مستقرة ومزدهرة.