بداية يتوجب علينا نحن جميعاً أبناء اليمن أن نحمد ونشكر الله سبحانه وتعالى على رعايته ولطفه باليمن.. وعلى ما أنعم به على اليمن من ثروات عديدة (زراعية وسمكية ونفطية وغازية ومعدنية) وغيرها.. وعلى ما وهبنا من قائد حكيم هو الأخ الرئيس القائد علي عبد الله صالح الذي يعمل دوماً على تحقيق الخير والأمن والاستقرار والسلام والنماء والازدهار لليمن أرضا وإنساناً.. كما يحرص على تعزيز روح الوحدة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد وذلك إيماناً منه بأن الوحدة الوطنية هي صمام أمان لحاضر ومستقبل اليمن، ولا نقول هذا من باب المجاملة .. بل إنها حقيقة ملموسة على أرض الواقع وتتجسد في المكاسب والمنجزات الوطنية العظيمة التي تحققت في العهد الذهبي للأخ الرئيس علي عبدالله صالح على مدى الثلاثة والثلاثين عاماً الماضية .. وفي مقدمتها إعادة تحقيق الوحدة اليمنية .. وكذا ما شهده الوطن اليمني الكبير من نهضة تنموية شاملة في مختلف مجالات الحياة.. ناهيك عن دعائم الديمقراطية التي أتاحت للجميع التعبير عن آرائهم في مناخات حرة وآمنة وإلى جانب كل ذلك المكانة المرموقة التي صارت تتبوأها اليمن على الخارطة الإقليمية والدولية بعد أن كانت بلداً منسياً لا تأثير له ولا حضور. بلاشك فإن هذه النجاحات والتحولات النوعية الهائلة التي شهدتها اليمن في مختلف ميادين البناء الوطني لم ترق لأعداء الثورة والوحدة اليمنية الذين لم تتوقف دسائسهم ومؤامراتهم التي يحاولون من خلالها إعاقة مسيرة هذا الوطن وتفتيت تماسكه ولحمته الداخلية لاعتقادهم أنهم ومن خلال هذا المخطط التآمري سيتمكنون من إعادة الوطن اليمني إلى عهود الإمامة والاستعمار والتشطير انطلاقاً من استقطابهم لبعض العناصر المأجورة التي اتجهت إلى استغلال المناخ الديمقراطي الذي تنعم به بلادنا لإثارة الفتن وإقلاق الأمن والاستقرار في البلاد ولكن هيهات أن يحقق هؤلاء المرتزقة مآربهم الخبيثة فالشعب سيكون لهم بالمرصاد. وفي خضم هذه التحديات المحيطة بالوطن .. وانطلاقاً من إدراكنا العميق بأن (الوطن ملك للجميع) .. فإن المرحلة الراهنة تفرض علينا جميعاً (مؤسسات رسمية وشعبية وأحزاباً ومنظمات مجتمع مدني وكافة شرائح المجتمع اليمني ) المشاركة الفاعلة في تحمل المسؤولية الوطنية والوقوف صفاً واحداً وقلباً واحداً في مواجهة هذه التحديات الخطيرة المهددة لمقدرات ومكاسب ومنجزات الثورة والوحدة اليمنية. وهو ما يتطلب من الإخوة قادة أحزاب المعارضة سواء في أحزاب (اللقاء المشترك) أو التحالف الوطني الديمقراطي وغيرها الإسراع بالاستجابة والتفاعل مع دعوة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح للحوار والتسامح والتصالح وهي دعوة صادقة ينبغي التعاطي معها بمسؤولية بعيداً عن المهاترات الإعلامية وكل الممارسات التي تدفع إلى التوتر وتعكر صفو السلم الاجتماعي. وفي اعتقادنا أن طبيعة المرحلة الراهنة تحتم على الحزب الحاكم وكافة أحزاب المعارضة - بالضرورة - العمل على فتح صفحة جديدة والجلوس على طاولة واحدة لمناقشة قضايا الوطن في حوار وطني هادئ وشامل غير مشروط مسبقاً.. وإذا كان من شرط .. فهو أن يضع الجميع نصب أعينهم ( اليمن أولا ) ومصلحة الوطن فوق المصالح الحزبية والذاتية، لضمان تحقيق النجاح المنشود للحوار، ولا بد أن تسارع كافة الأحزاب إلى اختيار ممثليها في هذا الحوار من المشهود لهم بالنوايا الخيرة ويتمتعون بدرجة عالية من الاتزان والعقلانية والصبر والرصانة بحيث يتم منح هؤلاء الممثلين الصلاحيات الكاملة في اتخاذ ما يرون أنه يصب في مصلحة إنجاح الحوار وتجنيبه المراوحة وعوامل المماطلة، وحبذا لو يتم توثيق الاجتماعات بالصوت والصورة وعرض وقائع الجلسات على شاشة التلفزيون لتكون الجماهير على اطلاع بكل المواقف وشاهداً على كل طرف ومدى جديته وحرصه على نجاح الحوار والمصلحة العامة وإيجاد المعالجات والحلول السليمة للقضايا التي يتعين الخروج بالحلول لها. وندعو الله جل شأنه أن يوفق الجميع لما فيه خير وصلاح اليمن وأمنه واستقراره وتقدمه وازدهاره.